
![]() |
الصالح والطالح ...في الذكاء الاصطناعي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
لمياء بولعراس- تونس
بإمكان أبنائنا التلاميذ المقبلين على مناظرة التاسعة الاستعانة بالنص ضمن محور شواغل عالمنا المعاصر فيما يخص الوسائط الرقمية وترشيد استعمالها
دأب العامة على استسهال الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في أدق خصائص استعمالاتهم دون التحري فيما ينقل منه أو التدقيق فيما صلح من فحوى "الاستشارة الرقمية " وما طلح منها . ونحن نتفحص هذا الوسيط الرقمي من حيث الإفادة الشاملة نتيقّن أنه شبكة موسوعية اكتنزت معارف جمة ،ثقافات مختلفة ،وإنسانيات مدروسة...فالمستعمل يستوقف هذا "العلاّمة العجيب "للبحث الشمولي وللاستفادة الخاصة, يجد نفسه متضلّعا في الترجمة مثلا لما تعسّرعليه فهمه من النصوص" بلغة العجم والبربر ومن عاشرهم من ذوي السلطان الأكبر" و كأن يطمح إلى حلّ يستدلّ به على مسألة علمية صحيحة فيصيّر حيرته طمأنينة بتعداد موثوق بالحل المصحوب بالقاعدة ،ويطوّع شاشته الذكية إلى ذكاويّة بامتياز !! فالطالب منهم يغالب فضوله المعرفي بالوسيط نفسه ويضع معارفه المحصّلة من المدارس ،المعاهد والكليات على محكّه ليتأكّد من تحصيله لها بلسان فرضيّ أو قراءة استعلامية نافذة ... لاشك أن استنطاق هذا الوسيط بينك وبين استفهاماتك سهل المراس ،حيني الهدف ،وفوري التفاعل إذ فاق مواقع معلوماتية أخرى من حيث الإعداد للبحوث ورسائل التخرّج بل أطروحات الدكتوراه ،"فقُزّمت " أمامه شبكة "غوغل" وأصبح موقعها متخلفّا نوعا ما مقارنة بالذكاء الاصطناعي وبالتاّلي تضاءل عدد مستعمليها مقارنة به ،فتصدر بذلك قائمة وسائل التثاقف الحضاري واكتسح اهم خيوط الشبكة العنكبوتية إن لم نقل حاكها كلها وأحكم خياطتها. ولكن لسائل أن يسأل أين نحن وملكة التفكير منا حين نقصيها ونستبدلها بملكة مصنعّة متناسخة ؟! ألم يعد الذكاء الاصطناعي مشغلا من شواغل عالمنا المعاصر حين ألغى فينا الإبداع ونفى من أعمالنا الخصوصية فجعلها متطابقة إلى حدّ التماهي ؟! غيّبنا عن معاني الوثوق بالذات يعني ذلك أن المستعمل المنكب على هذا الموقع لتصيّد معرفة ما أو بحث ما ..بات العقل عنده وثيق عقلانية" روبوتية " فانعدمت الثقة بين الباحث ومؤطره بالشك في مدى ذاتية المنجز المقدم مثلا واستحال الامتحان نسخة متكررة في أوراق الممتحنين أرهقت قلم المصلح و عكّرت مزاجه التقييمي لها ... فهل يعقل أن نساير العالم الحديث بنفس النموذج علما ،أدبا ،فنا ،ثقافة ؟ كلا،عيب علينا أن نستعمل هذا الوسيط الرقمي استعمال خبث ،نخادع به أنفسنا قبل مخادعة غيرنا ,فالفن مثلا فقد ميزة الإبداع حين أخضعناه لهذا الموقع فكم من رواية كتبت بخطّه الرقمي فرفضتها دور النشر بتهمة السرقة الذكاوية وكم من شريط سينمائي تشابهت أدوار ممثليه لأنها استلهمت من سيناريو صاغه كاتبه بإبداع ذكاوي مفرط ! ومن مهازل استعماله أن ننطق الموقع حضاريا بلهجاتنا الممتحنة له كمدى إتقانه للتلفظ ببذيئ كلامنا بلهجات العالم ولغاته المختلفة و المترجمة للعنف اللفظي !! فنستعين بها في قذف أجناس وجنسيات نعاديها على مواقع اجتماعية "كالتيكتوك" مثلا المتخصص في احتواء المكاره لا صنع المحتوى الهادف كما يتعلّل بذلك صناعه . ومنّا من يجعل الذكاء وسيطا يقترح عليه تنمية بشرية تستجيب لرغباته المتمردة أحيانا على قيمنا وأخلاقنا كأن يطلب منه أن ينظم له جدولا للتقليل من إدمانه على مخدّر بدل استشارة طبيب نفسي معالج له و لافاتنا الذاتية والإنسانية وما أكثر المزالق التي نوقع فيها أنفسنا جرّاء عدم ترشيدنا لاستعماله الوجيه . فعلينا أن نتحضّر في استعمالنا للذكاء الصناعي فيكون بذلك من الوسائط المفيدة لنا شريطة الاستعانة به دون إلغاء ذائقتنا المعرفية وانتصاراتنا الذاتية ،عندها نكون أحرارا من عبودية النسخة الواحدة والفكر المستنسخ . |
المشـاهدات 38 تاريخ الإضافـة 09/08/2025 رقم المحتوى 65606 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |