
![]() |
الدخان يمتزج بالدماء |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
محاولة لوصف المشهد في فاجعة الكوت...كانوا مجرد اطفال صغار ذنبهم انهم ارادوا اللعب والمرح، يركضون على ممرات بين جدران معبئة بالاشياء، ومعهم امهاتهم وابائهم وعائلاتهم؛ يتبضعون ويضحكون، فرحين انهم خرجوا للتسوق بعد يومٍ شاق "التسوق احدى طرق العراقيين للتعبير عن سعادتهم وخروجهم من الملل"، لم يدركوا أن السماء تنتظر ارواحهم، لم يلاحظوا أن الرياح ستجرهم نحو السماء، فجأةً اصبح المكان عبارةٌ عن نارٌ ودُخان، ليبدأ الموت الذي لا يفرق بين طفلٍ أو امرأةٍ أو حتى رجلٌ مسكين، زهقت روح اول الاطفال الصغار بعد ان كان مختبئًا في حظن امه؛ خوفًا من من الالم والنيران المشتعلة، وسرعان ما اعتلت النيران في المكان واحرقت كل شيء ومات سبعون ويزيدهم عددًا، ووسط هذا الرعب تتصل ام بزوجها لتطلب منه ان "يبريها الذمة"؛ مات ابنك في احظاني لم استطع الحفاظ على امانتك. لم يكن اتصالًا عاديًا بل كانت السبع الأخيرة قضتها مع من تحب حتى فقدت حياتها، انه الحب تحت الركام، إذ لم يتبقى شيء على حاله، فالبناية مليئة بالمواد سريعة الإشتعال وخالية من إجراءات السلامة، الرعب مستمر والموت في كل مكان فرق الانقاذ لم تصل بعد او ربما وصلت لكن ليست لديهم الامكانية الكافية للسيطرة على حريق هائل في وقت قياسي. من بقي حيًا كان يركض كالمجنون للوصول إلى مكان آمن وجهتهم كانت سطح البناية عند سلم الطوارئ، هنا كانت صدمة اخرى السلم لا يتسع الا لشخص واحد وتصميمه بشكل عمودي، ويصعب النزول فيه انه موت جديد، الصرخات تتعالى من كل زاوية من كل فراغ على امل اني ينقذهم احد، ليتم السيطرة على ذلك الحريق الوغد بعد 8 ساعت.إنها قضية فساد مؤسساتي لو كانت لروح الانسان قيمة لم تكن هذه البناية مفتوحة. حريق هايبر ماركت الكورنيش في مدينة الكوت يوم 16 تموز من العام الجاري، هذه مأساة لم يعد الاطفال يلعبون فهل تصحو الضمائر؟ ام ان الموت مستمر؟ ام ان العذاب والوجع لا ينتهي؟.
|
المشـاهدات 79 تاريخ الإضافـة 18/08/2025 رقم المحتوى 65771 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |