النـص :
بغداد ـ الدستو
كتاب «الفتى القادم من بغداد» للوزير السابق البريطاني العراقي الأصل ناظم الزهاوي يروي فيه مذكراته وسيرة حياته منذ سنواته الأولى في العراق حتى مسيرته السياسية البريطانية. سيكون ضيف على احدى المؤسسات الثقافية بدبي حلال الصيف الحالي.الكتاب الصادرعن مركز أبوظبي للغة العربية، مشروع كلمة للترجمة يروي ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب كبرى، يعكس كل منها مرحلة مهمة من حياته: طفولته في بغداد، وانتقاله للعيش في المملكة المتحدة، وصعوده إلى الشهرة السياسية وخروجه النهائي من عالم السياسة.الزهاوي يروي كيف شهدت عائلته الاستبداد المتزايد في العراق، وقمع المعارضة، وتحول البلاد إلى دولة يسكنها الخوف. لذلك قررت عائلته الفرار إلى المملكة المتحدة حين كان الزهاوي في الحادية عشرة من عمره، خوفاً من الاضطهاد.يصف المؤلف تحديات التآلف مع اللغة والثقافة والنظام التعليمي البريطاني. وفي سنوات مراهقته، ترسخت اهتماماته بدنيا الأعمال.وقد وفَّر له نجاحه في مجال الأعمال الثقة والمنصة المناسبة لدخول عالم السياسة. وكانت البداية انتخابه نائباً عن حزب المحافظين، ثم تسلمه بضع حقائب وزارية في ضمنها وزارة التعليم ووزارة الخزانة.ويستعرض الزهاوي خلال الكتاب أبرز المحطات التي شكّلت مسيرته، والتحديات التي رافقت تأليف مذكراته، مؤكدًا أنه اختار توثيق رحلته بما تحمله من تحولات حادة وصعود استثنائي، بدءًا من حي الوزيرية في بغداد، ومرورًا بسنوات التحدي الأولى في بريطانيا، وصولًا إلى تقلده مناصب وزارية رفيعة في الحكومة البريطانية.وأوضح الزهاوي عن أن فكرة الكتاب جاءت بعد تأمل طويل في مساره المهني، وانطلاقًا من قناعته بأهمية توثيق الرحلة التي عاشها على مدار أكثر من أربعة عقود، بدأها لاجئًا لا يُجيد كلمة واحدة بالإنجليزية، خجولًا ومنعزلًا، وصولًا إلى أن يصبح من صُنّاع القرار السياسي في واحدة من أعرق الديمقراطيات العالمية.وبيّن الزهاوي أن الكتاب يتناول تفاصيل شخصية دقيقة، ولم يتردّد في الإشارة إلى الأخطاء التي ارتكبها والده كرائد أعمال، أو التجارب السياسية التي خاضها إلى جانب شخصيات محورية مثل ديفيد كاميرون. وأضاف: "السياسيون بشر، لهم نجاحاتهم وإخفاقاتهم، والكتاب لا يجمّل التجربة، بل يقدّمها بصدق وشفافية".اخيرا فأن الكتاب ليس فقط توثيقًا لمسيرته، بل دعوة لفهم أعمق لتجربتين حضاريتين متباينتين، بغداد القرن العشرين وبريطانيا القرن الحادي والعشرين ، بكل ما فيهما من تحديات، ومفارقات، وفرص. وقد حظي الكتاب بإقبال كبير من جمهور المعرض، الذي حرص على اقتنائه واكتشاف حكاية "الفتى القادم من بغداد" في طريقه نحو وستمنستر.
|