
![]() |
الاعدام هو العقوبة المناسبة لهما لقتهما الطفلة البريئة.. تعليق على حكم قضائي |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
وقائع الجريمة في الحكم:
بالاطلاع على الأحكام الصادرة من محاكم العراق الموقرة، بهدف معرفة توجهات الأفعال الإجرامية وأسبابها، وإعداد الدراسات وتقديم المقترحات للحد منها قدر الإمكان، لاحظنا أن محكمة التمييز الاتحادية العراقية قد أصدرت حكمًا بالعدد 4784/ج2/2024، وتلخص في:أقدم شخص على تطليق زوجته، ثم طلب رؤية ابنته. إلا أن نفسه الشريرة أوحت إليه بقتل ابنته وتعذيبها خلال فترة الزيارة. ففي تاريخ 19 يوليو 2024، نفذ جريمته الشنعاء وقتل الاب ابنته بأبشع الطرق، مما يدل على ساديته المفرطة. وقد انتقلت عدوى هذا المرض إلى زوجته الثانية التي ساعدته في تنفيذ الجريمة. بهدف تعذيب طليقته نفسيًا، ارتكب المجرمان فعلتهما النكراء، لكنهما غفلا عن عاقبة جريمتهما. فقد علمت الدولة بالجريمة، وتحركت محكمة التحقيق، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما. وبعد انتهاء التحقيقات الأولية والقضائية، صدر بحقهما حكم الإعدام.
التعليق على الحكم:
ومما يجدر الوقوف عنده، أن هذه الجريمة تستحضر في أذهاننا الآيتين الكريمتين في كتاب الله، القران الكريم: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) سورة التكوير. ففي الجاهلية، قبل مجيء الإسلام، كان البعض يقتلون بناتهم بدفنهن وهن على قيد الحياة، لا لذنب اقترفنه، بل لمجرد كونهن إناثًا! وكان السبب في ذلك فساد الفكر، وعدم القدرة على تربية البنات، والخوف من أن يصبحن عارًا. ولكن بعد مجيء الإسلام، حدث تغيير جذري في التصور الفكري لديهم، وتم القضاء على مثل هذه الأفكار، واندثرت تمامًا. وهناك أحاديث نبوية كثيرة عن سيدنا محمد نبي الرحمة صلى الله عليه وعلى آله وسلم تشير إلى ذلك، نذكر منها: (إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات، وَمَنْعاً وهات، ووَأد البنات، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال). وقال: (مَنْ كان له ثلاث بنات فصبَرَ علَيْهِنَّ، وأطعَمَهُنَّ وسقاهُنّ، وكساهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ (سعته وطاقته)، كُنَّ لَهُ حجاباً مِن النارِ يومَ القيامة).مما ينبغي الوقوف عنده أن النفس البشرية تقوم على حقيقة ثابتة، ألا وهي الصراع بين الخير والشر. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)" سورة الشمس. تشير هذه الآيات المباركات إلى حقيقة النفس الإنسانية، فالإنسان بطبيعته يمتلك استعدادًا لسلوك طريق الخير أو طريق الشر، ويوجهها حسب إرادته، وهذا هو أساس المسؤولية الجنائية. يقول الله عز وجل: "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" سورة الإنسان (3). فبالتزكية واكتساب القيم الإنسانية العليا، يوجه الإنسان إرادته نحو الخير، ويضبطها، وفي حال تركها دون ذلك، فإنه يوجهها نحو الشر، وبهذا التوجه تنشأ الجريمة.خلاصة القول: إن المجرمين في هذه القضية لم يتركوا للدولة والمجتمع سبيلًا لإصلاحهم، فالإعدام هو الحل الوحيد من منظور القانون والواقع والمجتمع، فهم أناس غير صالحين للعيش فيه، ولم يستوعبوا القيم الإنسانية كـ(الرحمة، والعدل، والتربية الصحيحة، والآداب العامة...إلخ) التي هي عماد الحياة المطمئنة. ولذلك فمعاقبة المجرمين في هذه الجريمة وغيرها من الجرائم، يسهم في استقرار الحياة، لأنه يكون عبرة لمن تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الأفعال، فيردعه. وهو ما علمنا اياه خالقنا رب العالمين سبحانه تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (179). سورة البقرة. |
المشـاهدات 65 تاريخ الإضافـة 21/08/2025 رقم المحتوى 65890 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |