الأربعاء 2025/9/3 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 41.95 مئويـة
نيوز بار
ظاهرة التسجيل بين الموظفين في الدوائر الحكومية
ظاهرة التسجيل بين الموظفين في الدوائر الحكومية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب ناظم شكوري زيدان
النـص :

 

 

 

إن بيئة العمل في الدوائر الحكومية مكانًا يجتمع فيه أشخاص من خلفيات وطبائع مختلفة، مايجعل مكان العمل عرضة لظهور بعض السلوكيات السلبية التي تؤثر على سير العمل وانسجام الموظفين فيما بينهم. ومن اهم هذه الظواهر، هي ظاهرة التسجيل بين الموظفين ونقل الأخبار، التي أصبحت تشكل هاجسًا يؤثر على الثقة المتبادلة بين الموظفين ولها تأثير على سير العمل في المؤسسات الحكومية. ومن أهم مايشغل الموظفين في العمل هو تسجيل الكلام او الاحاديث التى تدور بينهم، ويقصد بالتسجيل بين الموظفين قيام بعض الأفراد بتسجيل الأحاديث أو الاجتماعات بصورة خفية أو علنية؛ بهدف استخدامها لاحقًا كوسيلة ضغط أو لإثارة المشكلات في اماكن العمل ومع الاشخاص فيما بينهم.أيضا هناك أفعال سلبية اخرى، ترتبط بهذا الفعل، كنقل الأخبار، إذ يتمثل هذا السلوك في تناقل الأحاديث، سواء كانت دقيقة أو محرفة، بين الموظفين أو من الموظفين إلى المسؤولين، مما يولّد حالة من الشك والريبة والخوف بين الموظفين. وان من أسباب هذه الأعمال والسلوكيات (المشينة) أنها تودي الى ضعف الثقة بين الموظفين وغياب روح الفريق الواحد من اجل إنجاح الأعمال الموكلة لهم. وان غياب القوانين الرادعة التي تمنع مثل هذه الممارسات لها تاثير على الموظفين في إتمام الأعمال. وان الخوف من المساءلة؛ يدفع بعض الموظفين الى القيام بتسجيل المحادثات لكي تكون أداة حماية لهم وتكون ادلة تحميهم، إضافة إلى ذلك ان البعض منهم يبحث عن مكاسب شخصية لاجل التقرب من المسؤولين. بهذا السياق، نؤكد أن البيئة الادارية الضعيفة التى تفتقر للعدالة هي من تتولد بها هذه السلوكيات، وان هذه الأعمال التى تحدث في العمل لها آثار سلبية تؤدي الى خلق أجواء متوترة وعدم الثقة بين الموظفين وانتشار ظاهرة الشكوك والعداوات بين الموظفين التي بدورها تضعف روح التعاون والعمل الجماعي. وايضا تراجع في إتمام الأعمال التي تخصهم بسبب انشغال الموظفين بالمشاكل الجانبية. ويؤدي ذلك أيضا الى فقدان الثقة بالإدارة اذا لم يتم معالجة هذة التصرفات بشكل حازم. بل وتسبب انعكاس سلبي على سمعة المؤسسة أمام الجهات الأخرى والمواطنين. ولأجل معالجة مثل هذه التصرفات يجب أن تسن قوانين وتعليمات تمنع مثل هذه الأفعال وتحد من نقل الاخبار المزيفة، بل على المؤسسات الحكومية ان تعزز الثقة وثقافة العدالة والشفافية بالمجتمع الوظيفي وتنشرها بينهم، وتنبه من مخاطر هذه السلوكيات، فضلا عن ذلك أن يتم تفعيل قنوات رسمية للمقترحات والشكاوى لكي تقلل من لجوء الموظفين الى الطرق غير الصحيحة، وأيضا ان يكون التشجيع حاضرا من قبل الإدارة نحو العمل بروح الفريق الواحد وتنمية قيم التعاون بين الموظفين والمرؤوسين والابتعاد عن روح خيانة المجلس والثأر لما تريده النفوس المريضة. وفي النهاية نختم هذه المقالة بالقول: إن ظاهرة التسجيل بين الموظفين ونقل الأخبار في الدوائر الحكومية ليست مجرد سلوكيات فردية، بل هي مؤشر على ضعف الثقة والشفافية في بيئة العمل. لذا؛ فإن علاجها يتطلب إرادة إدارية جادة، وتشريعات واضحة، وثقافة مؤسساتية قائمة على الاحترام والعدالة، فعند غياب هذه الأسس، ستظل الدوائر الحكومية تعاني من أجواء مشحونة تعرقل مسيرة العمل وتؤدي الى ضعف في الطاقة الإنتاجية وتراجع روح الفريق في المؤسسات الحكومية وهذا ما ينعكس سلبا على المواطن، وهو ما لا نرجوه اطلاقا.

 

المشـاهدات 317   تاريخ الإضافـة 24/08/2025   رقم المحتوى 65985
أضف تقييـم