الجمعة 2025/10/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 22.95 مئويـة
نيوز بار
كرتنا رهينة غياب التخطيط والتبريرات الوهمية
كرتنا رهينة غياب التخطيط والتبريرات الوهمية
الملحق الرياضي
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

 

بغداد ـ الدكتور كاظم الربيعي

قبل التطرق إلى موضوعنا هذا نؤكد واقعيا بعض المؤشرات السلبية التي تمر بها الكرة العراقية :- 1- عدم وجود خطة واضحة لتطوير المنتخبات الوطنية للفئات العمرية مع الشكل الارتجالي الغير منظم لتدريب الموهوبين في الأندية العراقية.  2- الفترة الطويلة السلبية  لبداية وانتهاء الدوريات بدرجاته الاربعة ( النخبة و الممتاز والاولى والثانية ). 3- النظام الاحترافي الفاشل واشراك ستة  لاعبين محترفين ولاعب واحد يمني يعمل كلاعب محلي في تشكيلة اللعب وعدم الاهتمام بالنوعيه الجيدة وتاثيره الواضح على قلة إشراك اللاعبين المحليين في المباريات مما انعكس سلبيا على اداء المنتخب.  4- الإهمال الواضح للمدرب المحلي وتقاسمهم العدد مع المدربين العرب الذين لا يفوقوهم الكفاءة، وعدم مساهمة اتحاد الكرة  بتطويرهم من خلال المشاركة بالمعايشات الخارجية و عمل دورات تنشيطية هنا بقيادة محاضرين عالميين. 5- العدد الكبير المشارك بالدوري ب20 فريقا وعدم القدرة على تخفيض العدد، بحيث تسبب بزيادة فترة استغراق الدوري المضغوط إلى نهاية شهر تموز الحار مع غياب الاستشفاء وعدم التمكن من إصلاح الأخطاء الفنية. 6-التخطيط العشوائي لتحضيرات المنتخبات الوطنية التي غالبا ما تبدل ثوبها باللاعبين والمدربين، وعدم التحضير المبكر لأقامة المعسكرات والمباريات القوية بأيام الفيفا. 7- المحسوبية والمنسوبية والحزبية  في تعيين المدربين و ترشيح اللجان الفنية والإدارية والإشراف على مباريات الدوري. 8- التفكير بانتخابات الاتحاد والفوز بالمكاسب المادية والسفر والجاه والإشراف على المنتخبات الوطنية من قبل اعضاء الجمعية العمومية وعدم النية الصادقة بالمتابعة لتطوير العمل في الاتحاد ونجاح الدوري العراقي. 9- عدم وجود الشفافية في إدارة الموارد المالية في الأندية وعدم التدقيق والمحاسبة للمال السائب مما يؤدي إلى سوء استخدام الاموال المخصصة لتطوير الكرة العراقية.  10- الصراعات الداخلية بين أعضاء الاتحاد والتي تنعكس سلبا على اداء المنتخب الذي تنتظره تصفيات الملحق في السعودية. 11- تركيز اعلامي سلبي وغير بناء في كثير من البرامج الرياضية في القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي على المنتخبات والاندية خلق ضغوطات متنوعة على المدربين واللاعبين والاداريين من قبل بعض المحللين حول المستوى وخطط و تشكيلات اللعب والتي تثير الجمهور والمدربين والمشرفين وادارتهم الرياضية. تعاني كرة القدم العراقية من أزمة هيكلية حقيقية عميقة تتوضح من خلال غياب التخطيط الاستراتيجي والرؤية طويلة المدى والتي أدت إلى هذا التراجع المستمر المخيف في الأداء وعدم تحقيق النتائج المرجوة. * عدم الاهتمام بالمواهب الحقيقية والتدريب والصبر على النتائج وهم الركائز التي تعتمدها المنتخبات العمرية والجميع يتذكر المشاركات الخارجية للفئات العمرية العراقية المكتضة بالمواهب الكروية في بطولات السويد والدنمارك وفنلندا في الثمانينات والتسعينيات خلال العطلة الصيفية والتي أنجبت لنا عمالقة الكرة أمثال المرحوم أحمد راضي وزملائه في المنتخبات الوطنية العراقية. * أمور وقضايا غريبة يعيشها بلدنا حاليا ولم نلاحظها عند بقية دول العالم، اولها القضايا السياسية ومنها  صراعات الانتخابات النيابة، ناهيك المشاكل الاقتصادية ونحن بلد غني يمكنه خلق الرفاهية لمواطنيه جميعا وليس لفئة معينة  من الشعب ، كهرباء متهالكة وشحة مياه وهي أيضا تنعكس على واقعنا الرياضي مع انعدام التخطيط الحكومي لمشروع دولة في مجال  تطوير الأندية والمنتخبات بحكمة لتطوير المنشآت والاندية النموذجية، وليس توزيع أموال بدون محاسبة مع َوضع الرجل المناسب في المكان المناسب . * التكاتف بين الحكومة والمؤسسات الرياضية بتوجيه الوزارات الساندة للرياضة، حيث وزارة التربية ودعمها  للرياضة المدرسية ودرس الرياضة وبناء المدارس النموذجية مع منشآتها  الرياضية، وكذلك وزارة الكهرباء بتجهيز الأندية بالإضوية الكاشفة  لملاعبها ووزارة النقل بتوفير وسائط النقل الجوية للمباريات البعيدة ووزارة الشباب والرياضة ببناء  مجمع مشابه لأسباير القطري للجنة الفنية والفئات العمرية وهذه أمثلة بسيطة للدعم الغير موجود.  * غالبا ما نناشد الحكومة  بنقطتين مهمتين مرتبطة بالتخطيط والاستراتيجية وهي دعم الرياضة المدرسية ودرس الرياضة، والأخرى  هي الاهتمام  بالفئات العمرية بالأندية واتحاد الكرة ووزارة الشباب والأكاديميات الحقيقية ولكن من المؤسف والمعيب دخول العشوائية في هذه الأمور وغياب قسري للكفاءات العلمية  والنجوم المميزون للقيادة وزيارة بسيطة للأندية والمدارس تشاهدون إهمال واضح لهذه الشرائح بصورة كارثية تبحث في نفوسنا فقدان الأمل بالمستقبل الكروي وحتى بقية الألعاب. * معظم الاتحادات والاندية في العالم وحتى دول العالم الثالث ، تطورت وخططت واستعانت بالخبراء الأجانب في تطوير كرتهم مع تعايش الاختصاصيين المحليين معهم مع الصبر على النتائج وفعلا حصدوا  ثمار هذا العمل والتخطيط ونحن نجلب مدربين محترفين بسيطين بأموال حكومية  مهدورة و بدون رقابة و محسابة وأوهام احترافية نكذب بها على الجماهير والحكومة العراقية   الداعمة لهم. * اخيرا يمكن القول بأن التخطيط والاستراتيجية المفقودة هي نتيجة تراكمية لمشاكل إدارية وفساد مالي وعدم استقرار، مما يؤكد على المطالبة الحقيقية بإصلاح جذري يشمل الاعتماد على الاستراتيجية الطويلة واضحة المعالم مع استثمار في البنية التحتية والطاقات الشبابية مع التعاون الجدي بين اتحاد الكرة والاندية والحكومة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب وبقية المؤسسات الرياضية والمجتمع لتحقيق النجاحات والإصلاح الحقيقي وليس الخطابات الوهمية والرنانة.

المشـاهدات 840   تاريخ الإضافـة 25/08/2025   رقم المحتوى 66041
أضف تقييـم