
![]() |
رسائل غامضة من غرفة الملابس وأرقام كارثية وضغوط جماهيرية! صمود أم انهيار.. هل ينفجر بركان غضب الشياطين في وجه أموريم؟ |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
متابعة ـ الدستور الرياضي في أجواء مضطربة تحيط بمانشستر يونايتد، ومع بداية موسم جديد لم يكن على قدر التوقعات، يجد المدرب البرتغالي روبن أموريم نفسه أمام واحدة من أعقد لحظات مسيرته التدريبية.فبعد ثلاث مباريات فقط، بدا أن الفجوة بينه وبين لاعبيه أكبر مما تخيّله الجميع، وأن مشروعه الذي منحه المالك السير جيم راتكليف كامل الثقة والسلطات، مهدد بالانهيار السريع.المشهد الأخير كان في ملعب بلونديل بارك أمام فريق جريمسبي المتواضع، حيث عانى يونايتد حتى سقط بركلات الترجيح، ليُسجل خسارة تاريخية هي الأولى على الإطلاق أمام فريق من الدرجة الرابعة في كأس إنجلترا.لم تكن الخسارة مجرد نتيجة عابرة، بل كشفت عن أزمة عميقة، عبّر عنها المدرب نفسه بعبارة صادمة: "لقد تحدثوا بصوت عالٍ جدًا.. لم يكن هناك حماس، ولم ينفذ اللاعبون أفكاري. كنا تائهين".هذا الاعتراف يضع علامات استفهام كبرى حول قدرة المدرب على فرض شخصيته، ويطرح السؤال المباشر: هل فقد أموريم السيطرة على غرفة الملابس بالفعل؟
مشروع على الورق.. كارثة على العشب
حينما تولى روبن أموريم مهمة قيادة يونايتد، مُنح الصلاحيات الكاملة لإعادة تشكيل الفريق وفق رؤيته. حصل على ما أراد؛ تخلص من لاعبين اعتبرهم "عبئًا" حتى لو كان الثمن رحيلهم مجانًا، واستقدم عناصر جديدة أبرزها المهاجمان برايان مبيومو وماتيوس كونيا.لكن بعد أقل من شهر على انطلاق الموسم، يظهر الفريق بصورة شاحبة. فالتكتيك الصارم الذي يفرضه المدرب بخطة 3-4-2-1 يبدو غير متوافق مع إمكانات اللاعبين.وأسلوب اللعب بلا أجنحة طبيعية أضرّ بلاعبين بارزين مثل ماركوس راشفورد وأليخاندرو جارناتشو، بينما تقلص دور برونو فرنانديز إلى مركز أعمق لا يبرز موهبته الحقيقية. حتى أماد ديالو وجد نفسه مُجبراً على لعب دور الظهير الجناح، وهو ما لا يناسب قدراته إطلاقًا.في النهاية، النتيجة واضحة: هجوم بلا أنياب، وسط مرتبك، ودفاع هش.
أرقام تصرخ ضد المدرب
الأرقام لا تكذب، بل تفضح. منذ توليه المهمة، حقق أموريم نسبة فوز كارثية: 24.1% فقط في الدوري الإنجليزي، وهي الأسوأ في تاريخ النادي بالحقبة الحديثة. لم يحقق سوى 7 انتصارات في البريميرليج، وهو معدل أقل من عدد المباريات التي خاضها. أسوأ حصيلة نقاط، وأدنى مركز في الدوري منذ 50 عامًا. أقل عدد أهداف مسجلة في موسم واحد من حقبة البريميرليج. هذه الإحصائيات وضعت اسم المدرب في قائمة "الأسوأ على الإطلاق" بتاريخ مانشستر يونايتد، وهو ما يُهدد سمعته التدريبية، خاصة أنه جاء من سبورتينغ لشبونة كأحد الأسماء الواعدة في أوروبا.
ضغوط متصاعدة على راتكليف
الأزمة لم تضرب أموريم فقط، بل امتدت لتُشوه صورة المالك الجديد السير جيم راتكليف. فالرجل استثمر ماليًا ومعنويًا في المدرب البرتغالي، وقدّم له دعمًا علنيًا وسريًا.لكن مع كل هزيمة جديدة، تتراجع صورته أمام الجماهير والإعلام، لتبدو قراراته متهورة وغير محسوبة.النقاد لا يوفرون راتكليف من الانتقاد، خاصة بعد سياسة خفض التكاليف وتسريح المئات من الموظفين، والآن أصبحت النتائج السيئة للفريق سلاحًا إضافيًا لاتهامه بالفشل.
استقالة أم إقالة؟
الأمر لم يعد مرتبطًا فقط بقرار الإدارة. أموريم نفسه أشار أكثر من مرة إلى إمكانية رحيله إذا شعر أن الأمور خرجت عن السيطرة.وقالها بوضوح بعد الخسارة الأخيرة: "إذا لم نحضر ونلعب بروح قتالية، ستشعرون بضرورة التغيير، ولن نغيّر 22 لاعبًا. ربما أكون قد وصلت إلى الحد الأقصى".هذه ليست المرة الأولى التي يُلمح فيها المدرب إلى الاستقالة. ففي فبراير الماضي، وبعد سلسلة من الهزائم أمام كريستال بالاس وتوتنهام، فكر جديًا في الرحيل.وحتى بعد خسارة نهائي الدوري الأوروبي أمام سبورتينج لشبونة، أعلن استعداده لترك منصبه دون أي تعويض إذا رأى النادي أنه لم يعد الرجل المناسب.
عناد تكتيكي.. وانتحار بطيء
المعضلة الأساسية التي تضع أموريم في مأزق هي عناده التكتيكي. المدرب يرفض التخلي عن خطته المفضلة 3-4-2-1 مهما كلفه الأمر، معتبرًا أن "التشكيلة لا تهم". لكن الواقع يثبت العكس.غياب الأجنحة دمّر التوازن الهجومي، وأفقد الفريق سرعته المعتادة. كذلك، أُجبر نجوم كبار على أدوار لا تناسبهم، فخسر يونايتد سلاحه الأهم: الجودة الفردية.الجماهير والمحللون يطالبونه بتغيير أسلوب اللعب والعودة إلى طرق أكثر مرونة كـ4-2-3-1 أو 4-3-3، لكن عناده المستمر قد يُسرّع نهايته.
أصعب لحظة.. وأصعب اختبار
الاختبار الحاسم أمام بيرنلي في أولد ترافورد قد يكون الفرصة الأخيرة للمدرب البرتغالي. أي نتيجة أقل من الفوز ستفتح الباب واسعًا أمام سيناريو الإقالة أو الاستقالة.الجدول لا يرحم؛ بعد التوقف الدولي، ينتظر الفريق مباراتان ناريتان: الديربي ضد مانشستر سيتي، ثم مواجهة تشيلسي. أي تعثر في هذه المباريات قد يُحسم مستقبل المدرب بشكل نهائي.وسواء قرر أموريم التمسك بمشروعه حتى آخر رمق، أو اختار الرحيل حفاظًا على ما تبقى من سمعته، فإن المؤشرات كلها تؤكد أن أيامه في أولد ترافورد معدودة.لقد تحدث اللاعبون "بصوت عالٍ"، وعلى المدرب أن ينصت قبل فوات الأوان. فإما أن يتنازل عن عناده ويُعيد اكتشاف نفسه مع الفريق، أو يرحل ليُسجل في كتب التاريخ كأحد أقصر المدربين عمرًا في مانشستر يونايتد وأكثرهم فشلًا. |
المشـاهدات 24 تاريخ الإضافـة 31/08/2025 رقم المحتوى 66227 |