
![]() |
إدارة الأزمات بين بغداد وأربيل السيدان السوداني وبارزاني في ميزان قيادة الازمات ما قبل الانتخابات القادمة |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
قبل انتخابات 2025، دخل العراق في مرحلة دقيقة. الخلافات بين المركز والإقليم لم تكن جديدة، لكنها ازدادت تعقيدًا بفعل تداخل الملفات المالية، النفطية، والسياسية. في هذا السياق برزت شخصيتان مركزيتان:* محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، الذي جاء بخطاب إصلاحي وبقدرة تنفيذية مباشرة.* نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كردستان، الذي اعتمد على موقعه كوسيط وموازن بين أربيل وبغداد، وبين القوى الدولية والإقليمية ورئيس عراقي قبل ان يكون كرديا للاقليم.السوداني تعامل مع الأزمة بعقلية “القيادة المباشرة”.اولا: ركّز على بناء تحالف سياسي واسع يضمن له قوة تفاوضية بعد الانتخابات، ليحافظ على استمراريته في السلطة وحواره مع الاقليم.ثانيا: اتخذ خطوات لتبيين ادارة الدولة في الملفات الأمنية والمالية، بما في ذلك إدارة ملف الرواتب والنفط. فالسوداني قدّم نفسه باعتباره “رجل الدولة” القادر على ضبط التوازن بين ضغط القوى الشيعية التقليدية وحاجة العراق إلى استقرار سياسي، وهنا برز نيجيرفان بارزاني كصوت مختلف داخل الإقليم اذ: اولا: اعتمد خطاب التهدئة مع بغداد، مؤكدًا أن الحل يكمن في العودة إلى الدستور. ثانيا: لعب دور الوسيط مع المجتمع الدولي، مستثمرًا علاقاته الواسعة لإبقاء الإقليم على الخريطة السياسية كلاعب عراقي كردي أساسي ثالثا: قدّم مفاوضات ادارية، مثل قبوله بآليات مؤقتة لدفع الرواتب، لتخفيف الاحتقان الداخلي، دون التفريط بالموقف الاستراتيجي العراقي والكردي.السيد بارزاني اعتمد سياسة “إدارة الأزمة لا حلها جذريًا”، مع السيد السوداني ، مدركًا أن الحوار والتفاوض اساس العمل بين المركز والاقليم قبل انتخابات2025موهكذا في حدود تحليل ادارة الازمة لديهما:فالسوداني ركّز على “إدارة السلطة” من موقع القوة، وبارزاني ركّز على “إدارة التوازن” من موقع الوسيط.لكن كليهما التقى عند نقطة واحدة: تجنب الازمة بادارتها. فالسوداني لا يريد أزمة تهدد الوحدة قبل الانتخابات، وبارزاني لا يريد خلافا بين المركز والاقليم والسوداني يريد أن يثبت أن بغداد هي المركز الادارة العراقية العليا، والسيد بارزاني يعمل على إبقاء الإقليم حاضرًا كيانا عراقيا، يجمع بين الشرعية الدستورية والدور العراقي، مع الحفاظ على مساحة ادارة تسمح له بتجنب الازمات بين المركز والاقليم لذلك طالما قال :"نحن بيتنا بغداد." وهكذا وقبل انتخابات 2025، يتحرك كل من السوداني وبارزاني كقائدي أزمة ومديري ازمة ومفككي ازمة: الأول يفرض عراقية عراقية بقرارات مركزية وتحالفات واسعة.والثاني يفاوض بخطاب الدستور والتهدئة والوساطة.الحوار والتفاوض بين بغداد وأربيل لن يُحسم بانتخابات قادمة، لكنه سيتأثر كثيرًا بكيفية إدارة الرجلين لهذه المرحلة. فالسوداني يسعى إلى بناء صورة “رجل الدولة الحاسم”، وبارزاني يكرّس صورته كـ “رجل التفاوض و التوازن والوساطة”.وكلاهما رجلان عراقيان عراقيان قبل الصفات الاخرى. |
المشـاهدات 16 تاريخ الإضافـة 02/09/2025 رقم المحتوى 66235 |