النـص :
في مثل هذه الأجواء الموبوءة بالطائفية المقيتة .. لا بد لطلاب الحقيقة من أن يعيدوا دراسة المسائل والقضايا الكبرى بعقلية الناقد المتشكك الذي لا يأخذ الأمور على ظواهرها ، ولا يتقبلها كما يسمعها أو يقرأها مهما كان مصدرها ، وعلى طلاب الحقيقة أن يُخضعوا (المسلمّات) التاريخية والإجتماعية (وحتى الدينية) إلى الفحص وإعادة النظر من جديد ، وإلاّ أستمر الخطأ يتكرر، والتأريخ يعيد علينا دورته ويعيد علينا نفسه في كل جيل..لقد أصبحت عقولنا اليوم بحاجة إلى إعادة تأهيل وترميم ..فلماذا لا نحاول الرقي بعقولنا إلى القمة ، وأن لاننزل بها إلى سفاسف الجهل وكهوف الخرافات ، مالذي تنتظره حتى نغيّر العادات السلبية في حياتنا ، لماذا لانستخدم عقولنا في توجيه حماسنا المشتعل، فالعقل هو الذي يحدد أتجاهاتنا ويضع حماسنا في مساره السليم ، ويُلهب الخيال الذي يجعل من المستحيل واقعاً فعلياً ...فلا بد لنا من الإطلاع على التجارب الإنسانية السابقة والمعاصرة ، والخروج بخلاصة صحيحة تصلح لعلاج المشاكل الكبيرة، أو- على الأقل - تصلح أن نفسرها تفسيراً علمياً واقعياً بعيداً عن أوهام المخبولين، وخبالات الواهمين،ونعيق الخرافيين ، ونهيق المتخلفين ، الذين لايريدون لبصيرة أن تتّفتح ، ولالعقولٍ أن تسترشد ، ولا لأفهامٍ أن تتحرر، لكي يبقوا يسلبون الناس أنفسهم وأموالهم ...بعد أن سلبوهم عقولهم وألبابهم !!فهل بالإمكان أن ندع عقولنا تنطلق نحو صحو الشروق ...؟
|