السبت 2025/9/13 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 34.95 مئويـة
نيوز بار
إسرائيل تمدّد حربها خارج غزة: من سوريا إلى الدوحة.. فهل يأتي دورنا؟
إسرائيل تمدّد حربها خارج غزة: من سوريا إلى الدوحة.. فهل يأتي دورنا؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب راجي سلطان الزهيري
النـص :

 

 

 

اليوم، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على مواقع في العاصمة القطرية الدوحة، بحجة استهداف قيادات من حركة حماس، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب المدمّرة على قطاع غزة. هذه الضربة تمثّل سابقة خطيرة، إذ لم تعد إسرائيل تكتفي بعملياتها التقليدية في فلسطين أو سوريا، بل توسّعت لتصل إلى قلب الخليج العربي.الهجوم على قطر ليس حدثاً منفصلاً، بل يندرج ضمن سلسلة طويلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف يومياً مواقع في سوريا، وتوسّعت قبل أشهر إلى مواجهة مباشرة مع إيران. واليوم بات الخليج العربي نفسه في دائرة النار. الأخطر من ذلك أن تل أبيب لم تُخفِ جرأتها، فقد أعلنت بوضوح أن الغارة على قطر جاءت بتنسيق أو على الأقل بموافقة دول “قريبة” – في إشارة إلى دول عربية لم تسمّها – ما يعني أن جزءاً من الغطاء السياسي لهذه الضربات مصدره من داخل المنطقة نفسها.

 

العرب بين الشجب والاستنكار

 

كالعادة، اقتصرت ردود الفعل العربية على بيانات التنديد والاستنكار، وهي بيانات لم تعد تقنع الشارع العربي، بل تحولت إلى لازمة مكررة أمام كل عدوان. فبينما تنشر إسرائيل طائراتها وتخترق سيادة الدول، يكتفي القادة العرب بالتحذير اللفظي أو الدعوة إلى ضبط النفس. هذه المواقف الضعيفة لا تردع إسرائيل، بل تمنحها شعوراً بالطمأنينة لمواصلة سياساتها التوسعية دون خشية من رد فعل عربي جاد.

 

إلى أين يتجه المشهد؟

 

إسرائيل، الكيان الصغير جغرافياً والضعيف ديموغرافياً مقارنة بجيرانه، تجرّأ على قصف عواصم عربية لأنه يعلم تماماً أن الدعم الأميركي والغربي سيبقى مظلة حامية له. وهو يراهن على تشرذم الموقف العربي وانشغال كل دولة بهمومها الداخلية، ما يجعله أكثر جرأة في توسيع عملياته.اليوم قطر، بالأمس سوريا، وغداً قد تكون الأردن أو مصر أو حتى عواصم خليجية أخرى. لا شيء بعيد عن طموحات بنيامين نتنياهو الذي يسعى لتوسيع رقعة المواجهة من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية، وإظهار نفسه أمام الرأي العام الإسرائيلي كرجل قوي قادر على ضرب “أعداء إسرائيل” في أي مكان.

 

متى يأتينا الدور؟

 

السؤال الذي يفرض نفسه الآن: إذا كانت إسرائيل لا تتردد في ضرب عواصم مثل دمشق والدوحة، فمتى يأتي الدور على بقية الدول العربية؟ هل سنبقى ننتظر لحظة استهدافنا لنفكر بعدها في رد الفعل؟ أم سنظل نلوذ ببيانات الشجب والاستنكار بينما يزداد نفوذ إسرائيل ويتعاظم خطرها؟إن ما يجري اليوم ليس مجرد حرب على غزة أو مواجهة مع حماس، بل هو مشروع إسرائيلي لإعادة رسم معادلات القوة في المنطقة. وإذا لم يستفق العرب الآن، فإن الغد قد يحمل مفاجآت أكثر قسوة، ليس فقط على الفلسطينيين بل على كل العواصم العربية التي باتت في مرمى الطائرات الإسرائيلية.

 

 

 

الموهبة في العراق… حين يُغتال الحلم بسلاح الفوضى حارة كل مين إيدو إلو

سعد محمد الكعبي

 

في بلدٍ كان مهد الحضارات ومصدرًا للعلم والشعر والفن باتت الموهبة فيه عبئًا لا نعمة وأصبح الحلم مشروعَ خسارة لا طريقًا للنجاح, في العراق اليوم الكفاءة لا تُكافأ والمجتهد لا يُحتفى به بل يُطمر تحت ركام الفوضى والسلاح المنفلت والمحسوبية وتحالف السلطة مع القوة على حساب الحق,وكأن لسان حال هذا الوطن يردد كما قال الفنان دريد لحام

 

حارة كل مين إيدو إلو.

 

وهكذا تحوّل العراق بلد العقول إلى ساحة تتنازع فيها قوى الأمر الواقع كلٌ ينهش من جهته بينما الفقير يُقصى والموهوب يُهمّش والشريف يُسحق بين صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.حين يُغتال القانون ويُستبدل بالسلاح في العراق, لم تعد الدولة هي الحَكم ,الأحزاب تمتلك السلاح والسلاح يمتلك القرار من يحمل البندقية يُملي شروطه على الوزارات على القضاء على الشارع بل حتى على التعليم والثقافة,وهكذا، صار الانتماء الحزبي أهم من الشهادة الجامعية والولاء أهم من الولادة في هذا الوطن.القانون موجود نعم لكن لا أحد يجرؤ على تطبيقه عندما يتعلق الأمر بـالمحسوبين على الجهات الفلانية.المؤسسات تُدار بالعُرف لا بالنظام الثروات تُنهب تحت أعين الدولة والعجيب أن الكل يعرف… لكن لا أحد يملك القدرة على المواجهة لأن الخصم هنا مسلّح ومؤيد ومُحصّن سياسيًا.وطن يُدار كالغنيمة لا كدولة,الوزارات تُقسّم كحصص حزبية العقود تُمنح بالمزايدات الطائفية الوظائف تُباع أو تُوهب والفقراء يُطالبون بالصبر… أو الهجرة… أو الصمت

 

أصبحت كل مؤسسة حكرًا لطرف,كل حزب يسيطر على قطاع.

 

كل جماعة مسلحة تفرض قانونها على منطقة,الطب, التعليم، النفط، المقاولات, الجمارك, حتى الثقافة… الكل نُهب.بينما الشباب الخريج الموهوب، النظيف يجد نفسه عاطلًا عن العمل مهمشًا لا لأنّه فاشل بل لأنه لا ينتمي ولا يبيع مبادئه ولا يحمل سلاحًا.

 

الموهبة في زمن اليأس يقول نص شرقي قديم

 

حتى وإن امتلكتَ موهبة عظيمة، إن لم تُفتح لك بوابة الحظ فلن تُثمر,لكن في العراق الأمر أكثر قسوة حتى وإن فُتحت بوابة الحظ فإنك ستُمنع من دخولها إن لم يكن في يدك توصية حزبية أو كنت ابن جهة أو تحمل بطاقة دم الموهبة هنا لا تُغتال بالصمت فقط بل تُغتال بالقهر بالإقصاء بالتهميش المتعمد بل وأحيانًا بالتصفية الجسدية إن تجرأت على أن تقول لا في وجه الفساد هل من أمل نعم لأن العراق ما زال يملك عقولًا نقيّة وشبابًا يعرفون الحق ومواطنين تعبوا من الطائفية والسلاح والانتهازية.لكن البداية تكون من كسر قانون الغابة وإعادة الاعتبار للدولة، للدستور، للعدالة.يجب أن تكون الكفاءة معيار التعيين والموهبة سببًا للتمكين، لا للاستبعاد.

 

حارة كل مين إيدو إلو ليست قدرًا بل نتيجة لصمتنا الجماعي

 

إذا أردنا وطنًا يحترمنا يجب أن نحترم أنفسنا أولًا وأن نُجرد الأحزاب من سلاحها ونُعيد الفقير إلى طاولة القرارونفتح أبواب الحلم للموهوبين لا للمدججين.

المشـاهدات 38   تاريخ الإضافـة 13/09/2025   رقم المحتوى 66612
أضف تقييـم