الأربعاء 2025/9/17 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
نيوز بار
فوق المعلق من اين تستعير النموذج !؟
فوق المعلق من اين تستعير النموذج !؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب الدكتور صباح ناهي
النـص :

 

 

العالم الحر يؤمن بقضية اسمها (الموديل ) والحر هنا يعني الرأسمالي قطعا

، عند المقارنة والشيوع لبعض التجارب في الاداء ،

  والمقارنة هنا تاتي كدراسة يجيزها العلم وترفضها الآيديولوجيا ،،فالعلم يؤمن بالتجريب والأيديولوجيا تفرض الانسياق وراء المفروض والسائد في فكرها ، وتجلياتها ،،وهي تذهب لمنطقة الفرض والغرض من ذلك الفرض ، حين تسعى لتأطير او تقنين الوعي الجمعي بافكار يظن أصحابها هي الأصلح والواجب تبنيها ، او تلقيها مثل فكرة ( الامة المقاتلة ) او ( الاسلام هو الحل ) او ( الشيوعية طريق الحياة ) او ( سيجد الاشتراكيون يوما ًانفسهم  شيوعيين ) او مفهوم ( الاقتصاد الحر ) ، او ( نفذ ثم ناقش ) ، او (دعه يعمل دعه يمر ) وسواها من الأفكار و كلها افكار يظن أصحابها هي منتهى الوعي ونهاية المطاف ، الواجب تبنيه او معرفته والاتساق حوله ،

   حتى بذلت البشرية جهدا ً طويلا  راح ضحيته الملايين في حروب الايديولوجيات افرادا  وجماعات ماتوا ، لان الخصوم لايقبلون تلك الأفكار ويظنون ان افكارهم العليا افضل عند التصارع الذي سلكته البشرية قرونا ً

  وكان رواده غزاته وطغاته يؤمنون ان فكرتهم هي الأصح و الافضل في تصدير المفاهيم يتواجب قبولها ،

بعكس العقل العلمي المؤمن بالتجريب والصح والخطأ و المقارنة والاستنباط والتفسير ، بحيث يضع المؤمنون بالعلم و الخيارات العلمية مجموعة قواعد تتحكم بالباحث والمشتغل في المضمار العلمي ،

  ام يقوم بها ليصل إلى نتيجة يمكن تعميمها ، كالدواء الذي تنتجه المختبرات ويجرب على متطوعين بأعداد كبيرة لتعاين النتائج ، ثم اقر كي تعمم على الناس كافة، ويدخل في الصيدلية التي يأُمها الجميع ..

وهنا نؤشر ان في الافكار الكبرى التي تتعامل مع الكتل البشرية وكانّها قطعان تجد هناك الكثيرين ممن يعارضون او يمتنعون عن التصديق بما ورد ، وهذا من حقهم ،،

  فليس كل فكرة يطلقها عقل فردي ويتساوق معها عقل مؤيد او متحيز حد المطابقة صحيحة ، لان الأفكار مثل الماء قد ينضح من منافذ عقول ترى الحقيقة من وجه آخر ..

القضية التي تربك المشهد الإنساني للظواهر التي نتعامل بها طرفيا ً او مفروضة على مجتمع هي ؛ ( من لم يكن معي فهو ضدي ) ، وكأن البعض ممن يروجون لتلك المقولة الهزيلة ، يجردون الناس من قدرة على التفكير او الاختيار في عالم تتبارى وتختلف وتتقاطع فيه الأفكار والأخبار و تنجلي الحقائق كل ساعة ولا اقول كل يوم ، وهنا تسقط الأيديولوجيا حتما ً لان الناس تُغذى بحقائق وافكار جديدة اكثر غنى ومعرفة،    العلم وحده الذي يقدم طريقة موضوعية للتفكير الإنساني ، والاستنتاج جراء تعامله مع المحسوسات ، مع تقديرنا ان هناك حواس غير مدركة وغير معتمد كليا ً، للان كالحاسة السادسة والسابعة ،،

  وياتي هنا دور الذكاء الصناعي و الخوارزميات الموظفة فيه ليقدم حلول معرفية وخلاصات عن تواصلات العلم وتفسيره للظواهر بلغة واضحة وسريعة

قد تربك مشهد الأيديولوجيين الذين لايقومون سوى الأفكار كمؤديل يطالبون اتباعه ، دون ان يطبقوا نتائجه عليهم

تلك الإشكالية تفرض تجريب موديلات متعددة اكثر حداثة من المألوفة ،مبنية على قالب علمي في الاقتصاد والسياسة والبناء والإعمار وسواها ، وترك موديل النماذج الجاهزة التي ما عاد لها قيمة تأثيرية تذكر ازاء عصر بات الإنسان لايلحق بمتغيراته وتحدياته سيما التحديات الاتصالية المدهشة ، حتى صار يطلق عليه عالم الشاشة بحجم كف اليد ، بدلاً من القرية الإلكترونية في مطلع الستينات من القرن الماضي .

المشـاهدات 19   تاريخ الإضافـة 17/09/2025   رقم المحتوى 66738
أضف تقييـم