أمل الفقيه قصيدة مقاومة
![]() |
| أمل الفقيه قصيدة مقاومة |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص :
ناصر أبو عون في الحب والحRرب الأمر سيان؛ فالحرف رمح يعرف أين يرشق سِنّه المُدبب بالحنين، والكلمة سهم يمرق من قوسه باتجاه ضحيته، والقصيدة بندقية تتوالى تفاعيلها، ويرقص إيقاعها، وتنثر رصاصها في صخب المعارك الذي خرج للتو من فوهة تتأجج باللهب ليسكن في صدر يتشوّق إلى لقياه على قارعة الزمن منذ كان نطفة ليأخذه إلى الجحيم أو جنات النعيم؛ فالأمر سيان. وفي قصيدة الشاعرة اليمنية أمل الفقيه الأمر سيان، ومن أعلى (سنديانة شامخة) تسأل: من أين تعبر؟ أيها الموت!)، وتطارد (ذكريات هاربة) بالإجابة على سؤال وجودي: لا مفر من البقاء أيها العصفور!). إن شعر أمل فقيه يمتاز بإيقاع سردي تحريضي من الدرجة الأولى وينطوي على مناطق شائكة إن لم تكن شراكا منصوبة وفخاخا سابقة التجهيز لاصطياد البندقية إلى حديقة الشعر، وتفخيخ الوردة لتتحول إلى قنبلة موقوتة تنفجر شظايا في أجساد التائهين في دروب الشعر والهائمين بين شعرية الجسد وروحية القضية وتضعنا جميعًا على المحك فإما أن نكون مع أو ضد، فلا توجد منطقة وسطى بين الحب والحرب، ومحاولة الحيادية سراب محض.[وجئتك من سبأ بنصف أمنية/ أراك ياسمينا فيكتمل الأمل/ خذني إليك فراشة مثقلة/ بأجنحة الهوى/ تؤرجح الضوء في المقل/ تتوه في الأحاجي موجوعة في المآقي تأتيني بالنبأ اليقين/ آن لنا أن ندخل الصرح الممرد بالحنين/ نرسم طريق الحب إلى الوتن/ نورا يفيض من ثغر الشمس/ ياحب بلقيس في أبجدية الزمن]. وعلى شطآن قصيدة أمل الفقيه تضيء منارات، تلوح لسفن المعاني وتهتف بالضوء فوق رؤوس الأحاديث (النثريّة) الاعتيادية في حركة الحياة اليومية لترسو على ظهر موجة تتراقص بـ(الشعر) من خلال الاشتغال على البنية الإيقاعية لإنتاج تحوّلا غير اعتيادية في (شكل اللغة) و(طاقاتها الدلالية)، وصولاً إلى التعبير عن الظلال الوجدانية للدلالات، فضلا عن اشتغال أمل الفقيه على توظيف (البحور الصافية)، إدراكًا منها لقدرة هاتيك البحور على منحها حرية أكثر في معالجة الثورة التي تعتمل في داخلها، وإطلاق مردة المعاني وتنانين الغضب من داخلها، ويساعدها في ذلك اختيارها لتفاعيل مطواعة ومرنة تخضع لحركة المشاعر والأفكار التي تغلي في مراجل روحها الوثابة إلى الحرية؛ حيث [لادمع يجري في الخيانة وارتداء الأقنعه فكلاهما زيف"/ يسقيه الخداع ليزرعه/ يا قاتل الأنوار/ في وطن / السلام وموجعه/ أطفأتها/ روح البراءة/ وانتزعت العطر/ تلهث خلف/ ريح المنفعة/ مازلت تغرقنا/ بغيث الوهم / تأتي / بالوعود مرصعة/ يا غارقا حتى التلاشي/ في بحار الزوبعة / لن تذبح الأمواج/ أو تلوي طموح الأشرعة]. لقد لاحظنا كيف يتسارع إيقاع السرد في قصيدة أمل الفقيه وغالبا ما يحدث هذا من الاتكاء في بنية القصيدة على المعاني المكثفة والجُمل شديدة القِصر، التي تنبذ الاستطراد، وتهجر الإسهاب، مما أضفى على قصيدتها إيقاعا سريعا حيث تتابع المشاهد كإضاءات البرق الخاطف في محاولة جادة لاختزال المأساة الفلسطينية في قصيدة إن لم يكن في كلمة مشحونة عاطفيا ببارود الكرامة لتستنهض النائمين في أسِرّة اللذة، وتوقظ النائمين على الأرياش الوثيرة بجمر الكلمات لينتفضوا قابضين على الزناد.. [لتكبرَ ياصغيري/ وتغسل وجهكَ بالندى/ ثلاثاً بالحبِ والنورِ وضحكةِ الماءِ/ وأنا أفتشُ في وجهك/ عن اليم/ عن الحلمِ/ عن بقايا ثائرٍ يرسمُ لوحةَ البهاء/ بيديهِ عكازٌ الريح كأنهُ طائر الفينيق/ يمارسُ طقوسَ رسمِ الماء/ في تجاعيدِ المساء/ كبرت يا صغيري/ من سلالةِ النور/ معجوناً بالكبرياء/ وبماء الورد تصنع شموعي/ وتعشق أحلامي/ وتزين ألوان ردائي/ بالأبيض وتارة بألوان ِالشجون/ كبرت ياصغيري/ وها أنا أشربُ نخب الأمنيات بنكهةِ الغيوم/ ووردة زرقاء]. |
| المشـاهدات 166 تاريخ الإضافـة 04/10/2025 رقم المحتوى 67003 |
أخبار مشـابهة![]() |
مرافعة مع الذات
تأملات بين المفروض الإنساني ونداء السوء في "استروبيا" للدكتور محمد فتحي عبدالعال |
![]() |
قصة قصيرة
القصيدة الأخيرة
|
![]() |
قراءة فلسفية وسيميائية الحلم اللغة والصمت في قصيدة “على هامش الحلم” للشاعر اليمني صالح حمود |
![]() |
ريما حمزة شرفةَ تطلُّ من خاصرةِ الأملِ
|
![]() |
تأملات في تاريخ الحضارة والإنسان
|
توقيـت بغداد









