نصير الزيدي

اقتربت لحظة الحقيقة، وبدأ العد التنازلي للمواجهة الأهم في مسيرة التصفيات، حين يلتقي منتخب العراق بنظيره المنتخب السعودي في مباراة الحسم نحو كأس العالم 2026. مواجهة لا تحتمل القسمة على اثنين، فالفائز سيضع قدمه في المونديال، بينما سيترك الخاسر مصيره للمجهول.

العراق والسعودية، اسمان كبيران في سماء الكرة الآسيوية، يجتمعان من جديد على مسرح المنافسة الكبرى.

المنتخبان يملكان تاريخًا حافلًا من الصراعات الكروية التي امتدت لعقود، لكن هذه المرة تختلف الأجواء؛ فكل شيء على المحك، تأهل إلى المونديال أو خروج مؤلم من سباق الحلم.

يدخل أسود الرافدين اللقاء بروح عالية وثقة كبيرة بعد مشوار مميز في التصفيات. الأداء الجماعي، الانضباط التكتيكي، والروح القتالية هي أبرز أسلحة المنتخب العراقي.

يعوّل المدرب الاسترالي الخبير ارنولد على حيوية لاعبيه الشباب الذين أثبتوا حضورهم في المباريات السابقة، وعلى القائدين أصحاب الخبرة الذين يعرفون كيف يُدار الضغط في مثل هذه الليالي الكبيرة.

الجماهير العراقية تترقب المشهد بكل شغف، وتحلم بأن ترى المنتخب يعود للمونديال بعد غياب طويل.

من جهته، يدخل المنتخب السعودي المباراة بثقة البطل، وبخبرة المشاركات المتواصلة في كأس العالم. الفريق يمتلك توازنًا بين الدفاع القوي والهجوم السريع، بقيادة مجموعة من اللاعبين المحترفين في أفضل المستويات.

مدرب الأخضر الفرنسي رينارديدرك تمامًا أن مواجهة العراق ليست سهلة، وأن اللعب أمام جمهور متحمّس يعني وجوب التعامل بذكاء وهدوء.

في مثل هذه المباريات، لا يكفي الأداء الجيد، بل تحسمها التفاصيل الدقيقة:

ركلة ثابتة، تمريرة خاطئة، أو لحظة تركيز من مهاجم يعرف طريق الشباك.

من يملك أعصابًا أكثر هدوءًا، ومن يقرأ مجريات اللعب بسرعة، سيكون الأقرب لخطف بطاقة التأهل.

الجماهير العربية بأكملها تنتظر هذه المواجهة التي تجمع بين العزيمة العراقية والخبرة السعودية.

هي ليست مجرد مباراة، بل موقعة شرف وحلم أمة، لأن من ينتصر فيها سيحجز مكانه بين الكبار في مونديال 2026.