النـص :
هل يعلم المعنيون في منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني والأمم المتحدة ان العديد من اطفال العراق، وخصوصاً من ابناء الشهداء والمفقودين والأرامل، يواصلون العمل منذ الصباح الباكر كل يوم في مهن لا مثيل لها حتى في أكثر دول العالم فقرا و تخلفا .. مثل مهنة (العتاكه) ومهنة (النباشه) .. حيث يقوم الطفل (النباش) بنبش اكوام النفايات التي ترميها سيارات جمع النفايات وعربات (الزبالين) الاهليين الذين كثرت اعدادهم خلال السنوات الاخيرة، للبحث عن بعض المواد والمخلفات التي يمكن الاستفادة منها واعادة تصنيعها كعلب المشروبات الغازية وقطع البلاستيك والنحاس والفافون، لبيعها الى اصحاب الورش والمعامل الاهلية، وتوفير قوت عائلته التي لا معيل لها سواه.. وهناك من يقوم بجمع بقايا الخبز والصمون اليابس من حاويات الأزبال في الشوارع لبيعها الى مربي المواشي (كعلف) أو لاستخدامها في تصنيع البسكت والمعجنات البسيطة والبعيدة عن الرقابة الصحية والبيئية وبيعها على الاطفال !! وهناك من يمارس العمل في مهن شاقة أو يقوم بمسح زجاج المركبات المكدسة في نقاط السيطرة لقاء بضعة افلاس قد يمنحها سائق المركبة على مضض وهكذا .. وهناك العديد من المهن المخلة بالشرف التي يضطر هؤلاء الاطفال الى ممارستها من اجل توفير لقمة العيش لعوائلهم !! ان كل هذا يحصل في بلد يطفو على بحر من النفط ويزخر بالخيرات التي راح يستنزفها ويمتصها. المتحاصصون) الوافدون من بلدان الغربة ومن دون ان يلتفتوا الى معاناة ومأساة هؤلاء الصبية وعوائلهم الفقيرة .. ولاندري الى متى يبقى هذا الواقع المرير في بلاد وادي الرافدين والخيرات .
عادل اسماعيل
|