الخميس 2025/10/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نيوز بار
الشعبوية السياسية
الشعبوية السياسية
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي كامل الطائي
النـص :

الشعبوية السياسية هي ظاهرة فكرية وحركية تظهر في الحياة العامة عندما يسعى سياسيون أو أحزاب إلى كسب دعم الجماهير عبر الخطاب العاطفي والوعود المبسطة والاستثارة الشعورية، بدلًا من تقديم برامج واقعية أو حلول مؤسساتية عميقة.تقوم الشعبوية على فكرة أساسية مفادها أن هناك “شعبًا نقيًا” في مواجهة “نخبة فاسدة”. فهي تُقسم المجتمع إلى معسكرين متناقضين:-الشعب الذي يُصوَّر على أنه مصدر الحقيقة والفضيلة،-والنخبة التي يُتهم أفرادها بأنهم سبب الفساد والانحراف.بهذا المعنى، الشعبوية ليست أيديولوجيا كاملة مثل الليبرالية أو الاشتراكية، بل أسلوب في الخطاب والممارسة السياسية يمكن أن يتخذ أشكالاً يسارية أو يمينية أو حتى دينية. وللبحث عن جذور الظاهرة، فقد نشأت الشعبوية في بداياتها مع الحركات الريفية في الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر، ثم تطورت لتصبح نهجًا سياسيًا عالميًا.وفي العالم العربي، تتجلى الشعبوية في الخطاب الذي يرفع شعارات العدالة والكرامة ومكافحة الفساد دون تقديم برامج تنفيذية حقيقية.

سمات الخطاب الشعبي، تبسيط المشكلات المعقدة إلى شعارات سهلة. الاعتماد على الكاريزما الشخصية للقائد بدل المؤسسات. شيطنة الخصوم ووصفهم بالخيانة أو الفساد. استخدام لغة وجدانية تثير مشاعر الفقر والغضب والهوية. توظيف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لبناء صورة البطل المنقذ.

 

الشعبوية والديمقراطية

 

الشعبوية تحمل تناقضًا واضحًا:فهي من جهة تستند إلى الإرادة الشعبية وتُعيد الاهتمام بصوت الناس.لكنها من جهة أخرى تهدد الديمقراطية الليبرالية عندما تضعف المؤسسات وتُمجّد الزعيم الفرد.وبذلك يمكن القول إن الشعبوية تُنعش الديمقراطية شكلاً، وتضعفها مضمونًا.

 

أما في السياق العراقي والعربي

 

في مجتمعات تعاني من الفساد والبطالة واللاعدالة، تجد الشعبوية أرضًا خصبة.يتحدث الزعيم باسم الشعب، يهاجم الطبقة السياسية، يعد بالإصلاح الشامل، لكنه غالبًا ما يكرر أساليب الحكم السابقة عندما يصل إلى السلطة.فالشعبوية هنا تتحول من أداة احتجاج إلى وسيلة ترويض جديدة للجماهير.وفي ختام الحديث…نقول إن الشعبوية السياسية ليست شرًا مطلقًا ولا خيرًا مطلقًا، لكنها جرس إنذار للمؤسسات والنخب حين تفشل في أداء دورها.فهي تذكير دائم بأن الديمقراطية لا تعيش بالشعارات بل بالمصداقية، ولا تُبنى على الغضب بل على الوعي.

المشـاهدات 90   تاريخ الإضافـة 23/10/2025   رقم المحتوى 67597
أضف تقييـم