الذكاء الاصطناعي ومؤتمر الموسيقى العربية 33
من المشاعر الإنسانية إلى التوليد الآلي![]() |
| الذكاء الاصطناعي ومؤتمر الموسيقى العربية 33 من المشاعر الإنسانية إلى التوليد الآلي |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب د. حسين الانصاري |
| النـص :
في عالمنا اليوم، الذي تتسارع فيه معطيات التكنولوجيا والاتصال، وما أفرزته التحولات الرقمية من برمجيات متطورة أخذت تنافس دور الإنسان، بل وتتفوّق عليه في بعض الأحيان، لا سيما في المجالات التي تتطلب قراءة الخوارزميات وتحليل البيانات الضخمة، يبرز عالم الموسيقى بوصفه الأقرب إلى الرقمية، كونه فنا يقوم على التجريد والرموز. ومن ثمّ، أصبح من الممكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورا مهمًا في تسهيل عمليات الإنتاج الموسيقي والتعليم والتحليل والتفاعل الفني، بفضل قدرته على معالجة الأصوات وتحليل الأنماط وتوليد الألحان بطرق مبتكرة. ومع ذلك فإن ما يقدمه الذكاء الاصطناعي من إمكانات قائمة على المدخلات الخوارزمية التي تولّد نتائج محددة سلفا، يثير عددا من التساؤلات حول فقدان البعد الإنساني في العمل الفني. إذ إن الاعتماد المفرط على التقنية في التأليف أو الاستنساخ الصوتي قد يؤدي إلى تراجع موهبة الفنان وتجميد خياله الإبداعي، مما يجعل العملية الفنية أقرب إلى الحساب الآلي منها إلى التجربة الوجدانية الذاتية التي تمثل جوهر الإبداع الموسيقي. وقد شكل هذا الموضوع محور الندوات العلمية في الدورة 33 لمؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية التي انعقد في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، حيث خُصصت جلسات عدة لمناقشة أثر التقنيات الحديثة في تطوير الإبداع الموسيقي. وجاءت مشاركتنا ضمن فعاليات المؤتمر ببحث بعنوان (دور الذكاء الاصطناعي في تطوير كفاءة التلقي )تناولنا فيه الجوانب الجمالية والمعرفية لعلاقة الذكاء الاصطناعي بالموسيقى أثر ذلك لدى المستقبل وفق محاور نظرية التلقي. كما شارك في المؤتمر باحثون من دول عربية وأجنبية، وعبر البيان الختامي عن رؤية متوازنة تضع في الاعتبار الإيجابيات والسلبيات التي يفرزها توظيف التقنيات والبرمجيات الحديثة في المجال الموسيقي. وعلى الصعيد التطبيقي، قدم عدد من الفنانين المصريين الشباب والمحترفين – من بينهم آمال ماهر، مدحت صالح، هاني شاكر، وعمر خيرت إلى جانب الفنان صابر الرباعي من تونس، حفلات موسيقية متنوعة استعادوا فيها أعمالهم القديمة والجديدة، في تفاعل جماهيري واسع أكد استمرار صلة الجمهور بالهوية الموسيقية العربية رغم التغيرات التقنية. وقد تزامنت هذه الدورة مع الاحتفاء بمرور خمسين عامًا على رحيل سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وهو احتفاء رمزي يعيد التذكير بزمن كانت فيه الموسيقى تعتمد على طبيعة الصوت البشري الخالص ودور الفنان الكلي في عملية الإنتاج الموسيقي، حيث كان المبدع يمسك بخيوط الأداء، والتعبير، والإحساس، مما جعل ذلك الإبداع الحقيقي خالداً ومؤثرا عبر العقود. إنّ المقارنة بين زمن أم كلثوم وعصر الذكاء الاصطناعي تكشف عن تحوّل جوهري في فلسفة الإبداع الموسيقي من العطاء الإنساني الموجه بالعاطفة إلى الإبداع التقني المولّد بالبيانات. وبين هذين القطبين تبقى الحاجة قائمة إلى موازنة واعية تحفظ للإنسان دوره الجوهري في الإبداع، وتستفيد في الوقت ذاته من إمكانات التكنولوجيا لتوسيع آفاق الجمال الموسيقي وتطوير كفاءة التلقي الفني. |
| المشـاهدات 23 تاريخ الإضافـة 25/10/2025 رقم المحتوى 67641 |
أخبار مشـابهة![]() |
الاوبرا العربية «عنتر وعبلة» في " ابو ظبي " |
![]() |
لاسلو كراسناهوركاي يحصد نوبل بجملته الطويلة ونزعته الإنسانية العميقة… وخيبة أدونيس التي لا تنتهي!! |
![]() |
عبدالله العطرجي بين الدراما والذكاء الاصطناعي
|
![]() |
الذكاء الاصطناعي …. النشأة والبدايات
|
![]() |
من ضمنهم عراقيون .. اعلان الفائزين بجائزة كثارا للرواية العربية
|
توقيـت بغداد









