ابيض اسود
عراق الغد.. من "المس بيل" إلى "مارك سافايا"!!![]() |
| ابيض اسود عراق الغد.. من "المس بيل" إلى "مارك سافايا"!! |
|
كتاب الدستور |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب مازن صاحب |
| النـص :
في واحدة من مفارقات اللغة عند المرحوم الدكتور مصطفى جواد نقده للتعريب المفرط حينما طالب بعض اللغويين تحويل كلمة "ساندويش" إلى "شاطر ومشطور وبينهما كامخ" وعلل اعتراضه أن الاستخدام المنصف للمفردة وفق المتعارف أبسط من المقترح. في هذا المنظور تعامل الاستعمار البريطاني مع العراق وفق ما تكشفه الوثائق البريطانية اليوم بمفهوم المكونات ومعيار الفرز وفق المصالح البريطانية عندما توصف بكونها مصالح مشتركة أو حتى مصالح وطنية عراقية لعل على سبيل المثال لا الحصر انضمام العراق لعصبة الأمم المتحدة أو المشاركة في تأسيس الأمم المتحدة لكن كلا الحالتين ليست بلا أثمان تتطلب دراية وحنكة سياسية في التعامل معها وربما كشفت الوثائق والدراسات أن المرحوم نوري السعيد الذي مزق جسده في انقلاب 1958 كان الأفضل في كسب الأرباح من أثقال تلك الأثمان المطلوب أن يدفعها العراق للاستعمار البريطاني والأكيد لم تكن التحالفات المتوقعة مع الاتحاد السوفيتي أقل من تلك الأثمان في وقائع وأحداث الحرب الباردة...كل ذلك يؤكد الحاجة الملحة لفهم موضوعي واقعي لمصلحة عراق واحد وطن الجميع مقابل كل المحاور الإقليمية والدولية.. ولكن.. معضلة عراق المس بيل تمثلت في أولئك المندفعين للتفاعل مع سياسات بريطانية حتى على حساب حقوقهم الإنسانية في ذلك الإذلال من أجل الحصول على منافع أبسط مثال على ذلك إدارة الوقف الهندي وحصر تداول أمواله على رجال دين من التبعية البريطانية أو مؤيدين لها بدلا من المعارضين العرب في ثورة العشرين كذلك التوصيات بمنح الامتيازات لشيوخ العشائر فيما يعرف بـ"لزمة الأراضي" لإخضاع القبائل للسلطة الجديدة من تحت هوامش المس بيل للمندوب السامي ومنه لبلاط الملك نزولا للحكومات المتعاقبة. السؤال هل كانت بريطانيا العظمى لا تجد في العراقيين من يمتلك القدرات لإدارة السلطة أم أن المصالح الاستراتيجية البريطانية كانت المتقدمة على أي نموذج آخر؟ تأتي الإجابة في النموذج الأمريكي بعد أفول الشمس عن الإمبراطورية البريطانية في تحول إدارة المصالح الدولية للنموذج الأمريكي الذي جرب مختلف أنواع الإلهاء في الشرق الأوسط وتحديدا في العراق ضد قرار تأميم النفط وسياسة الخروج من بيت الطاعة الذي سرعان ما انتهى إلى الوقوع في مطب الحرب الإيرانية ومقولة كيسنجر المعروفة "دعهم يتقاتلون حتى الإنهاك" ثم السقوط الذريع في حرب الكويت وسنوات الحصار المريرة التي انتهت بالاحتلال الأمريكي والاتفاق الذي عقده المرحوم أحمد الجلبي ثم الآباء المؤسسين لعراق ما بعد 2003 مع الولايات المتحدة الأمريكية في تحالف استراتيجي سرعان ما تحولت البنادق من كتف لآخر بعناوين مقدسة تارة بعنوان المقاومة الجهادية لتنظيم سلفي تكفيري ومرات أخرى بعناوين مقاومة محتل تم الاتفاق معه على هذا الاحتلال في مؤتمر لندن بحضور أغلب قيادات الصف الأول من الأحزاب السياسية المتصدية للسلطة اليوم أو تلك التي خرجت من معطفها بعد تشظي المصالح وانشطار هذه الأحزاب في نموذج تقاسم مغانم السلطة بعنوان مفاسد المحاصصة وأمراء الإقطاع السياسي الجديد. اليوم تكرر إدارة الرئيس ترامب ذات النموذج البريطاني ما بعد مؤتمر القاهرة بحضور ونستون تشرشل لرسم مستقبل دول الشرق الأوسط وربما حضوره في مؤتمر شرم الشيخ يتكرر بعد حوالي قرن كامل لإعادة رسم هذه الخارطة من جديد...السؤال كيف تتعامل القوى العراقية من تلك الأثمان المتوجب دفعها للولايات المتحدة الأمريكية؟ كما كان للمس بيل من يعضد أعمالها عراقيا ربما اليوم هناك أكثرية عراقية ممكن أن تغير جلدها بسرعة المصالح للتحول من قوى معارضة مسلحة ضد المصالح الاستراتيجية الأمريكية في العراق وتنقل البندقية مرة أخرى من كتف لآخر!! لكن المعضلة الأمريكية التي لم تكن المس بيل تعاني منها وجود شخصيات مثل نوري السعيد أو الضباط العراقيين الكبار الذين تحولوا إلى قيادات سياسية لأن الحالة العراقية اليوم أمام انحلال قيمي وفساد مجتمعي كبير ربما يحتاج إلى استعارة عودة شخصيات عراقية لها بعض مواصفات نوري السعيد...في المقابل هناك مصفوفة مصالح في تقاسم غنائم المال العام وأعداد المطالبين بها يزداد كما حال وجود أكثر من 7 آلاف مرشح يتنافسون على 340 مقعدا برلمانيا!! لذلك سيكون هناك معضلة حقيقية في فك التشابك بين الثابت الدستوري والمتحول في الفصائل الحزبية المسلحة وهي ليست مهمة سهلة للمبعوث الأمريكي فالكلام يختلف كليا عن الوقائع على الأرض..وربما يتنافس الكثير والكثير جدا من صفوف القوى السياسية في هذا الكم من سبعة آلاف مرشح لدعم وتعضيد ما يسعى المندوب السامي "مارك سافايا" القيام به من خلال مختلف الأساليب والأشكال والأنماط لكن الحقيقة المطلقة لا أحد أكرر لا أحد من الأطياف السياسية العراقية برمتها يمتلك قدرات نوري السعيد في التعامل مع أساليب الاستعمار الأمريكي الجديد...!!! المثير للجدل أن شاه إيران الأسبق شكل لجنة لتنقية اللغة الفارسية من الكلمات العربية فكان عنوان اللجنة "لجنة تنقية لغة فارسي من لغة عرب" فقال لهم البداية تنقية عنوان اللجنة من الكلمات العربية ... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!! |
| المشـاهدات 252 تاريخ الإضافـة 25/10/2025 رقم المحتوى 67685 |
توقيـت بغداد









