الخميس 2025/10/30 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
بين السيد محمد شياع السوداني والسيد نيجيرفان بارزاني ادارة الازمة وقيادة الصراع لأجل العراق.
بين السيد محمد شياع السوداني والسيد نيجيرفان بارزاني ادارة الازمة وقيادة الصراع لأجل العراق.
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د.هوشيار مظفر علي امين
النـص :

 

 

 

 

كان العام الأخير نقطة تحوّل في مشهد العراق السياسي، المتجه لانتخابات الشهر القادم، لأن إدارة الأزمات لم تعد مجرد ردود أفعال، بل أصبحت علماً يُمارَس بعقل الدولة لا بعصبية المواقف. في هذه اللحظة الدقيقة برز نيجيرفان بارزاني ومحمد شياع السوداني بوصفهما نموذجين للقيادة التي تُدير الصراع لا تُستهلك فيه. كلاهما أدرك أن التحدي الحقيقي للعراق لا يأتي من الخارج فحسب، بل من عجز الداخل عن توحيد رؤيته. فاشتغلا على تحويل الخلاف إلى إدارة، والإدارة إلى مشروع وطني.ما فعلاه لم يكن مصالحة ظرفية بين بغداد وأربيل، بل تأسيساً لثقافة جديدة في العمل السياسي. كانا يعرفان أن العراق لا يُحكم بالقرارات الأحادية، ولا يستقر بالشعارات، بل بالثقة المتبادلة. لذلك أعادا تعريف مفهوم الشراكة بين المركز والإقليم، وجعلا من التنسيق أداة للبقاء لا عبئاً على القرار. في زمن كانت فيه المنطقة تُدار بالاصطفافات، أصرّ الاثنان على أن العراق لا ينتمي إلى محور بل إلى مصلحته الوطنية أولاً.هذه الرؤية المشتركة انعكست في كل مسار تفاوضي خاضاه مع القوى الإقليمية والدولية. حين جلس السوداني مع القادة الإيرانيين أو الأتراك أو العرب، كان يحمل رؤية عراقية موحدة، تُعبّر عن بلد يريد علاقات توازن لا تبعية. وحين التقى نيجيرفان بارزاني مع العواصم نفسها، كان يُكمّل الخط ذاته بلغة التفاهم الاقتصادي والدبلوماسي. بهذا التناغم النادر، تحوّل العراق من ساحة نفوذ إلى لاعب يحسب له الجميع حساباً. لم يعد يُنظر إليه كدولة محكومة بأزماتها، بل كدولة تحاول أن تُسهم في استقرار المنطقة.

المشـاهدات 71   تاريخ الإضافـة 30/10/2025   رقم المحتوى 67796
أضف تقييـم