الثلاثاء 2025/11/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
الانتحار السياسي ..استشراف مآلات الانتخابات السادسة في العراق
الانتحار السياسي ..استشراف مآلات الانتخابات السادسة في العراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علاء الطائي
النـص :

ما أن تُغلق صناديق الاقتراع حتى تعود دورة الأزمات بأسرع وتيرة وأعنف... الانتخابات العراقية لم تكن يوماً حلاً بل بوابة ندخل منها إلى استحقاقات أكثر تعقيداً تضع البلاد على حافة الهاوية.كل المؤشرات تقول إن الانتخابات السادسة ليست سوى حلقة جديدة من المسلسل ذاته تُدخل البلاد في أزمات سياسية واجتماعية لن يكون بمقدور أحد حلها لأن جذورها تمتد إلى

 

* إرادات محلية متصارعة

 

* أجندات خارجية متقاطعة

 

* وقوى سياسية أصبحت جزءاً من المشكلة

 

الفائزون.. خاسرون-

 

المفارقة الأكبر أن الفائزين في هذه المعادلة هم طرف أساسي في الأزمة وليسوا عنصراً من عناصر الحل. يمتلكون سلطة إدارة الأزمة لكنهم عاجزون عن حلها ولا يوجد في جعبتهم أي تصور استراتيجي لإخراج العراق من دوامة الفشل.

 

حكومة الوهم

 

من المتوقع أن تسير الكتل الفائزة في المسار التقليدي نفسه فتتشكل حكومة لا تختلف في جوهرها عن سابقاتها. حكومة لا تستند إلى خيار الناخب الحقيقي بل إلى مخاوفه من المجهول. إنها معادلة انتخابية قائمة على "الهروب من الأسوأ" وليس "الاختيار للأفضل".

 

تشرين.. من رحم المعاناة إلى مفترق الطرق

 

تظاهرات تشرين التي انطلقت شعلةً من بغداد والجنوب كانت بمثابة صفعة للوعي السياسي لكنها اليوم تقف على مفترق طرق مصيري. لقد تحولت من حركة شعبية عابرة للطوائف إلى شظايا متناثرة تتصارع بينها وعليها القوى السياسية.الحركة التي افتقدت للقيادة الموحدة والأهداف الاستراتيجية الواضحة أصبحت اليوم أسيرة التنافرات الحزبية والاجندات الضيقة. لقد فقدت بريقها في عيون الشارع الذي أطلقها بعد أن تحولت من مشروع تغيير جذري إلى ورقة مساومة في لعنة السياسة.الحكومة القادمة أمام امتحان مصيري إما أن تتعلم من دروس تشرين وممن سبقها من الحكومات- لا من شعاراتها المسروقة - وإما أن تواجه عاصفة شعبية جديدة قد لا تكون أقل عنفاً من سابقتها.فالجمر الحقيقي لا يزال تحت الرماد ينتظر نسمة واحدة ليعود لهيبه.

 

ما الذي يريده العراقيون؟

 

لن يقبل العراقيون مرة أخرى بحكومة

 

* ثيوقراطية يحكمها أصحاب المصالح •انتقامية تتصرف بدوافع ثأرية

 

* وعّاءة توزع الوعود المعسولة بينما الناس يتجرعون مرارة الواقع

 

* إنهم يريدون حكومة تنتشل البلاد من الحطام

* تبني نظاماً قائماً على المساواة والعدالة

* تجعل المواطن يشعر أنها حكومته وليست حكومة هذا الحزب أو ذاك

 

لا مكان للخداع

 

لقد سئم العراقيون من الخطابات الثورية الجوفاء * الوعود المعسولة الكاذبة * التأثيرات الإقليمية المشبوهة لقد اكتسبوا مناعة ضد الخطاب السياسي التقليدي وصاروا قادرين على تمييز الحقيقة من الزيف.

 

الطريق إلى الأمام

 

المشوار طويل أمام العراق لتحقيق أحلام أبنائه لكنه قد يقصر إذا ارتقت النخب السياسية بممارساتها •تعمقت التقاليد الديمقراطية أصبحت صناديق الاقتراع معبراً حقيقياً عن إرادة الشرب غير أن الأمل لا يزال ممكناً فالتغيير الحقيقي يبدأ عندما تدرك القوى السياسية أن الشرعية لم تعد تُكتسب بالوراثة السياسية بل بإرادة الشعب التي لا تُقهر. فهل تتعلم الطبقة السياسية من دروس الماضي؟  أم أن العراق مقبل على جولة جديدة من الانتحار السياسي؟

المشـاهدات 33   تاريخ الإضافـة 03/11/2025   رقم المحتوى 67939
أضف تقييـم