السبت 2025/11/8 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 15.95 مئويـة
نيوز بار
القوة والصمود صنفان أساسيتان كانت تطمح إلى حياتهما في نسيج شخصيتها نموذجا الحاجة " نعمات هيدوس طرفة " عنوان الكتاب الجديد منارة أمل
القوة والصمود صنفان أساسيتان كانت تطمح إلى حياتهما في نسيج شخصيتها نموذجا الحاجة " نعمات هيدوس طرفة " عنوان الكتاب الجديد منارة أمل
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

 

.

قاسم ماضي – ديترويت

 

عن داران طبع كتاب " منارة أمل " للكاتب الأمريكي ومن أصول لبنانية البروفسور " الحاج طلال علي طرفة ، وهما دار الكتاب اللبناني في بيروت ، ودار الكتاب المصري في القاهرة ، ويقع الكتاب في 287 صفحة وهو باللغة العربية والانكليزية .

وقد كتب " طرفة " مادته باللغة الانكليزية وترجمها الى العربية المترجم " جورج الأسمر " وقبل الخوض في تفاصيل الكتاب ، وماذا أراد المؤلف من هذا الكتاب ، وماهي الغاية الأساسية التي أشتغل عليها ، كل هذا يأتي في فصول الكتاب ،وهي ثلاثة فصول وثلاثة ملاحق كي يوصل مايريد .

 هل يدرج هذا الكتاب ضمن الأعمال الأدبية التي تشكل انعكاسا حقيقيا للقيم والمبادئ التي تؤمن بها مجتمعاتنا ،أو من كتب السيرة الأدبية ، وهل يمكن التعرف على صورة المرأة ومكانتها في هذا العصر.

 فيبدو البروفسور" طرفة " أراد من هذا الكتاب أرسال عدة اشارات لكي يوزان بين العقل  والعاطفة واضافة اليها تصوراته من خلال معايشته لهذه الزوجة التي ناضلت من اجل ايصال العائلة وقيمها في المغترب الأمريكي ، ليس هذا فقط بل وسعت من دائراتها المعرفية إلى الأخرعبر مشاركاتها الواسعة .

يقول في كلمة الاهداء

" هذا الكتاب مُهدى إلى ذكرى الحبيبة لوالدي الحاجة " نعمات هيدوس طرفة " اللذين بدعمهما الثايت وارشادهما ، أديا دوراً محوريا في صياغة شخصيتها التي جعلت منها الشخص الرابع الذي اصبحت عليه اليوم ، فروحها المعطاءة وتفانيها في تثبيت قيم الرحمة والصلابة والحكمة خلفت أثرا لا يمحى على حياتها .ص7

والكتاب يأتي للتعبير عن تجربة " طرفة " في نقل تجربته العاطفية وتشخيص لدور زوجته وما قدمته في حياتها من آجل الأسرة والمجتمع الإغترابي ، وما ألهمها قُدما بإرثمهما المرتبط بالتمييز والتعاطف .وهل هذا الكتاب الذي إبدع فيه البروفسور " طرفه "هو يحسب على كتب السيرة أو من الكتب الأدبية ؟ كما قلنا ؟

 وهنا نجد كذلك أحدى قصائده التي كتبت بحقها والتي سماها بعنوان " منارة الأمل " باللغة الانكليزية وترجمتها " رلى بعلبكي " يقول

في عالم ٍ يشعر المرءُ بثقل الحياة وبردوتها

تزدهر حنيتها في حكايات ٍ عديدة معادة واقعتها

ومع كل برعم حياة ٍ تلمسها تنمو غرسة ًص 9

حتى يأتي دور شعراء الإغتراب ومنهم الشاعر " عبد النبي بزي " في قصيدته الشهيرة عن نعمات هيدوس طرفة " ليقول

في اللين والبأساء كانت عونهُ

                               كانت مثال الأم في رحماتها

هي نعمة عزت لدى أخوانها

                              ولدى ذوات الفضل من أخواتها ص11

ولأن " طرفة " بدأ ينهل من المجتمع الأمريكي ،ودرس وكتب عدة كتب باللغة الانكليزية  وعرف تفاصيل العائلة الأمريكية وخاض في أروقة هذه القارة ، فأراد من هذا الكتاب أيصال صوت العائلة العربية منطلقا من عائلته ليقول لنا :

" تصبح العائلة أكثر قوة عندما يدعمُ أفرادها بعضهم بعضا ،خالقين بالتالي ترابطأ ُ لا يهتز باعتماد هذا الترابط ، أدركت نعمات أنهم سوية يستطيعون تجازو كل التحديات .ص 32

مستشهداُ بشهادات عديدة ضمنها الكتاب ومنها مؤسسات واشخاص لها ثقلها في المجتمع الامريكي ليقول :

نعمات طرفة أمرأة استثناية ، وأنا فخورة بأن أدعوها صديقتي ، كرست حياتها للعمل في سبيل الآخرين ، سواء في مساعدة الآتين الجدد إلى ولاية ميشيغان في مجال الرعاية الصحية .أم في دعم المدمنين على المخدرات أم في الدفاع عن النساء .ص123

وهناك الكثير من الشهادات من الناحية الاحتماعية ، كانت الحاجة نعمات تصنع دوما في سلم أولوياتها زوجها وأولادها وأفراد عائلتها ، لم تكن تمنحهم لوحدهم العناية والاهتمام ، بل كان تعاطفها يشمل الآخرين ايضا ص124

ومثل هكذا كتب وفي هذا الإغتراب هو لدليل العافية على جاليتنا العربية وما تفعله تلك المرأة " نعمات " لمجتمعها يجب أن تضع في الصورة لتعرف المرأة العربية كيفية مساعدة العائلة والمجتمع من آجل تحصينها آزاء ما نمر به من هجمات عولمية تؤذي الآذان من أفعال بعيدة كل البعد عن جاليتنا ، ودور المرأة يبقى مشرفاً لأنها صانعة الحياة ، ولهذا وصفها زوجها بعدة وصفات آفاق الخيال الشعري والأدبي عندة العديد من الأدباء والشعراء ، حيث يقول " طرفة "

" كانت نغمات تجلس بهدوء وقلبها مفعم بالحنان لأنها تتذكر دوماً والديها ، اللذين كانا يكرمان طقوس المقدسة بتفان لا يتزعزع ، أدت والداة نعمات دوراً حيويا ُ في تكوين شخصياتها المميزة ، فقد كانت تشع بمزيج رائع من الصبروالرعاية الدافئة ،وهنا أحب أن أنوه لكون المترجم هو مصري الجنسية فجاءت العديد من الكلمات بعيدة عن واقع اللغة العربية ، والدليل يعرف ان كلمة " فجذوعها " يكتبها المترجم " فجزوعها " ولو أعطيت الترجمة لبعض الأخوة من اللبنانين لربما كانت أفضل .

وهنا أقول  وعند قراءة الكتاب لعدة مرات وجدت لغة جديدة بالنسبة للكاتب " طرفة " فهي للغة محببة وقريبة إلى نفس القارئ حيث تكون وصفية تفتح الروح لهذا يقول :

"فأرتباط نعمات العميق بالطبيعة غرس في نفسها مفهوم الهدف والوحدة داخل عائلتها ، مما قاد أفرادها في رحلة تحويلية لأكتشاف الذات وللتقدير العميق المحيط بهم ص33

ويأتي هذا الكتاب ضمن الكتب المجتمعية التي تسهم في تنشيط القيم العائلية التي اعتزبها ولدآي ، هاتان الصوتان اللذان ضمهما الكتاب ، وهو الحاج " على طرفة " والحاجة " حسنة طرفة " تطورت بشكل ملحوظ عندما وطئت قدما نعمات الأرض الامريكية بقلب مفتوح على مصراعيه ، غمراهما بدفئهما، ناسجين لوحة من التقاليد والعادات الغنية التي أصبحت مرساتها وسط عالم جديد معقد ومربك .

وأحب أن أننوه لو ان هذا الكتب يوزع على طلاب الجامعات والمعاهد في هذا الإغتراب وكذلك على المنظمات والمؤسسات التي ترعى الأسر العربية والامريكية ليكون درساً لجميع النساء والعوائل في هذا الإغتراب .

المشـاهدات 80   تاريخ الإضافـة 07/11/2025   رقم المحتوى 68062
أضف تقييـم