العتبات النصية وكيفية تأثيرها
على الرقيب لإصدار الكتاب![]() |
| العتبات النصية وكيفية تأثيرها على الرقيب لإصدار الكتاب |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص :
مؤيد عليوي كتاب "التحليل النقدي والجمالي للأدب" الصادر 1985للدكتور عناد غزوان - رئيس اتحاد أدباء العراق سنة 2004 ،وهو الناقد المحترف واستاذ الجامعة ويمتلك اللغة الإنكليزية بحرفيّة عالية فضلا عن تخصصه بها ، بمعنى عقليته النقدية رصينة في التأليف والحياة من خلال مباشرته اللغة الإنكليزية وثقافته اقصد ما مدّون بتلك اللغة في العالم – وقد صدر الكتاب عن سلسلة افاق عربية سنة 1985 ومن المعروف أن عمل الرقيب في موافقته عن اصدار الكتب مهمة جدا مَثله مَثل الرقيب في كل نظام دكتاتوري صارم في جميع الأوقات, فيتحسس ذلك الرقيب من المفردة ويمنع الطبع ، كما قال الكثير في الشاشات الفضية الفضائية بعد 2003 ، انهم بسبب مفردة لم تعجب مزاج الرقيب في كتاب مهم مِن كتبهم لم يوافق على اصداره، كتاب تحتاجه الثقافة العراقية وينير المكتبة التي تتغنى باللغة العربية, فما بالك سنة 1985 والحرب والقتال تدور رحاه – والعياّذ بالله من الحروب – وقد تقدمت السطور الماضية لتوضيح ما كان يدور في اروقة الثقافة العراقية من صعوبة ومخاطرة في الاقتراب من طبع الكتب وقتذاك – وقتها كنتُ في الصف الثالث المتوسط – لذا دققنا هنا وهناك عمّا منشور من معلومات صحيحة عن الموضوع في وقته، لكي يطلع المثقف شاب والقارئ الآن ومستقبلا..، أمّا لمَا قادم من هذه السطور ففيه دراسة النسق الثقافي للكيفية التي كانت تصدر الكتب بها في ذلك الوقت, وكيف يتلاعب المبدع المؤلف د.عناد غزوان، بالرقيب من خلال ما يأتي فنجد في عنوان الكتاب "التحليل النقدي والجمالي للأدب" ما لا ثير الرقيب ليتحول تركيزه الى داخل الكتاب, وهذا في علم النفس فاذا كنتَ تبحث عن شيء فلا تجده في أول الأمر، يزداد تركيز خلايا العقل في البحث عن ذلك الشيء وتزداد حماسة النفس والمنظومة الثقافية عنده وحسب معرفتي البسيطة المتواضعة بكتب د. عناد غزوان أنه يعلم بهذه السمة النفسية عن كل انسان وكذلك يعلم بها عند الرقيب, لذا كانت صفحة 5 مباشرة قبل المقدمة عبارة عن مقولات وانقلها كما هي ، ثم نرى جميعا الكيفية التي تلاعب بها المؤلفُ بالرقيب من خلال الجانب النفسي أما المقولات الثلاث فهي من ص 5 :
هنا المؤلف المبدع يخاطب عقل ومركزية الرقيب والجانب النفسي فيه، وما عنده من غرور سلطوي بعد ان تحفز الاخير للبحث عمّا يريد لمنع الكتاب، فهذه المقولة تطفئ غروره بأن الامر بيده بما سينجم والمقولة الثانية بعدها، كما ان هذه الكلمة المقولة تشير الى البعد القومي والموروث الذي تتبناه عقلية الرقيب، وهي أمام الجمهور القارئ عبارة لها صلة بالنقد الادبي الذي يتناوله الكتاب.
من كتاب دفاع عن الادب، جورج ديهاميل، ترجمة : د.محمد مندور اولا : الجملة برمتها تدل على الاسترحام من المؤلف المبدع ، فهو يقول مخاطبا الرقيب :" اريد ان عيش " كما تتصل بالمقولة الاولى انه مع التراث العربي فلماذا لا توافق على طبع الكتاب, وفي تفاصليها ان المؤلف انتج الكتاب لأنه يكتب بناء على رغبة الكتابة وليس بالضد من منظومة الرقيب وهذا يتصل مع المقولة الثالثة ، ثم القراء يجدونها نصيحة لهم في الكتابة والحياة .
ومع المقولة الثانية تتواصل الحرب النفسية من المؤلف، وظف مقولة فيها ضمير المتكلم ((وما قصدي من الكلمة التي ادونها الا ان يقع عليها النظر ، ولوكان نظري..)) بمعنى لا أكتب من اجل جمهور معين ومحدد وانما من اجل فعل الكتابة نفسه وافقتَ ايّها الرقيب او لم توافق، سأظل اكتب وامارس فعل الكاتبة ولو كنت لوحدي اقرأ ما أدونه ، وهذا المقطع بين القوسين يأخذ معنى أخر أنه ليس جمهور ضدك لكي اخاطبه بهذا الكتاب، وسأظل اكتب ولو كنت القارئ الوحيد ، هنا الاصرار على فعل الكتابة يحفز الرقيب على الموافقة بنشر الكتاب، بعد صدمتين نفسيتين في المقولة الاولى والثانية، على الرغم من أننا لا نعلم احتمالات ما يدور في ذهن الرقيب وقتها الذي لم يكن يعرفه بشر ، لكننا نحلل نصا وفق ظروفه حينذاك ، نلحظ تأثير الجانب النفسي في هذه المقولات بين الموروث في الأولى والاسترحام المُخاعد لعقل الرقيب، والاصرار من المؤلف المبدع على فعل الكتابة، قد اخذ فعله ذلك التأثير النفسي وطُبع الكتاب فعلا، لكن لم ينته الامر الى هنا بل في المقدمة العتبة الثانية من الكتاب أو البداية الثانية منه هناك مفردة تداعب عاطفة الرقيب في السطر الرابع من المقدمة ص 6 : (( ومن هنا كان الادب بقيمه ومُثله القومية وتطلعه وحريته الانسانية، روح الوجدان والفكر الانسانيينِ ..)) فلو رفعنا كلمة ( مُثله القومية ) لكان التعبير (( ومن هنا كان الادب بقيمه وتطلعه وحريته الانسانية، روح الوجدان والفكر الانسانيينِ..)) لأستقام المعنى فلم يؤثر رفعها من السياق، لكن المؤلف جاء بها لغرض ارضاء غرور الرقيب السلطوي ، بينما نجد المفردة ذاتها في ص 7 لا يمكن حذفها من السياق لأن لها معنى : (( ..في نظرتها الى الآداب القومية والانسانية كلا عضويا حيا يمتلك ..)) فنلحظ الفرق بين السياقين ..، ثم محتوى الكتاب تجد فيه هذه المفردة بين هذا وذاك ، عندما يستمر الرقيب في المحتوى لا يجد سوى النقد الأدبي الصرف ولا علاقة له عمّا يبحث عنه لذا طُبع الكتاب سنة ١٩٨٥ . |
| المشـاهدات 22 تاريخ الإضافـة 23/12/2025 رقم المحتوى 69260 |
أخبار مشـابهة![]() |
جماليات التلقي في اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان
|
![]() |
القوة والصمود صنفان أساسيتان كانت تطمح إلى حياتهما في نسيج شخصيتها نموذجا الحاجة " نعمات هيدوس طرفة " عنوان الكتاب الجديد منارة أمل |
اليونسكو تعين الشيخة بدور القاسمي سفيرةً للنوايا الحسنة للتعليم وثقافة الكتاب |
![]() |
الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
يقيم مهرجان جواهريون بدورته السادسة
مبدعون شباب يلوّنون المستقبل بإبداعهم
تحت اسم الروائي احمد خلف.. ينطلق الشباب في ابداعاتهم |
![]() |
جلسة ابداعية استثنائية في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق |
توقيـت بغداد








