الأربعاء 2025/11/19 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 19.95 مئويـة
نيوز بار
طائفية البيت الواحد
طائفية البيت الواحد
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مصطفى الدليمي
النـص :

 

 

 

 

أظهرت الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت قبل أيام واقعاً اجتماعياً لافتاً إذ لم يعد الانقسام السياسي محصوراً بين الأحزاب وتياراتها المختلفة بل امتد هذه المرة إلى داخل البيت الواحد فقد تحولت الكثير من العائلات إلى ساحة جدل محتدم بعدما انقسم أفراد الأسرة الواحدة بين مرشحين وكتل مختلفة في مشهد يعكس حجم التوتر الذي رافق العملية الانتخابية الأخيرة كان العراقيون في دورات الانتخاب السابقة يميلون إلى الاتفاق على مرشح واحد يمثل العائلة أو العشيرة أو المنطقة باعتباره عنواناً إجتماعياً قبل أن يكون اختياراً سياسياً لكن انتخابات 2025 كسرت هذا النمط  فالأب يؤيد حزباً والابن يدعم تياراً آخر والأم تتأثر بخطاب إعلامي مختلف وأخوة ينقسمون في الآراء إلى حد القطيعة أحياناً في دلالة واضحة على انتقال الصراع السياسي إلى التفاصيل اليومية داخل البيوت

 

طائفية جديدة بلا لون أو مذهب

 

الانقسام الذي ظهر ليس طائفياً  بالمفهوم التقليدي وإنما طائفية حزبية غذّتها وسائل التواصل الاجتماعي وحملات الاستهداف الرقمي والمزارع الإلكترونية التي حولت الاختلاف السياسي إلى حالة من الاستقطاب الحاد يقوم خلالها المواطن بالدفاع الشديد عن مرشح لا يعرف عنه سوى الشعارات

 

الديمقراطية لا تعني الخصومة

 

ثمة سؤال مشروع يجب التوقف عنده اليوم هل يستحق أي مرشح أو حزب أن تنقسم العائلة بسببه؟ فالسياسيون يختلفون اليوم ويتحالفون غداً وفق المصالح بينما يبقى المواطن أسير خلافات لا طائل منها إن الخاسر الحقيقي ليس من لم يفز بالمقعد بل من خسر محبة أخيه أو احترام صديقه أو ترابط عائلته فالمجتمع المنقسم لا يمكن أن يبني دولة مستقرة أو ديمقراطية صحية انتهت الانتخابات لكن إعادة ترميم العلاقات الاجتماعية مسؤولية لا تقل أهمية عن تشكيل الحكومة فالوطن لا يُبنى بالانقسام والوعي الانتخابي الحقيقي يبدأ من احترام الاختلاف لا تحويله إلى خصومة شخصية وإذا كان البيت العراقي هو عماد المجتمع فإن الحفاظ على وحدته أهم من أي فوز انتخابي أو مكسب سياسي.

المشـاهدات 46   تاريخ الإضافـة 18/11/2025   رقم المحتوى 68396
أضف تقييـم