الخميس 2025/12/4 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 14.95 مئويـة
نيوز بار
الهجوم على كورمور يؤكد العراق و إقليم كُردستان مُستَهدَفان
الهجوم على كورمور يؤكد العراق و إقليم كُردستان مُستَهدَفان
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب مهدي بابان
النـص :

مُنذ أكثر من عَقد والمواطن الكُردي العراقي في إقليم كُردستان واقعٌ ضمن دوائر المُعاناة، التَذَبذُب الإقتصادي المُتأتي مِن عَدم دَفع الرواتب بصورة مُنتَظَمة وإرتفاع الأسعار و رفع الرسوم والضرائب ضِمن التَعاملات الرَسمية، عَدم إستقرار مَصادر الطاقة من كَهرباء رَغم أنها أفضل من باقي مُحافَظات العِراق، غلاء المَحروقات النَفط الأبيَض ووقود السَيارات والشاحِنات، ثم وضع الكهرباء ضِمن إيطار الإستثمار الذي قد يُثقل كاهل الفَرد حيث تَضاعفت أسعار الإستهلاك بِشكل كَبير مِما خَلَق قَلقاً لدى المواطنين، أضف لِهذا عَدم إستقرار البيت السياسي ضمن الأحزاب داخل الإقليم حيث لَم تُشَكَل لِحد الآن الكابينة الجديدة للحكومة، كل هذا سببه هو طغيان المصالح الشخصية والحزبية على المَصلحة العامة. في ظل هذه الأجواء الغير مُستَقرة والمُقلقة يَعيش المواطن الكُردي ضِمن مُدن الإقليم مُنذ أيام أكثر ساعات الليل والنهار بلا كَهرباء!، السبب هو عَدَم الإستقرار الأمني في العراق والإقليم، بقاء جيوب لِقوى الإرهاب في مَناطق مِن العراق وخَاصةً في مُقتربات الإقليم، لا توجد في العراق قوة مَركزية تُسيطر على عموم المَفاصل الأمنية، سلاح مُنفلت موجود ضمن عدة أشكال على مُستوى شَخصي وعَشائري، أسلحة ثَقيلة ومُتَطَورة بِيَد فِئات شبه رَسمية غير مُسَيطَر عَليها من قبل الدولة!، وقوع العراق والإقليم ضِمن مُخططات إستراتيجية قَريبة وبَعيدة المَدى لِدول المَنطقة والدول الكُبرى.في مساء الأربعاء الماضي 26تشرين الثاني تَعرض حقل كورمور الغازي الواقع قرب قَضاء جَمجَمال للمرة ال11 إلى هُجوم صاروخي هذه المَرة حَسب دانا غاز الشركة المُستثمرة للحقل، أدى إلى تَدمير الخزان الرئيسي للغاز أو لِمادة أُخرى مِنَ المَحروقات و تَسبب بإقاف ضَخ الغاز وخاصةً لِمحطات تَوليد الكهرباء الرَئيسية في الإقليم وهكذا فَقد الإقليم 80% من طاقة إنتاجه للكهرباء وباتت مُدن الإقليم تُعاني في أغلب ساعات الليل من الظلام وتَدهور أغلب الخدمات في النهار ومنها ضَخ المياه إلى المناطق السَكنية التي هي بالأساس شَحيحة، وقد يؤثر هذا على مُدن أُخرى في العراق حيثُ و حَسب بَعض المَصادر الإعلامية أن الإقليم يُصَدر الكَهرباء إلى باقي العراق ، كانَ هذا الحَدث وهو عبارة عن جريمة تَخلُ بِأَمن عموم العراق مادةً رائجة لوسائل الإعلام وخاصةً المُتَصَيّدة فالكُل بَدأَ يَصوغ حَيثيات هذه الجَريمة ويَتهم حَسَب ما يَتَناغَم مع أجندته، فهذا يَتهم رئيس الوزراء بالتقصير ويَدعوا لِمُحاسَبَته، وذاك يَتهمُ رئيس حزب الدعوة نوري المالكي وصوغُ له الحَيثيات و هُناك من يوجه أصابع الإتِهام لإيران وأَذرُعها، والكُل رَجماً بالغيب، أما الحكومة المَركزية وَكَدَيدَنها وبِسُرعة شَكَلَت لجنة مُكونة من أقطاب المؤسَسات الأمنية لِتَتقصى عن المُنَفذين، وأَكثر الضَن أنها لن تَتَوَصل بِشَكل قَطعي لَهُم!، وحَسب ماتَعكِسَهُ آراء وسائل الإعلام وما يُرَوج عن الرأي العام أنه حَتى وإن عُرفَ المُنَفذون فَلن تَطالَهُم يَدُ العِقاب!. المُهم رَغَم أن هذه الجريمة قد تكون رسالة تَهديد للإقليم حَسب بَعض المُحللين، لكن هيَ رِسالة لكُل العراقيين بِأَن العراق غير آمن في الكثير مِنَ الأوجه، فَهُناك أطراف كثيرة مُتَنَوعة الولاء تَمتلك أسلحة مؤثرة و ثَقيلة أو تَكتيكية غير مُسَيطر عليها مِن قبل الدولة، والعراق والإقليم وقَرارهما السياسي وَمصالِحُهما لإقتصادية الإستراتيجية والمَحلية لها تَماس مُباشر مع الدول الإقليمية والقوى الدوَلية، أي أن العراق والإقليم لا يُمكنهما إتخاذَ قراراً سياسي أو إقتصادي بِإستقلالية، وهذا حَتى قد يَشمل المُستوى الداخلي أي أن هُناك جِهات لها ثُقل مادي وسياسي كبير قد لا يَستَهويها أن العراق والإقليم قَد يُنشِآن مَشاريع إقتصادية كَبيرة لِمَصلحة العِراق، فَتَتَكرر حَوادث مِثلما حَدَثَ في حَقل كورمور. هذا الكلام هو للسياسيين المَعنيين ضمن الذين سيَكونون ضِمن السُلطة في العراق والإقليم لِيَعملوا بِجد لِتقوية الساحة السياسة الداخلية وَلِتَكُن أجنداتِهم موجهة فَقط لِمَصلَحة العراق والإقليم.

المشـاهدات 154   تاريخ الإضافـة 04/12/2025   رقم المحتوى 68654
أضف تقييـم