الجمعة 2025/12/12 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 12.95 مئويـة
نيوز بار
حين تسقط الرجولة ويعلو ضجيج الذكورة..ازمة قيم قبل ان تكون ازمة غريزة
حين تسقط الرجولة ويعلو ضجيج الذكورة..ازمة قيم قبل ان تكون ازمة غريزة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب احسان باشي العتابي
النـص :

 

 

تنويه هام:ما نعرضه هنا ليس حالة فردية ولا حادثة عابرة؛ بل ظاهرة اجتماعية آخذة بالاستفحال، خصوصا لدى بعض من يتصدون للمسؤولية العامة ــ مهما كان عنوانهم ودرجتهم ــ ولدى اولئك الذين وفرت لهم الظروف السبل ليحمل عنوان طالب جامعي او ما هو ادنى بقليل. نقولها بوضوح: احترموا انفسكم وما تمثلونه من عناوين، فقد بدات رائحة دناءتكم،بما يخص ملاحقة النساء تزكم الانوف، وصار الخجل يساورنا من عنوان “الرجولة” الذي يجمعنا بكم.

 

باسم الاخلاق نبدا…

 

في كل انثى شيء من الجمال يكفي ليلفت الطرف الاخر، وهذا امر لا خلاف عليه؛ فالفطرة البشرية محكومة بعوامل الانجذاب قبل اي شيء اخر. لكن الحقيقة التي يتجاهلها كثير ممن يرفعون راية “الرجولة” شكلا ويتعرون منها مضمونا، هي ان الرجل ــ مهما امتلك من مؤهلات _ لا يستطيع، لا منطقا ولا خلقا، ان يجمع كل النساء اليه، ولا ان يكون سيدا في مملكة نزواته.فالمسالة ليست قدرة… بل حدود.وليست رغبة… بل قيم.غير ان المشكلة اليوم ليست في النساء ولا في جمالهن، بل في جيل واسع من الذكور الذين ارتدوا قناع الرجولة وتركوا محتواه فارغا. ذكور يلهثون خلف غرائزهم كأن الحياة لم تخلق الا لاشباع رغبة طارئة، او سد جوع نفسي لا قاع له. يركضون خلف كل ظل انثى، وكل حركة، وكل اشارة، وكانهم اسرى نزوة تسيرهم حتى انهم فاقوا الحيوانات بهذه الجزئية.هؤلاء لا يدفعهم الحب، ولا البحث عن شريكة، ولا فهم للعلاقة الانسانية… بل عن موضع هو وسيلة لغاية تفوق دناءتهم عليه ،ونقص في الهوية يعوضونه بكم النساء لا بنوعية الذات.الرجل الحقيقي، على العكس تماما، لا يحتاج الى قافلة من النساء ليثبت انه رجل. هو يعرف ان امرأة واحدة يقترن بها وفق منهج اخلاقي رصين تكفيه… لانه قادر ان يراها جميع النساء في عين واحدة. يعرف ان الاكتفاء ليس نقصا، بل نضج، وان الوفاء ليس ضعفا، بل قوة تتطلب ارادة لا يملكها اي طامع بالجسد العابر، حتى مع فرض ان صاحبته حطت من قيمته لاي سبب كان.اما اولئك الذين يبررون سقوطهم تحت شعار “الرجولة” فهم اول من يسقط عند اول امتحان حقيقي. يسقطون في المبادئ قبل السلوك، وفي الاخلاق قبل العلاقات، وفي احترام الذات قبل احترام الاخرين. يكسرون المحذورات التي كان ينبغي ان تكون خطوطا حمراء، ثم يتفاخرون بذلك كما لو انهم انجزوا بطولة، بينما هم في الحقيقة لم يهزموا الا انفسهم.

 

المفارقة القاتلة

 

ان اسوا ما في هذه الظاهرة ان هؤلاء لا يجرؤون على النظر في المرآة. لان المرآة ستخبرهم بالحقيقة التي يهربون منها: انهم ليسوا رجالا… بل ذكورا تسيرهم الغريزة. انهم فقدوا القيم قبل ان يفقدوا السيطرة. وان ما سقط منهم ليس محض رغبة، بل ما تبقى من رجولة كانت تستحق ان تصان.

 

خاتمة:

 

نحن لا نعيش ازمة في وفرة النساء، ولا في جمالهن، ولا في اختلافهن.نحن نعيش ازمة في ندرة الرجال الذين يفهمون معنى القناعة، ويحترمون حدودهم، ويملكون من النضج ما يجعل امرأة واحدة كافية، لا رغبة… بل مبدا.فالذكورة امر يولد به من قدر له هذا، اما الرجولة… فتختبرها الاخلاق، ويصقلها السلوك، وتكشفها المواقف.

المشـاهدات 62   تاريخ الإضافـة 11/12/2025   رقم المحتوى 68789
أضف تقييـم