الأحد 2025/12/14 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
ضباب
بغداد 8.95 مئويـة
نيوز بار
ازدواجية الشخصية: بين وهم الإنترنت وواقع الحياة
ازدواجية الشخصية: بين وهم الإنترنت وواقع الحياة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب محمد فاضل الخفاجي
النـص :

 

 

 

نشهد اليوم ظاهرة لافتة تتمثل في ازدواجية الشخصية التي تظهر من خلال آراء وسلوكيات ومواقف بعض الأفراد، بل وحتى ثقافتهم، عند مقارنة شخصيتهم على الإنترنت بشخصيتهم في الواقع. غالبًا ما نجد تناقضًا كبيراً بين هاتين الشخصيتين.

 

التناقض الصارخ

 

* قد يكون الشخص مؤدباً وخلوقاً في الحياة الحقيقية، ولكنه يتحول إلى شخص مسيء، فظ، أو فاسد الأخلاق عبر الإنترنت. هذا التباين يثير تساؤلات جمة: هل يكمن بداخله شخصيتان منفصلتان؟ هل أصبح إدمان التواصل الاجتماعي سببًا في انشطار الذات الإنسانية، أم أن شبكة الإنترنت تمنح الناس قناعًا للتحرر من قيود المجتمع؟

 

أخطار العبث الرقمي

 

إن هذا التناقض يتجاوز السلوك الفردي ليلامس الأمن المجتمعي. فعلى سبيل المثال، هناك شخصيات على منصات التواصل الاجتماعي لا تتورع عن:* إثارة النعرات الطائفية والمشاكل العشائرية.* التهديد والتحريض على العنف أو القتل، دون إدراك أو اكتراث للعواقب الوخيمة لأفعالهم.كما أن البعض يعيش في أوهام شخصية، كأن يتوهم حب شخصيات عامة أو أمرءة متزوجة عبر هذه المواقع، غافلاً عن مخاطر وعواقب هذا الانغماس.

 

مسؤولية الأسرة

 

الأمر لا يقتصر على البالغين، بل يتفاقم مع الأجيال الأصغر. فبعض الآباء يمنحون أطفالهم الهواتف الذكية دون أي متابعة أو محاسبة، تاركينهم يتنقلون بحرية بين البرامج والتطبيقات المختلفة، ويعبثون بأمور كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي قد لا تناسب أعمارهم.

 

نداء للمجتمع

 

إن هذه الظاهرة تشكل خطورة حقيقية على تماسك الفرد والمجتمع. وعليه، يجب على المجتمع اليوم أن يعي تمامًا خطورة هذا الموضوع وأن يبدأ في التعامل معه بجدية، سواء كان ذلك عبر التوعية، أو الرقابة الأسرية، أو سن القوانين الرادعة للسلوكيات المؤذية عبر الإنترنت.

 

المشـاهدات 30   تاريخ الإضافـة 13/12/2025   رقم المحتوى 68840
أضف تقييـم