قصة قصيرة
آدم الأخير![]() |
| قصة قصيرة آدم الأخير |
|
فنارات |
أضيف بواسـطة addustor |
الكاتب |
| النـص : فوز حمزة أخرج آدمُ المسدسَ من خزانة الأحذية، حدّق فيه طويلًا وهو يتمتم: «إنها الرصاصة الأخيرة… على مَن سأطلقها؟» لم يبقَ أمامه شيء. السبل كلها أُغلقت في وجهه؛ المنافذ ضاقت حتى لم يعد يملك سوى مساحة يتحرك فيها رأسه ليعلم أن لا شيء حوله إلا المجهول. وسأل نفسه: مَن يستحق هذه الرصاصة؟ ترك الإجابة لمشاعره التي اندفعت نحو زوجته… تلك التي عرف بخيانتها منذ زمن. وحين كشَف سرّها، اكتفت بهزّ كتفيها ولوي شفتيها، وكأن الأمر لا يعنيها. لم يَعُد بينه وبين استرداد كرامته سوى لحظات. مرّر أصابعه على المسدس، ثم نهض متجهًا نحو غرفة النوم التي هجرها منذ اليوم الذي عرف فيه أن غريبًا شاركه زوجَه وفراشه. كان عليه أن ينفّذ أفكاره قبل أن يستيقظ ذلك الخانع الذي يسكنه ويُقيّد يديه. لكن، وما إن وضع يده على مقبض الباب، حتى ظهرت أمامه صورة رئيسه في العمل: يقهقه عاليًا ويسخر منه كما اعتاد، رغم أنهما تخرّجا معًا من الجامعة. هو ما زال موظفًا يتقاضى راتبًا بالكاد يكفيه، أما رئيسه فيقدّم مثله هدية لإحدى عشيقاته. بدأت الخطة تتشكّل، لولا أنه تذكّر أنها الرصاصة الأخيرة. عليه أن يختار لها هدفًا يليق بها. فكّر في قتل الرئيس. راقت له الفكرة أولًا، ثم تهاوت سريعًا، كما تسقط ورقة مبلّلة، حين تذكّر سخريته التي لم تنتهِ. «إنها الرصاصة الأخيرة… سأقتل بها صديقي الذي سرقني. بل جاري الذي وشى بي.» لمعت عيناه فجأة وهو يقول: «سأقتل رجال الدين!» ثم انتفض، وزفر طويلًا، وصاح: «لا… سأقتل الدين نفسه!» وأضاف بعد صمت ثقيل: «والطبيب الجشع… والدكتور الجامعي الفاسق… كلهم يستحقونها.» اقترب من المرآة. وقف أمام وجهه الذي استسلم للتعب، وحدّق في عينيه الغائرتين. رفع المسدس نحو جبينه وقال لنفسه بصوت خافت: «هؤلاء جميعًا في رأسي… وهذه هي الرصاصة الأخيرة.» |
| المشـاهدات 9 تاريخ الإضافـة 21/12/2025 رقم المحتوى 69172 |
توقيـت بغداد









