| النـص : هنا تصمت السادة والسيادة.. وهنا فصل الخطاب.وهاهو العراق ببين عنق الزجاجة وضغط الدولة العميقة..ولنكن صادقين ومنصفين .أن شفاء جراح العراقيين والحد من الألمِ. ليست مهمة الحكومة القادمة وكابينتها الوزارية الجديدة في إدارة الأزمة فقط بل هي مهمةُ عملية استئصال جراحية صعبة للاحتلال الداخلي الممنهجٍ والذي يسمى الدولة العميقة وهذه الدولةُ ليست شبكة فساد عادية بل إنها المراهن الحقيقي على حلمِ العراقيين في دولة سيادة المحاصصة.بمعنى آخر فأن كل وزيرٍ يجلس على الكرسي اليوم هو إما ان يرى نفسه كالطبيب الجرَّاح فيبدأُ عملية البتر وإنهاء الغرغرينا من جسد وزارته أو شريك في التخدير الجماعي العام لانهاء مأساة الجسد .والفساد اليوم ليس سرقة مال فقط بل هو خيانة لدم الشهداء ومصادرة للقرار الوطني في الغرف المظلمة..أذا على الكابينةالوزارية القادمة أنْ تفهم وتعلم بان الشارع العراقي لم يعد يريد شراكة السيف والخنجر. في المواجهة..وأن الحديث عن الإصلاحِ دون قطعِ رؤوس الفساد الكبرى في المنافذ والمصارف والمشاريع الوهمية هو سخافة سياسية مهينة..ويجب أن نسأل انفسنا هل يملك رئيس الحكومة المقبل الشجاعة للوقوف بوجة الجهات التي تبني سلطتها وتمويلها من قوت الشعب أم سيبقى العراق معلق بين قرار سياسي مهزوز ومرتعش وضغط من جهات لا تعرف إلا لغة القوة والسلاح..أذا على الإطار التنسيقي إن يتحمل المسؤولية التاريخية ليست في توزيع المناصب فحسب بل في تحويل ضغطة الداخلي إلى درع يحمي القرار الوزاري الذي يتم اصلاحة. فان الفشل في هذا هو اعتراف واضح بعجز القوى السياسية عن تجاوز مصالحها الخاصة لصالحِ الوطن..ومن منظور اقليمي آخر..يجب ان نفهم مستوى القبول لدول الجوار وميزان العلاقات الدبلوماسية ..لكي نكتشف ازمة قبول الجيران . ولاننسى ان الجميع يتربص بالعراق فمن جهة طهران وواشنطن.لذلك نرى أن العراق محبوس في عنق الزجاجة الإيراني-الأمريكي. فالضغط الاقتصادي الأمريكي يهدد لقمة العيش بينما الضغط الإيراني يخنق حرية القرار.السؤال هنا الذي يوجه صدمة في أذن المجتمع الدولي هو..إِلى متى سيبقى العراق لوحة شطرنج لصراع الكبار.. فهذه رسالة لإيران يجب توضيحها. إن العمق الاستراتيجي لا يمكن بناؤه على سوء أحوالِ الجار.فأن العراق القوي والسيادي هو الذي يضمن أمن المنطقة وليس العراق الضعيف..ورسالة لأمريكا.. أن الضغطُ الاقتصادي ليس طريقا للحل وضمان الاستقرار في المنطقة. فإما ان تكون هناك شراكة حقيقية لإنقاذ الاقتصاد العراقي أو تركُ البلادِ لتأكل نفسها من خلال صراعاتها.الداخلية..وهناك رسالة الى دول الخليج والدول العربية المجاوره سورياوالاردن ..وتركيا الجارة.أن قبولكم أيهاالإخوةالعرب وايها الجارة تركيا. لن يكون بِحسن النية. بل لنجعلها شراكة المنفعة المتبادلة...لذلك نقول ان على الكابينة الوزارية القادمة أن تحول العراق من أرض للصراعِ إلى قاعدة انطلاق للمشاريعِ العملاقة الاستراتيجية (مثل طريق التنمية).الذي يربط العالم من خلال العراق.. هذا هو مفتاح العلاقة الجيدة مع المحيط العربي..الاستقرار الاقتصادي القوي لا السياسي الهش..وفي اخر المطاف نستنتج شيء مهم وهو إن الخروج من عنق الزجاجة لا يتطلب توازنا خجولا بين لارضاء هذا وذاك بل يتطلب خطاب وطنِي حاسم.فالعراق ليس جزء من أَزمة لأي أحد من الجوار بل يجب أَنْ يكون محور للحل في المنطقة..ونحن نرى إنْ لَم تسْتَطِع هذه الكابينة أنْ تقتلِع الفساد وتحرر القرار فلتعلم أنها ستكون القشة التي ستقصم ظهر الثقة.. وتعرض كيان الشعب العراقي بأسره للاضمحلال. ولا مجال للفشل.فهو الموت البطيء للسيادة.وعلى الحكومة القادمة ان تبرم عقدا مع الشعب غير قابل للنقض..وان تبرهن على انها غادرت الفساد والطائفية والمحسوبية لتكون محل ثقة للمجتمع العراقي والدولي..
|