متابعة ـ الدستور

يواصل الفنان البحريني علي الثامر ترسيخ حضوره كأحد الأسماء العربية التي تجاوزت الإطار المحلي إلى فضاء المسرح العالمي، مترقبًا شهر يناير 2026 لانطلاق مشروعه المسرحي الجديد «الشر لا يموت أبداً»، وهو عمل لا يُقدَّم بوصفه عرضًا تقليديًا، بل كتجربة فنية متكاملة أُنجزت عبر رؤية امتدت قرابة عام كامل من التحضير والدراسة.العمل، الذي كتبه نايف الحميداني، يأتي ثمرة اشتغال طويل على المزج بين فلسفة الشر في بعدها الإنساني والأسطوري، وبين تقنيات المسرح العالمي المعاصر، حيث جرى تطوير البناء البصري والدرامي بعناية عالية، مستلهمًا مدارس مسرحية حديثة تُعنى بالصورة بقدر عنايتها بالنص، لتقديم عرض يتجاوز حدود الترفيه نحو التأمل والدهشة.وتضم المسرحية طاقمًا فنيًا متعدد الجنسيات من البحرين والكويت ومصر وبريطانيا والولايات المتحدة، في توليفة تعكس طبيعة المشروع العابرة للجغرافيا، وتؤكد سعيه لمخاطبة جمهور متنوع بثقافة مسرحية واحدة، تعتمد على اللغة البصرية، والإيقاع، والرمز.ويشارك علي الثامر في هذا العمل بدور مزدوج، حيث يتولى الإخراج على الخدع المسرحية وتصميمها، إلى جانب تجسيده لشخصية «بيليس»، وهي شخصية محورية تحمل أبعادًا نفسية وأساطيرية معقّدة، صُممت لتكون عنصرًا صادمًا ومفاجئًا على خشبة المسرح، سواء من حيث الأداء أو التكوين البصري.ويُعرف الثامر عربيًا وعالميًا بكونه أحد أبرز المتخصصين في الخدع البصرية المسرحية، وقد لُقّب إعلاميًا بصيغ متعددة تعكس مكانته الريادية في هذا المجال، حيث قدّم عروضًا احترافية في عدد من الدول العربية والأوروبية، وشارك في أعمال مسرحية وتلفزيونية كممثل ومخرج، كما حصد جائزة أفضل لاعب ألعاب خفة على مستوى الشرق الأوسط عام 2012، إلى جانب جوائز فنية متعددة، ويعمل حاليًا حكمًا دوليًا وعضوًا في منظمات ونوادٍ عالمية متخصصة.من خلال «الشر لا يموت أبداً»، لا يقدّم علي الثامر عرضًا مسرحيًا فحسب، بل يطرح رؤية فنية تسعى إلى إعادة تعريف العلاقة بين المسرح العربي والخداع البصري، مؤكّدًا أن الشر، في الفن، لا يُلغى… بل يُعاد تشكيله ليبقى حاضرًا في الذاكرة.