النـص : قامة مديدة في الفقه والفكر والاستنباط كآية الله العظمى المرجع الكبير محمد سعيد الحكيم لن يموت بخبر كاذب ولن يختفي اثره في الامة وجهوده الاسلامية في هذا الجيل واجيال سبقته باثارة اعلامية عابرة!. الامامة اكبر من التشويش والامام اسمى من الدعاية الاعلامية المضادة ومن رفض ان يقول كلمة تحت التعذيب يشعر الجلاد البعثي ايام اعتقاله وحبسة انها استسلام وتنازل ورضوخ وانسحاب عن اداء مسؤوليات المنازلات "الوطنية الكبرى" لن تصدر منه ما يماثلها للاعلام وسيكتفي بصمته الجليل للدلالة على سمو المعنى الكامن في سمو الذات.الكبار لايموتون بالشائعة ولاينسحبون من اداء التكاليف بالدعايات المغرضة وهم يدركون ان اخبارا مثل هذه لن تزيدهم الا رفعة وسموا وارتباطا حميما بالامة التي تعتقد ان "وجود" المرجع في حياتها يعني استمرار الاسلام وهو ينبض بالحياة والحركية والطاقة الايمانية المتجددة .عاش المرجع الكبير للاسلام وقضايا الاستنباط والدفاع عن العقيدة وكان سبيل الائمة في الهداية والعمل بالتشريعات الاسلامية سبيله الاقوم وافاقه الرحبة التي يتحرك على اساسها وينهل منها ورجل كبير مثل الحكيم ناهز كل القضايا وبرع في توضيح معالمها واستخرج افكارها الجوهرية سيبقى الدالة على نهج الائمة والموئل الكبير في استلهام الاسلام ولغة الدين الواضحة التي لايدخلها غث العبارات السائبة ولاتشوب لمحاتها المحمدية .. شائبة .بقيت مرجعية الامام المرجع الكبير في مستقرها الذي اعدته لنفسها ولم تخرج منه او عليه .. وهو بيان الحدود واستنباط الاحكام والدفاع عن اسلام الامة ومواجهة التهديدات الفكرية والعقائدية بما تملك من بصيرة نافذة وعلم واستنباط وقدرة واضحة في التغلب على ما يحتاج ضميرها ووجودها من اسباب موضوعية تبدأ بلقمة العيش ولاتنتهي برغيف الحرية والعدالة الاجتماعية.ومثلما لم يتزحزح من مكانه في قفص الاستبداد ولم يسمع منه الجلادون اثناء التعذيب كلمة بقيت مرجعيته في مكانها وحدودها فاتسعت افاقها في دنيا الناس وتفاعلت كلمتها مع الانفاس .ولانه يعرف حجم مرجعيته وحدود "المرجع " في زمن غيبة الامام المعصوم فقد بقي الحكيم داخل حدود "المعرفة" وتقيد بتشريعات الغيبة واصولها .. هذا يعني الاستمرار بتوضيح المسائل الشرعية وايصال رؤى الاسلام الى اقصى الدنيا وتوفير الاجواء الاسلامية الكافية التي تشرف على تشكيل عقل الامة وصيانة اسلامها ودينها وعقيدتها من موجات التحريف والتكفير والعدوان القادم من كهوف القتل والاستهداف والجاهلية السفيانية الشديدة.مرجع بهذه الميزات الفكرية والمشروع الاسلامي الواضح من المؤكد انه سيواجه ساحة مفتوحة من المناكفين والمتصيدين بالاخبار الكاذبة .. لكن الشائعة في الحقيقة كشفت من جهة اخرى حجم التأييد والحضور الشعبي الكبير الذي يتمتع به سماحة المرجع الكبير وليت الذين يكذبون يكررون الاكاذيب والاخبار لكي يروا حجم التأييد الشعبي وعلاقة الامة بامامها وسيدها هذا الذي تعرف السجون وطأة صبره وتحمله وعظيم ثقل الاسلام في روحه .. ليتهم يفعلونها مرة ثانية !.اذا قدر للمرجع ان يموت "والموت سنة تجري على الناس جميعا" فان المرجعية لاتموت .المرجع يحتل مكانة النبي في قومه يبلغ رسالات الله ويضع الاحكام الربانية في مكانها من افئدة الاتباع والمتدينين والمؤيدين ويرفع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم ويكون صورة النبي وجوهر النبوة في حياة الناس .. لذلك حين يموت مرجع من المراجع .. وهذا ماحدث في غابر تاريخنا الشيعي ومنها وفاة الامام السيد محسن الحكيم فان الامة تتحشد بملايينها في الشارع لتوديع رسولها المرجع.ان المرجع الاعلى يمثل الحضور الرباني في حياة الناس وسواءا عاش في امته عمرا مديدا او توفاه الله ورحل عن هذه الدنيا فان حضوره في الحالين سيكون واحدا وصدق الشاعر حين قال :علو في الحياة وفي الممات .. لحق انت احدى المعجزات. وهكذا هو المرجع الكبير .. كبير في حياته وسيبقى كبيرا بفكره وحضوره وتاريخه الوطني ومواقفه ازاء امته وشعبه ومن يتحدث عن موته فهو لايفاجئنا ولايهزم مرجعيتنا ومشروعنا الاسلامي بل يزيدنا ايمانا ان هذا المرجعية باقية ما بقي الدهر .واقول لسيدنا المرجع الكبير : متع الله تعالى المسلمين وحملة الهوية الشيعية بوجودك وحضورك ولن ينال منك المغرضون والمارقون الذين لاشغل لهم سوى الدعايات والاكاذيب..ستبقى سيدا من سادات الكلمة والموقف المبدأي والسبيل الواضحة وعمقا ستراتيجا لهذا الدين وملاذا لها.
|