الجمعة 2024/3/29 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 26.95 مئويـة
قصص قصيرة جدا قطاف وقصص اخرى
قصص قصيرة جدا قطاف وقصص اخرى
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

هيثم محسن الجاسم

عوالق الذهن

كان الظلام دامسا، كنت وافقا في دوار المحلة الرئيس، بالكاد أرى الحيوات والجمادات، تلفت حولي للجهات الاربع، تسرب خوف أجهل مصدره، أوغر في أعماقي، تمشيت بثقة ثم تراجعت، وخابت محاولاتي بكل الاتجاهات، حاولت أن أعود ادراجي الى البيت، فشلت في العثور عليه. بقيت أطوي الدوار غارقا بمتاهة مرهقة، كانت الغرفة ساخنة كالجحيم.

مأتم

مدوا الصحاف للمعزين، سرب من الفقراء تسللوا بين الجالسين. رمقهم صاحب العزاء بنظرات استهجان

تلاوذوا متخفين خوفا، حمتهم رأفة، عيون أسبلتها الشفقة على حالهم، أكلوا باطمئنان حتى شبعوا. علق أحد الشيوخ الكبار بهدوء ووقار: بإطعام هؤلاء المساكين الجياع، ينال الفقيد رحمة الله ورضاه.

حصاد

قد ترابه القدرة على الإنتاج، زحف التصحر على امتداده، بقي غبار عمره، تذروه الرياح

منعطف

سيول المطر تعرينا، ولهيب العطش يكوينا، انتظرنا نسيم الربيع أن يعلنا، فصدمنا بسموم الخريف تفلحنا.

استفاقة

ولج حصن العظماء بموعد خالد، قلب أوراقا كتبت بحروف من نور ساطع، أيقن أن أيامه خسارات، أن لم يعطها عنوان والا فقدت المعنى.

الكف

لسع البرد جلدتي فاضحا شيخوختها، وانطفأ نور عينيَّ احباطا من الحقيقة، كان الزمن شاسعا بين جسدي المترهل وتوقد روحي. فانكفأت مفتشا عن بقايا حطب عمري.

صحوة

أنسحب الى زاوية مضيئة بقناديل المعرفة، غمد قلمه في جرابه وفضل أن يمارس لعبة المراقبة. أدرك أن العالم صور متلاحقة بخلفية صاخبة، فأكمل انسحابه مستقراً في قاع الذاكرة.

 ليلة الربيع

الفارس دخل الميدان مبكراً، خرج متأخراً فجراً، الجمهور تفرقوا الى مضاجعهم، فاتتهم وليمة القيمر والعسل   

طقس الوفاء

مساء كل جمعة، يهز الكلب الوفي ذيله، يحوم حول نقطة بالفراغ كالجائع، بعدها، ينبطح على الأرض حزيناً، مسبلا عينيه، كأنه ودع صاحبا، ابتلعته العتمة.

جذوة

انسحب الجسد متخاذلا أمام الروح المتوقدة بالأمل؛ تأمل أفق أيامه الباردة، أوقد شمعة، بددت الظلام الذي خلفه غروب الشمس، وأذابت الجليد المتراكم على جدار الذاكرة، ألتقط ما تناثر من حصاد مواسمه، زادا لصحراء وحدته.

نزفنا

لحظة حرق الخيمة؛ اختنقت صرخة النداء، يد رحيمة، أيقظتني.

قطاف

بلورا؛ أمطرت الجبهة، سال بأخاديد المرأة المقترنة، روى الحرث مساء كل يوم. ولما رقصت السنابل في البيدر، حصدها منجل القدر.

لازال متوقدا

أُكرِه أن يقلب أوراقه العتيقة، حكايات للصغار، ظلت روحه مسكونة بالأمل المشرق، خذلته صحته وسفاهة ألقاب الشيخوخة الباذخة، انطفأت جذوة الشباب في موقد سنينه، فترمدت أيامه بسخام العزلة.

جحود

يشعر أن الاخرين يسلبونه ذبالة سنينه، يحاول أن يقترب من القبر رويدا رويدا، لكن طمعهم وحماقتهم قيدته بأسر الوحدة وعجلت بموته قسرا.

 

المشـاهدات 181   تاريخ الإضافـة 03/06/2023   رقم المحتوى 22666
أضف تقييـم