السبت 2024/4/20 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غائم
بغداد 36.95 مئويـة
الشمس في القصيدة العربية
الشمس في القصيدة العربية
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

        سامي ندا جاسم الدوري

الحقيقة المثيرة للاهتمام حول الشمس أنها المصدر الأساسي لكل الطاقة على كوكب الأرض. وبدونها لا يمكن وجود ضوء ولا حرارة ولا حياة، وبدونها أيضًا لا يمكن تدفئة الكرة الأرضية وستبدو الأرض ككرة متجمدة ضخمة خالية من الماء السائل الضروري للحياة . ويوجد الطقس أيضًا بسبب الشمس وتحتاج كل من الحيوانات والنباتات إلى الشمس للبقاء على قيد الحياة. ولا يمكن وجود حياة على كوكب الأرض بدون وجود الشمس .وتستعمل الشمس عند الشعراء للرمز وأن العرب لم يكتفوا بما نسجوا من أساطير حول الشمس، بل جعلوا للكسوف اثرا فى حياتهم فاعتقدوا أن الشمس إذا ما كسفت دل ذلك على موت إنسان عظيم أو ولادة مولود صاحب حظ كبير، وقد كسفت الشمس فى عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم ووافق ذلك موت إبراهيم ابن الرسول، فقال الناس إنما كسفت الشمس لأجله، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم (إن الشمسَ والقمرَ آيتانِ مِن آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلُّوا حتى تنكشف ) .وقال قيس بن الملوح /

أَنيري مَكانَ البَدرِ إِن أَفَلَ البَدرُ

وَقومي مَقامَ الشَمسِ ما اِستَأخَرَ الفَجرُ

فَفيكِ مِنَ الشَمسِ المُنيرَةِ ضَوءُها

      وَلَيسَ لَها مِنكِ التَبَسُّمُ وَالثَغرُ

 بَلى لَكِ نورُ الشَمسِ وَالبَدرُ كُلُّهُ

 وَلا حَمَلَت عَينَيكِ شَمسٌ وَلا بَدرُ

لَكِ الشَرقَةُ اللَألاءُ وَالبَدرُ طالِعٌ

   وَلَيسَ لَها مِنكِ التَرائِبُ وَالنَحرُ

وَمِن أَينَ لِلشَمسِ المُنيرَةِ بِالضُحى

  بِمَكحولَةِ العَينَينِ في طَرفِها فَترُ

وَأَنّى لَها مَن دَلَّ لَيلى إِذا اِنثَنَت

 بِعَينَي مَهاةِ الرَملِ قَد مَسَّها الذُعرُ

تَبَسَّمُ لَيلى عَن ثَنايا كَأَنَّها

   أَقاحٍ بِجَرعاءِ المَراضينِ أَو دُرُّ

وبما أن الشعراء استخدموا الرموز للشَّمس غالباً للتعبير عن الأشياء أو الأشخاص بصفة إيجابية

فأنهم  يستخدمون غيابها للتعبير عن الحزن

في الرثاء .قال الشاعر خليل مطران /

يا كوكباً سلبَ العيونَ ضياءها

      عجب غروبكَ والأوانُ شروقُ

أورثت أسرتكَ الوفيَّة حسرةً

       راعت بقسوتها وأنتَ رفيقُ

وحظيت الشمس باهتمام كبير في شعر شاعر العربية المتنبي قال/

إِنَّ هَذا الشِعرَ في الشِعرِ مَلَك

 سارَ فَهوَ الشَمسُ وَالدُنيا فَلَك

عَدَلَ الرَحمَنُ فيهِ بَينَنا

 فَقَضى بِاللَفظِ لي وَالحَمدِ لَك

فَإِذا مَرَّ بِأُذني حاسِدٍ

      صارَ مِمَّن كانَ حَيّا فَهَلَك

وغروب الشمس من المناظر الساحرة التي تبعث الهدوء والراحة في النفس، ويعد غروب الشمس مصدر إلهام للكثيرين من الناس، وتحديداً الأدباء والشعراء، ولقد قيلت الكثير من القصائد في الغروب . قال عنترة بن شداد /

أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِها

تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُجى فَاِطلِعي بَعدي

وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اِسفِري

 فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السَعدِ

وهناك ارتباط واضح بين تأمل الشاعر في الطبيعة وأحوالها، وبين استخدامه لرموزها للبوح بالمشاعر والعواطف المختلفة وعند الغروب تقلّب الهموم، وتحبَس الدموع، وتفتح الذِكريات، وتسكَب العبرات، من اشتياق طال، وحنين زاد، وفراق حال، وحبٍ ضاع. غروب الشمس نهاية يوم وبدايةِ أمل جديد. خلف جفن الغروب، عين نائمة بجوار من تحب، وعين تترقب عودة من تحب وأخرى ملأها دمع الحنين لمن تحب.قال ابو العتاهية في الغروب/

ألّا لله أنت متى تتوب

  وقد صبَغت ذَوائِبك الخطوب

كأنّكَ لَستَ تَعلَمُ أي حَثٍّ

 يَحُثّ بكَ الشّروقُ، كما الغروب

 ألَستَ تراكَ كلَّ صباحِ

    يَوم تُقابِلُ وَجهَ نائِبَة تَنوبُ

لَعَمركَ ما تَهُبّ الريحُ إلّا

     نَعاكَ مصرحاً ذاكَ الهبوبُ

ألّا للهِ أنتَ فتى وَكَهلاً

    تَلُوحُ عَلَى مفارِقِكَ الذنُوبُ

ولكلٍّ انسان شمسان شمس تشرق كلّ صباح وشمس تشرق في قلبه ولكن مهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت فإنّنا لا نراها إنْ كانت شمس قلوبنا مطفأة، ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت فإنّنا لا نراها إنْ كنا نضع أكفنا أمام أعيننا ونمنع النور أنْ ينفذ إلى داخلنا

ومهما أضاءت شمس الصباح وأشرقت فإنّ قلوبنا لن تشرق ما دمنا لا نملأها بالأمل والرضا

 ولن نتذوّق الفرح والحياة إن لم نحافظ على شمس قلبنا متوهجة دافئة. قال خليل مطران /

طلعت طلوع الشمس بالنور والندى

    فلا زلت شمس البر يا ربة الندى

وقد تحرم الشمس العفاة شعاعها

   ولم تحرميهم منك في حالة يدا

لمقدمك الميمون مصر تهللت

         وجناتها افترت وبلبلها شدا

أرى بسمات للقاء تألقت

   على كل وجهٍ كان بالبعد مكمدا

واسمع في الآفاق من كل جانبٍ

وأناشيد بشرى في النفوس لها صدى

وأتى الصباح وافترشت الشمس قلب السـماء وأدلت بجدائلها الذهبية خيوط أمل تثنت على زجاج نوافذنا بغـرور تغـمز للأحلام بطرفها وتنقش حـروفاً يتلألأ نورها هـنا وهناك . قال ابن الخلوف /

كَأنَّ شُعَاعَ الشَّمْس عِنْدَ طلُوعهَا

 فُصُوصُ يوَاقيتٍ بِجَزْعٍ تَنَضَّدَتْ

أو التبرُ وَشَّى اللاَّزَوَْدَ بِذَوْبِهِ

  أو النارُ فِي أطْرَافِ فَحْمٍ تَوَقَّدَتْ

وقال جميل صدقي الزهاوي /

الشمس أجمل شيء

             رأَيته في الطَبيعه

تَسعى وما غير دفع

                من الأثير ذريعه

والأرض للشمس في سع

               بها الحَثيث تبيعه

فيها الكواكب تبدو

            على شكولٍ بديعه

وَما الكواكب فيها

            إلا شموس رفيعه

تَعنو لشرعة دفع

        أحكم بها من شريعه

تلكم عوالم يجرين

َ            في سماء وسيعه

 

المشـاهدات 284   تاريخ الإضافـة 06/06/2023   رقم المحتوى 22915
أضف تقييـم