** اعتاد معظم السياسيين المتصدين لمحاربة الفساد الاكثار من التركيز على الجوانب التشخيصية النقدية التي تشير وتحدد الاخطاء ومواطن الفساد وتنتقدها بشدة وتسهب في التصريح عنها امام وسائل الاعلام وعلى منصات المؤتمرات الصحفية لكن من دون قدرة على القصاص من المفسدين وانزال العقاب العادل لهم.مهمة محاربة الفساد الاحادية التي استساغها السياسيون لانها تضعهم في الواجهات الترويجية من دون عناء يذكر او ردود افعال ساخطة ، لوقوفها عند حدود الكشف واستعراض العضلات الوهمي لمن يبتغي تسويق نفسه انتخابيا او سياسيا وهي وسيلة افتضح امر من يعتمدها للوصول الى غاياته على حساب المصلحة الوطنية .

** في برنامج تلفزيوني صباحي عرضته احدى القنوات الفضائية كان صراخ المواطنين وشكواهم من الظلم الذي يتعرضون اليه مسموعاً وموجعاً ، حيث يعرض مقدم البرنامج مشكلتهم المتضمنة ملاحقة الاجهزة الامنية والرقابية لهم ومنعهم من تشييد دور لهم على اراض زراعية اشتروها بعد ان قام المالك بتقسيمها وتوزيعها الى مساحات صغيرة وسجل سند الملكية للعشرات في سند واحد ، وبذلك يعتقد المواطن ان هذا الاجراء يتيح له التصرف بتشييد دارٍ يأويه وعائلته بعد ان باتت أزمة السكن تشكل عاملاً ضاغطاً على العائلة العراقية دون حلول ناجعة تقدمها الدولة ومؤسساتها وهنا تبدو مطالبات المواطن محقة بل ومقبولة.

ان اشراك اكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع وقطاعاته التي تشكل الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني الخزين الصحيح الذي يرفد أية عملية سياسية مقبلة على ان تدرك هذه الشرائح أهمية دورها وضرورة مشاركتها في العملية السياسية وليس من اجل الترف بل للقيام بدور وطني صادق يؤدي الى التغيير .