اتسعت بغداد خلال نصف القرن الماضي بشكل متسارع وامتدت احياؤها الى مسافات جغرافية بعيدة من كل صوب ولغاية سقوط النظام السابق ودخول القوات المحتلة الى البلاد التي تزامنت معها عمليات التخريب والتجاوزات وانتشار العشوائيات وراحت تحاصر تصاميم الاحياء السكنية وتعبث بالبنى التحتية وتفتك بالخدمات الحضرية .. وبرغم مرور اكثر من عشرين عاما على السقوط وتغيير النظام لم تحقق امانة العاصمة أي انجاز حقيقي وملموس يستهدف عودة الحياة للاحياء السكنية المهملة برغم الجهود المبذولة والتخصيصات المالية الكبيرة من خلال بلدياتها (التسع) التي تتمتع بذات المعدات والكوادر والموازنات السنوية ..

الا ان الملاحظ ان التغيير شمل عددا من الاحياء (المحظوظة ) العائدة الى بلديات محدودة دون غيرها حيث تجاوزت بخدماتها وانجازاتها وحركتها اليومية الدؤوبة ولمساتها التطويرية حدود ما أنجزته البلديات الأخرى .. وهذا يعود بالتأكيد الى كفاءة ونزاهة ومتابعة المدير العام والعاملين معه وحركتهم الميدانية المتواصلة .. وكان على امانة بغداد وامينها بالذات ان يجتث المسؤولين الكسالى وغير الكفوئين ويستبدلهم بنماذج كفوءة قادرة على مواصلة الأداء والتغيير ..

وقد حفزتني للعودة الى هذا الموضوع الذي تحدثنا فيه كثيرا ( تغريدة) بعث بها عبر (الواتساب ) الزميل المثابر والمتابع الكفوء عدنان سلمان قال فيها ( نحن نعرف ان المؤسسات العامة العائدة الى امانة بغداد عليها مسؤوليات كبيرة ويومية وان يكون عملها واداؤها متواصلا وعادلا بين الاحياء الواقعة ضمن رقعتها الجغرافية .. الا ان الواقع ـ كما يبدو ـ يشير الى عكس ذلك .. فقد شاهدت عبر احدى القنوات الإخبارية الخدمات البلدية المقدمة الى منطقة الاعظمية حيث الشوارع النظيفة والأداء المتميز والمتواصل من قبل الأجهزة الخدمية ورش الشوارع صباح كل يوم ورفع النفايات في مواعيدها وادامة الازقة والارصفة والتشجير ..

ورجائي من امانة بغداد ان تكون خدماتها وانجازاتها عادلة بين جميع الاحياء والمناطق السكنية ومتساوية لا ان تكون بانتقائية تشمئز منها النفوس وتكون عرضه للانتقاد .. ورحم الله من عمل عملاً واتقنه )

وهذا ما وددت طرحه امام كل مدير بلدية من البلديات العائدة الى امانة بغداد ، لانهم جميعا يمتلكون ذات الإمكانات والتخصيصات المالية والكوادر الفنية والخدمية والاليات الا ان بعضهم يفتقر الى الكفاءة والنزاهة والحرص على متابعة الأجهزة العائدة له ومحاسبة المقصرين في أدائهم .. وعلى امانة بغداد والأمين بشكل خاص تقع مسؤولية المتابعة والمحاسبة وإزالة غير الكفوئين واختيار النماذج القادرة على ان تجعل بغداد ( اجمل وانظف واحلى ) في عموم البلديات العائدة الى امانة بغداد ..