السبت 2024/7/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 41.95 مئويـة
أزمة جدلية هل الأدب في خدمة الصحافة وأيهما يبسط نفوذه على الآخر؟
أزمة جدلية هل الأدب في خدمة الصحافة وأيهما يبسط نفوذه على الآخر؟
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

استطلاع/ علي صحن عبد العزيز

عبر تلمس مواضع الاهتزاز بين الأدب والصحافة فإننا نضع أيدينا على الخلافات بينهما على صحافتنا اليومية والاسبوعية من جهة ، ومما تتطلبه المرحلة الحركة الثقافية بالقدر الذي تعزز وجودها من جهة أخرى،

 لكن علينا قبل كل شيء أن نحاذر من الوقوع في شرك التعميم إذ لا بد -بادئ ذي بدء- أن نستثني بعض الصحف والمجلات التي استطاعت أن تجعل من الصحافة والأدب رسالة توعوية وإبداعية واحدة لا تقبل التجزئة أو المهادنة ، ومن هنا نستشف

لابد من فتح باب حوار دائم بين الأديب والصحفي على مائدة هذا الاستطلاع الثقافي المشترك بإحداث نقلة نوعيَّة تنصف الأدب وتحفظ للصحافة دورها الذي تضطلع به في عصر انفجار الثقافة وفيضان الإعلام.

(جريدة الدستور) توجهت إلى نخبة من الشعراء والأدباء والأديبات والمثقفين بشرائحهم المختلفة وطرحت عليهم هذا التساؤل : هل الأدب في خدمة الصحافة وأيهمايبسط نفوذه على الآخر، وكانت هذه الآراء الواردة.

ديمومة العمل الابداعي

د. سعد ياسين يوسف/ باحث أكاديمي : منذ عصور ما قبل الإسلام بجلت القبائل العربية الشعراء واحتفت بولادتهم لما كانت ترى فيهم من قيمة اعتبارية للقبيلة العربية تتمثل بذكر محاسنها ومكارمها والتفاخر بنسبها وتوثيق وقائعها وهذا يُظهر لنا الوظيفة الإعلامية للشاعر آنذاك ، وحينما ظهرت الصحافة كفن ورقي كان الأدباء بشكل عام والشعراء بشكل خاص هم أول من استقطبتهم الصحافة للكتابة فيها كمخبرين ومحررين وكتاب عمود وتحقيقات وهذا يعني أن الصحافة قد اتكأت على الأدباء منذ بزوغ فجرها ، وليس العكس ولكن الأكثر من ذلك أن الكثيرين من الأدباء الذين سرقتهم الصحافة فقدوا تفوقهم الإبداعي الأدبي ، وذلك لأن العمل الصحفي اليومي يستهلك الأديب ويسرقه من إبداعه وبهذا تتآكل أدواته في ديمومة الإبداع الأدبي لديه ، وهناك الكثيرين من تنبهوا وآثروا الإنحياز إلى الأدب والهروب من دائرة الصحافة حتى لو عانوا من شظف العيش وصعوباته ،ولكن مما يجب ذكره ولكي نكون على جادة الصواب هنا إن الصحافة أسهمت بالتعريف بالأدباء وبمنجزهم الإبداعي ومنحتهم مساحات واسعة وكانت حلقة وصل بينهم وبين جمهورهم وهذا ما يعيد كفة الميزان إلى التوازن وتبادل المنفعة ، وبهذا تبقى الصحافة ويبقى الأدب يسيران بخطين متوازيين يضيء كل منهما الدرب للآخر.

روافد متعددة

د. علي لعيبي/ رئيس مجلس وتحرير مجلة الآداب والفنون العراقية الورقية: ليس هناك ازمة جدلية بين بين الادب و الصحافة وكل واحد يكمل الاخر ، وكلامها فرع من فروع الثقافة الكبيرة ، بل بالعكس الصحافة تروح الادب الحر الصافي النقي ، والأدب يملئ الصحافة بالمواد الدسمة المهمة التي تنفع القراء ، الادب يحتاج الصحافة و الصحافة نحتاج الادب ، وخاصة يكونوا روافد مفيدة في الطرح والنشر وكلاهما محرض للتغير الايجابي وكذلك السلبي ، ولذلك لاخلاف جدلي اطلاقا بينهما.

انبثاق الأجيال

د. غزاي درع الطائي/ شاعر وكاتب: لا يختلف اثنان في أن الصحافة مصانع كبيرة لأقلام الأدباء والكتاب والصحفيين، ومساحات مضيئة لنشر الإبداع الفكري الأدبي والثقافي والعلمي والمجتمعي، وعلى صفحات الصحف والمجلات المختلفة (اليومية والأسبوعية والفصلية، العامة والجامعة أو المتخصصة) جرى ذلك اللقاء الجميل والعناق الراقي بين قامات رجال الصحافة وقامات رجال الأدب، والذي كان له الفضل في نقل الجَمال والأدب والثقافة إلى القراء وإشاعته بينهم، وإنارة شوارع الإبداع بمختلف أنواعه بأشكال متنوعة وجاذبة وساحرة من أشكال الإنارة والإضاءة، وهذا يجرُّنا إلى الإعتراف بالسحر الذي تحمله وتنشره الصحافة بين الكتاب والقراء على حد سواء، ومما هو معروف أن الدواوين الشعرية والمجاميع القصصية والروايات والمقالات النقدية، قبل أن تتحوَّل إلى كتب، كانت قد نُشرت تباعا وفي أوقات مختلفة في الصحف، وحصدت آلاف القراء في أثناء نشرها، وكان المحتوى الأدبي والثقافي بشكل عام عمودًا مهما من الأعمدة التي قامت عليها الصحافة وأصبحت تقليدًا معروفًا فيها وجزء أساسيًا منها، ولا يستطيع أي أديب أن ينكر فضل الصحافة على الأدباء، فقد نشرت نصوصهم الأدبية الإبداعية وأخبارهم الأدبية، ونشرت الحوارات الجادة معهم، وساعدت على انبثاق أجيالهم الأدبية المختلفة، وأسهمت في نشر النصوص النقدية والتعريف بالمدارس النقدية المختلفة، وكانت الصفحات الثقافية ومازالت مساحات للحوار الجاد والتفاعل الحقيقي بين الأدباء والنقاد والقراء، وفي الجانب الآخر نجد أن الأدباء أسهموا كل حسب موهبته ومقدرته الكتابية وبطرق شتى في المشاركة في صنع المحتوى الأدبي والثقافي فضلا عن المحتوى العام، عبر لغتهم الناصعة ومقدرتهم على كسب القراء ولفت انتباههم والتعبير عن أفكارهم وآرائهم، فتحية عاطرة مباركة طيبة للصحافة، ومثلها للأدباء والكتاب والصحفيين.

تعزيز الوعي الثقافي

د. رسالة الحسن : العلاقة بين الأدب والصحافة تعتمد على السياق والغرض، فالأدب قد يستخدم في خدمة الصحافة من خلال توظيف الأساليب الأدبية لجذب القراء وتوضيح الأفكار، وعلى العكس قد يستخدم الصحافة لنقل القصص الأدبية والتعبير عنها. ويعتمد التأثير والنفوذ على جودة التنفيذ والتوجه الذي يتبعه كل منهما.فالأدب والصحافة يمكن أن يختلفا في الأسلوب، والغرض، والتركيز ، فالأدب غالبًا ما يسعى للتعبير الفني والعميق عن الأفكار والمشاعر، بينما تهدف الصحافة إلى نقل الأخبار وتوضيح القضايا الجارية بشكل مباشر وواضح. لكن في بعض الأحيان يتداخل الاثنان، حيث يمكن أن تتضمن الصحافة عناصر أدبية، ويمكن للأدب أن يتناول قضايا يومية وتاريخية وفي المرحلة الحالية، تعزز الحركة الثقافية وجود كل من الأدب والصحافة بأشكالهما المختلفة، حيث يساهم كل منهما في تشكيل وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي للمجتمع ، واخيرا نقول يمكن استخدم الصحافة والأدب للتأثير على القراء وتحفيزهم لأتخاذ إجراءات إيجابية وتقديم رسائل تلهم التغيير والتحسين من خلال مزج الإبداع بالمعلومات الدقيقة والتحليل الشامل، يمكن أن تصبح الصحافة والأدب رسالة توعوية فعالة وملهمة للقراء.

نضوج علائقي

سعدي عبد الكريم/ناقد : بالرغم من قِدمِ الأدب على الصحافة ضمن آليات المشغل التدوّيني، لكن عملية تتويج هذه العلاقة الوطيدة جاء على ضوء الحاجة التكميلة بينهما، فمنذ القرن التاسع عشر، والصحافة تقوم بدور الناشر للأدب بكل اجناسه بدايةً من الشعر، ومرورا بالرواية، وانتهاءً بالقصة، ويمكن لنا القول من وجهة نظرنا النقدية، بأن العلاقة المثلى بين (الأديب والصحفي) لم تأتي من فراغ، فالكثير من الأدباء عملوا في الصحافة، والعديد من الصحفيين كتبوا في انواع الأدب، ونعتقد بأن هذا النضوج العلائقي بينهما، جاء ليكون شافعًا في تطوير هذه العلاقة بأبهى صورها، وأجمل حالاتها ، وأرقى تدفقاتها الأشتغالية.

توظيف الأسلوب الأدبي

منور ملا حسون / أديبة وصحفية : الأدب قديم كما ورد في الأساطير والملاحم ، أما الصحافة فقد نشأت على أيدي الرواد من الأدباء والنقاد ، وتتجلى الحرية الشخصية في أسلوب الأديب من حيث الوقت الذي يستغرق لكتابة قصيدة أو رواية ، أماالمسافة الزمنية للصحفي فهي قصيرة ليرفد الجريدة أو المجلة بالمحتوى الصحفي الموثوق ، ومهما يكن لا يمكن عزل الصحافة عن الأدب ، فإن كان توظيف الأسلوب الأدبي في المقال الصحفي واجباً ، يقابله أستفادة الأديب من خبرة العمل الصحفي في تحسين أسلوبه وتطوير لغته وتجربته الأدبية ، وخير مثال على ذلك فقد ترأست تحرير ثلاثة إصدارات صحفية ، مارست خلالها الأدب والصحافة وبعطاء ٍلا ينضب.

ترويج النشر

حسن الموسوي/ روائي وناقد: الصحافة

والأدب وجهان لعملة واحدة ، ومما لا شك فيه أن الأدب هو هوية الدولة ، فبالأدب نتعرف على البلدان من هويتها إلى نظامها السياسي مرورًا بعاداتها وتقاليدها ، وتلعب الصحافة دورًا رئيسيًا في الترويج لكل الأجناس الأدبية من خلال النشر ، أما بالنسبة للصحافة ، فالصحفي الأديب يكون أكثر قدرة على التعامل مع المادة الصحفية ويمتلك أدوات كثيرة تساعده على أنجاز عمله في الصحافة .

و عليه فإن الصحافة والأدب وجهان لعملة واحدة ، وتعتبر الكتابة هي العامل المشترك بين الصحافة والأدب ، وترتفع جمالية الكتابة كلما كان المتصدي لها بارعًا سواء كان صحفيًا أو أديبًا.

وسائل انتشار

براء الجميلي/ شاعر : الصحافة نافذة من النوافذ التي يُطلُّ منها الأدب الرصين على الناس، والأدب هو الأساس المتين الذي تقوم عليه الصحافة الرصينة فكلاهما جسد وروح لا يفترقان فلا تستطيع أن نغلب أحدهما الآخر، إلا إذا قلنا أن الأدب لا يحتاج بالضرورة للصحافة لينتشر فله وسائل انتشار أخرى بينما الصحافة لا بد لها من قلم أدبي يرص مقالاتها وأخبارها لتصل بأبهى حلة إلى القارئ.

علاقة تكاملية

حسين عجيل الساعدي/ باحث وناقد: الصحافة تشكل المساحة الشاسعة ومتنوعة من الحركة الثقافية، اما الاديب يمثل جزئية في هذه المساحة، والعلاقة ما بين الأدب والصحافة علاقة تكاملية، فطالما ساهم الأدب في انتشار الصحف، من خلال نشر القصص والمقالات الأدبية والفنية بينما ساهمت الصحف بدورها في دعم الساحة الثقافية. فالصحافة هي البوابة التي ينفذ منها الأديب عبر نشر نصوصه الإبداعية والحوارات، لأن الصحافة تعنى بالواقع، أما الأدب يجد من خلال ما توفره الصحافة مادة تثير مخيلة الاديب والأساليب الأدبية ، فهنالك كثيرون مروا من خلال الصحافة نحو الأدب وكثيرون عبروا من الأدب إلى الصحافة.

مواهب إعلامية

يوسف المحمداوي/ شاعر وإعلامي : العلاقة   الجدلية ما بين الصحافة والأدب لم تكن وليدة اليوم، فقد اثارها عميد الادب العربي طه حسين بمقولته الشهيرة" الصحافة مفسدة للادب" لكن بشأن سؤالكم لمن الكفة تميل اليوم في عالم الصحافة للاديب ام الصحفي، بالتأكيد انها تميل للاديب بعد ان فرضت عليه مقتضيات الحاجة المادية الهجرة من عالم الادب للصحافة، مع فقدان الصحافة لرموزها وعدم وجود مواهب اعلامية يمكن الركون اليها كبديل لتلك الرموز، وهذا ما جعل الاديب هو الحاكم الشرعي للصحافة العراقية ومثال ذلك الروائي والقاص حسن العاني سيطر على العمود والريبورتاج الصحفي والامر ينطبق على الاديب باسم عبد الحميد حمودي، واغلب مجلاتنا وصحفنا اصبحت ادارات تحريرها من قبل ادباء ( الشاعر عبد الزهرة زكي، الشاعر شوقي عبد الامير، الشاعر حميد قاسم، الشاعر جمعة الحلفي، الشاعر علي الفواز، الشاعر فالح حسون الدراجي، الشاعر أحمد عبد الحسين، الروائي زهير الجزائري، وأسماء أخرى).

وجود بدائل منتشرة

خالد الباشق/ شاعر : رجوعًا بالتاريخ فإن الأدب أقدم من الصحافة وجوداً، لكن بولادة الصحافة أصبحت الأم للأدب حيث تبنّت الصحافة خدمة الأدب بكل ألوانه واستخدمت كل مقوماتها لنشر الأدب وتوثيقه ، ومن اسمها فإنَّ الصحافة هي الصحف الورقية التي كانت الناقل الوحيد الرسمي ، فأصبحت وسيلة لنقل الأدب الى المتلقي قبل وجود الوسائل المسموعة ثم المرئية ثم وسائل التواصل الاجتماعي ،فلا جدال في أن الصحافة خدمت الأدب ، وأدّت رسالتها بشكل كبير ، لذا وجب شكرها من كل اصناف الادب واليوم هي تعاني عزوف كبير بسبب وجود البديل المنتشر والأسهل ، لكن لن يستطيع أحد نكران موقفها لأجيال سبقت.

أختلاف الأدوات

عبد الرسول محسن/ شاعر : ظلت العلاقة بين الصحافة والأدب مثار نقاشات بين الذين ارتادو المجالين او من كانت بداياتهم الادبية من  روائيين وشعراء من خلال العمل في الصحافة ، وتأخذ تلك النقاشات شكل تساؤلات مثل هل تخدم الصحافة الأدب أم العكس ، والواقع هناك الكثير من التشابه والتداخل بين المجالين الامر الذي يدفع الكثير من الأدباء إلى اختيار مهنة الصحافة بل إن البعض من الروائيين  والمبدعين في مجال موهبتهم من برزو من خلال عملهم بالصحافة بأعتبارها مهنة الكتابة وأن أختلفت الأدوات والاساليب ، وهناك الكم الكثير من الأدباء الذين عملوا في الصحافة ، ونشير هنا للكاتب (غارسيا ماركيز) كنموذج للصحفي والاديب حيث حملت رواياته عناوين صحفية كدليل على تأثير تجربة العمل الصحفي على موهبته ، وأخيرا نقول هناك تشابه وتداخل بين العمل الصحفي والأدبي رغم اختلاف الأساليب وكلاهما يكمل الآخر بطرقه الخاصة ولغاية تصب في صالح الجميع.

تراجع خطير

محمد نوار/ كاتب وإعلامي: العلاقة بين الأدب والصحافة قديمة ، حيث كلاهما يكمّل الآخر وهذه العلاقة بالأمس كانت اوضح منها اليوم، لدخول منافس كبير  عليها هو  "السوشيال ميديا" ، غيّر الوضع لذلك تراجعت هذه المسألة الى حد كبير في السابق كانت صحف سبب انتشارها وجود ادباء ينشرون ابداعهم على صفحاتها وكانت القراءة بشكل عام  والادب بشكل خاص رافد مهم ينافس الصورة في التلفزيون أو السينما ,ثم إن الصحافة خدمت الادب ولكن الأخير هو الذي جعل صحيفة  مميزة وتختلف عن أخريات ، ولكن ليس كل ما ينشر في الصحف ذو قيمة كبيرة وليست كل الفنون تصلح للنشر لأن هنالك مساحة محدودة في الصحف ،فكثير من الاحيان يرفض محرر الصفحة الثقافية المادة المرسلة إليه للنشر بسبب حجم المادة وليس القيمة الأبداعية للمادة ، ولا نسى المجاملة في الاعلام أو الصحافة على حساب النص الابداعي وحتى في بعض الاحايين جهل المحرر أو توجه رئاسة التحرير والتي تمثل الجهة الممول للصحيفة لأنها تتبنى خطابًا ذو ايديولوجية معينة فهي لا تسمح بنشر نصًا يخالف ايديولوجيتها الفكرية او السياسية أو الدينية وهذا مما لا يخفى على أحد ولكل متابع للوسط الثقافي.

المشـاهدات 154   تاريخ الإضافـة 21/05/2024   رقم المحتوى 46250
أضف تقييـم