رجاء فرج

تعيش المجتمعات حالة التطور في الذوق والتواصل الفعال بين مكوناتها من خلال تطور الفنون فيها وهذا ما اكد عليه فلاسفة الجمال من اليونان الى وقتنا الحاضر ،ولأن المسرح يعيش في الهنا والأن،نجد فيه التأثير المتبادل بين خشبة المسرح والجمهوروهذا ما تلمسناه في قلب العاصمة الأردنية عمان وعلى المسرح الثقافي الملكي الذي ضم مهرجان المسرح المدرسي العربي حيث انطلقت فعاليات المهرجان محتفية بالابداع والروح التربويه التي تسعى لتعزيز الثقافة والفنون  بين جيل الغد تحت شعار "من هنا تبدأ الحكاية" تحت رعاية معالي وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عزمي محافظة ،  وبأشراف الاستاذ واصف محمد الدلالعة مسؤول النشاط المسرحي ومسؤول المهرجان والدكتور عيسى الجراح من اللجنة التنفيذية تجمعت دول عربية في هذا الحدث الفريد لتقديم عروض مسرحية مدرسية تناولت موضوعات تربوية متنوعة  فكانت لكل  مشاركة طابع خاص وعرض مسرحي متميز يختلف عن باقي العروض بموضوعاته مما زاد من جمالية المهرجان والعروض.

ومن فعاليات المهرجان المصاحبة للعروض المسرحية ،المؤتمر المسرحي بعنوان (المسرح المدرسي وأثره التعليمي والتربوي) ومن المشاركين في المؤتمر الفنانة القديرة جوليت عواد من الأردن وتحدثت عن مسرحة المناهج واثرها التعليمي والتربوي ،والاستاذة لينا التل من الأردن وتحدثت عن المسرح المدرسي منهاج يدرس في المدارس وأثره التربوي والتعليمي ،ومن العراق الدكتور بشار عليوي وتحدث عن أثر المسرح المدرسي كمؤسسة أجتماعية وقد ابدع في طرح الموضوع ،أما المخرج ادريس النبهاني من سلطنة عمان فكان موضوعه المسرح المدرسي نشاط يمارس داخل المدرسة واثره التعليمي ،،وقد كان مؤتمر ناجح ناقش مشاكل المسرح المدرسي وتقديم الحلول بالقدر المستطاع…

وايضاً من الفعاليات الأخرى في المهرجان الورشة المسرحية التدريبية بعنوان (فن الالقاء المسرحي) والمشاركون في الورشة هم الدكتور محمد الجراح والمخرج اشرف عقل من الوفد القطري .

أما العروض المسرحية فقد شاركت مجموعة من البلدان مثل قطر وعرضها المسرحي (سوف نبقى هنا)وسلطنة عمان وعرضها المسرحي (أصابع جميل) والمملكة الأردنية الهاشمية وعرضها(بهلول في عمون) أما الوفد العراقي فكان المشرف العام  الأستاذ محمد إبراهيم عبودي الذي تابع باهتمام مشاركة الوفد العراقي في المهرجان والمشرف الفني الأستاذ رحيم ناصر الموسوي، ود.بشار عليوي،المشرف الفني أستاذ مصطفى جاسم والمعلمة رجاء فرج، وابطال كادر العرض    (مطبخ أخر الليل)هي عرض مسرحي عراقي تفاعل معه الجمهور لانه امتلك خطابا فكريا وجماليا يحقق الاتصال مع الكبار والصغار على حد سواء وهذا الابداع كان من  تأليف  عمار سيف وأخرجه هيثم الرفيعي وساعد في الاخراج د.حيدر مجهول  اما التمثيل فكان من قبل التلميذين زيد احمد ومهدي صباح اللذان تقاسما جائزة أفضل تمثيل في المهرجان.،، والممثل علي عدنان بدور البراد ..

انطلقت فكرة النص من فكرة التغذية الضروزية لبناء جسم الطفل ، بشرط عدم الافراط في الجوع او التخمة ، كلاهما له اثر سلبي على مزاج الطفل وتفاعله مع محيطه .

ما يميز هذا العرض الجانب الفني من حيث الرؤية الاخراجية، اذ اعتمد المخرج والمؤلف على انسنة الأشياء ، اذ نجد البراد يتكلم بهدف نصيحة الأطفال ان يتعاملوا مع الطعام بحسب حاجتهم اليه . كذلك نجد القدر عامل تحفيز للطفل وشراهة الاكل ، كل هدا ظهر بأداء لافت من كلا التلميذين ء(زيد ) و (مهدي) فضلا عن الصورة المشهدية التي ظهرت رشيقة من دون ثرثرة بصرية . جعلت الممثلين يتفاعلون معها ، بالمواقف المضحكة التي تفاعل معها الجمهور . وخاصة تلك الالفاظ من اللهجة العراقية .

خلاصة العرض الطفل وهو يشكي ما ألم به من جوع الى القدر الذي يستهزأ من كثرة تناولة للطعام كل يوم وكذلك البراد الذي يحاول ان يبين سلبيات الأكل المفرط وما يسببه من امراض للقلب والجسم حيث تعامل المخرج والمؤلف على مسرحة الأشياء أي إعطاء صفة بشرية للأشياء المادية فالبراد يتكلم وكذلك القدر وهذا ما نسميه بانسنة الأشياء …

مبارك للتلميذين زيد ومهدي فوزهما بجائزة افضل ممثل .

 مبارك للعراق هذا الابداع والتألق .