السبت 2024/10/12 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
غيوم متفرقة
بغداد 21.95 مئويـة
لماذا نتجاهل الحكومات العراقية عظمة بابل؟؟!
لماذا نتجاهل الحكومات العراقية عظمة بابل؟؟!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب د. حسين الأنصاري
النـص :

كلما اسافر لبلد أوربي يكون ضمن برنامجي لأية مدينة أزورها  معرفة ابرز معالمها وحين  أقوم بزيارة تلك الأماكن  يصادف  ان أتعرف او التقي بمثقف او  أكاديمي او فنان  او باحث  او كاتب في الرواية او التإريخ والحضارة  فيدور بيننا الحوار وحين يسألني من اين انت  اجيب أنا من بلاد  ما بين النهرين أنا من  بلد اسمه العراق وحين لم يسمع الصوت جيدا  يقول are you from Iran  فاضطر ان اقول له  No I am from Babylon  هنا يفاجأ ويعيد كلمة Babylon لانها  كلمة لها عمق وصدى  على مر العصور  فهي تحمل  إرثا حضاريا انسانيا منذ 1798 قبل الميلاد وحتى اليوم  فما حققته  بابل من منجزات حضارية وانسانية  جعلتها تصنف  كواحدة من اعظم الحضارات البشرية . فهي  حققت إنجازات ذات شأن في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى إلى جانب العمارة التي برزت في بناء المعابد الفخمة والزقوزات  وغيرها وكذلك  في الزراعة وابداع طرق الري  ولعل جانب القانون  وما حملته مسلة ملكها حمورابي الذي بلغت بابل في عهده أوج عظمتها  وهو الذي  اصدر  قوانين سميت بشريعة حمورابي والتي تتكون من 282 قانونا

 دونت تحت عناوين رئيسية مثل التجارة والأسرة والعمل والعقارات، والهدف منها هو تنظيم العلاقات وتحديد الحقوق وإرساء قواعد العدل بين أفراد الشعب ، هذه القوانين وهذه الحضارة اصبحت اليوم مادة  اساسية تدرس في معظم جامعات العالم وهي ركيزة أساسية. لتطور القوانين والحضارات الإنسانية التي يشار لها  وتعتبر احدى  حضارات الدنيا  التي لا تزال آثارها شاخصة حتى يومنا هذا،  والكثير من الناس في انحاء العالم يرغبون زيارة هذا الصرح الحضاري العظيم ، لكن لو تأملنا  مدينة بابل الأثرية اليوم ماذا تعكس لنا صورتها الحالية وهل ترتقي بما فيها من مرافق وخدمات إلى مستوى يتوافق مع عظمتها التأريخية ؟، بالتأكيد لا والف لا وانا زرتها قبل مدة قصيرة ووجدتها مدينة تاريخية مهملة  في حين يمكن ان تكون واحدة من اهم المعالم  التاريخية التي تجتذب ملايين السواح من انحاء المعمورة وتصبح رافدا اقتصاديا كبيرا للبلد. فيما لو تم اعادة النظر بها ووضع خطة تطويرية شاملة لأرجاء المكان تشتمل على اقامة متحف خاص للمدينة القديمة وبناء مرافق  سياحية ومكتبات  وفنادق وإقامة أسواق  وطرق وإنجاز برامج  إعلامية  وفنية متقدمة تتماشى والتطور التقني والاتصالي الحديث إلى جانب توفير مرشدين سياحين وتسهيل زيارة الوفود والباحثين والطلبة الدارسين من مختلف جامعات العالم  ،  كل هذا سيجعل من مدينة بآبل واحدة من اعظم المناطق السياحية في العالم  وهي القبلة الاولى التي تنافس اعرق المدن التأريخية  والمتاحف العالمية  وتكون رافدا اقتصاديا هائلا يدعم موارد العراق وينوع ثروته التي ما تزال تعتمد على مصدر واحد  هو  البترول المهدد بحلول الطاقات البديلة ، فهل ينتبه اصحاب الشأن بما يمتلكه العراق من ثروات غير مستثمرة وهل سنستفيد من تجارب  الشعوب وأصحاب الحضارات كالاغريقية والفرعونيّة والفينيقية التي تسبقهم في الوجود والعطاء حضارتنا البابلية لكن للأسف لم تولي حكوماتنا وعلى على الزمن  اهتماما حقيقيا ولم تقم وزنا  يتناسب مع عظمة هذا الإرث الحضاري الإنساني العظيم .

المشـاهدات 57   تاريخ الإضافـة 06/09/2024   رقم المحتوى 52821
أضف تقييـم