الأربعاء 2025/5/7 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 20.95 مئويـة
نيوز بار
محمد الحسّان.. دبلوماسي أممي يجسّر المسافات ويكتب فصلاً جديداً في علاقات الأخوة والجوار
محمد الحسّان.. دبلوماسي أممي يجسّر المسافات ويكتب فصلاً جديداً في علاقات الأخوة والجوار
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب علي حسين الكعبي
النـص :

في عالم السياسة والدبلوماسية، تظهر بين الحين والآخر شخصيات استثنائية لا تكتفي بتأدية الواجب، بل تترك بصمة لا تُمحى في مسار العلاقات الدولية. من بين هذه الشخصيات يبرز اسم الدكتور محمد الحسّان، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، والذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يتحول إلى رمز للتهدئة واعادة الجسور بين بلدين شقيقين جمعتهما الجغرافيا وفرّق بينهما التاريخ، ثم أعادهما الحوار والعقل إلى الطريق المشترك: العراق والكويت.

 

بصمة دبلوماسية رفيعة المستوى

 

منذ وصوله إلى بغداد، حمل الدكتور محمد الحسّان على عاتقه مهمة ليست سهلة: تعزيز معايير بناء الثقة بين دول الجوار بالعراق، وبناء علاقات متوازنة قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادل. وكان الملف الكويتي واحداً من أهم وأعقد تلك الملفات، لما يحمله من تاريخ ثقيل، وتفاصيل إنسانية عالقة، ومصالح سياسية واقتصادية متداخلة.لكن الدكتور الحسّان، بحكمته وخبرته الدولية الطويلة، تعامل مع هذا الملف بمنتهى الحساسية والاحتراف، فبدأ بتحريك المياه الراكدة عبر قنوات الحوار المتعددة، ثم فتح الأبواب أمام لقاءات ثنائية برعاية أممية، هدفها ترسيخ التفاهم لا تسجيل النقاط.

 

حضور يُقدَّر.. ورسائل إيجابية متبادلة

 

الدكتور الحسان لم يك مجرد وسيط دبلوماسي، بل شريك نزيه يحظى باحترام الطرفين. فقد قدّرت الكويت جهوده في الدفع نحو طي صفحة الماضي، كما وجدت فيه بغداد داعماً حقيقياً لسيادتها واستقرارها الإقليمي، على الطريقة العمانية التي تقوم على قاعدة "لا ضرر ولا ضرار". وقد أثنى مسؤولون عراقيون وكويتيون على أدائه، معتبرين أن وجود شخصية مثل الحسان في هذا الموقع الحساس، ساهم في فتح آفاق جديدة للتعاون البنّاء، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل في المحيط الخليجي والعربي الأوسع.

 

نموذج للدبلوماسية الإيجابية

 

ما يميز الدكتور الحسّان هو أنه لا يسعى للظهور، بل للنتائج، ولا يرفع شعارات، بل يبني أرضية صلبة للتفاهم، وذلك ما جعل حضوره في الملف العراقي–الكويتي نقطة تحول مهمة، يُبنى عليها مستقبل أكثر إشراقاً في علاقات الجارين الشقيقين.في الوقت الذي يحتاج فيه العالم العربي إلى صوت الحكمة والتقارب، كان الدكتور الحسّان ذلك الصوت الأممي النزيه، الذي قرّب بين بغداد والكويت، لا بالمجاملات، بل بالخطوات العملية، وبإرادة صادقة في صناعة مستقبل مشترك.ولا ننسى مقولته "ان ما يجمع العراق والكويت اكبر بكثير، وهو كفيل، مع الوقت والنوايا الحسنة، بإزالة ترسبات الماضي وإعادة علاقات الحميمية التي كانت سائدة بين الشعبين الكويتي والعراقي". من هنا يمكن القول ان العراق والكويت اليوم هما أقرب إلى بعضهما اكثر من أي وقت مضى، وبفضل جهود أمثال الحسّان، فإن الأمل كبير في أن تكون صفحات الماضي المؤلم جسراً نحو تعاون مثمر، وسلام دائم، وتنمية شاملة، ولا شك ان كل ذلك لا يمكن ان يتحقق لولا دعم القيادات في العراق والكويت لمثل هكذا توجه ولطي صفحات الماضي، وهنا لابد ان نشير إلى مواقف دولة رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني الذي أوجد هذه المساحة لنقل العراق إلى محيط متحاور وآمن ومتعاون على كافة الأصعدة.

المشـاهدات 22   تاريخ الإضافـة 07/05/2025   رقم المحتوى 62616
أضف تقييـم