الثلاثاء 2025/7/1 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 32.95 مئويـة
نيوز بار
سيرة حياة
سيرة حياة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب سهاد رضا شهيد الموسوي
النـص :

 

 

في رحلتنا للسياحة في شمال العراق تنقلنا في مدينة حصنتها واحتضنتها الجبال كانت  كالاعشاب التي تزين الأرض بين الاشجارفكانت حافلتنا تسير والجبال حول جانبيها   كأنها تهيأت للاستقبال والاحتفاء  فكانت تستضيفنا في مصائفها المائية الجميلة حيث الشلالات الباردة  التي تنزل من أعالي القمم المغطاة بالعشب بالمياه التي كان منظرها وصوتها  وهي تسقط من الاعلى يطربنا ويشعرنا  بالفرح فاخذنا نتجول في المصائف ونسير في مياهها  العذبه التي كانت مرآة للحصاة التي تحتها بأشكالها المتفاوتة الحجم باحثين عن منبع تلك المياه إذ كنا لانراه بسبب  الاشجار  المتشابكة التي تغطي مجراها المتموج كنا نغترف المياه ونرمي بها  على بعضنا البعض ونتأرجح  عاليا فوق المياه بأغصان الاشجار المحيطه وثيابنا مبتله متناسين الوقت والتعب والهموم كان الجو غائم قليلا تتخلله نسمات هواء باردة إذ كانت رحلتنا في الخريف كانت اوقات لاتنمحي من الذاكرة لاسيما تلك التي  قضيناها في مصيف شلال شرانش حيث أخذت الأمطار بالهطول لوقت قصير فجلسنا  على المصطبات  تحت المظلات الكبيرة مع الآخرين المتحلقين تحتها حيث كانوا يستمتعون بالموسيقى والالحان التي كانت تدوي المكان ونستمتع بالدفأ واللذة بأكل الفول   ورقائق البطاطا  المتبل بأنواع البهارات والزيوت مستمتعين بأحاديثهم كنا نحرق الوقت متنقلين بين المصائف حيث نقضي النهار والمساء فيها عدا الساعة التي نمنحها للصلاة والغداء في إحدى المطاعم القريبة منها ونعود للفندق الذي تعاقدت معه الشركة التي كنا من منتسبي رحلتها في الساعة السادسة أو السابعة مساء للاستراحة والاستلقاء والنوم ليلا حيث كانت تتوقف الرحله كان بعض منتسبي الرحلة بعد الاستراحة القليلة في الفندق حتى في الليل يذهبون إلى أمسية غنائية في إحدى الكافيهات وبعد الأمسية يقضون وقتهم بالتسوق والتجول في شوارع المدينة . كانت صور امتداد السلاسل الجبلية والحافله تسير بنا تبرمج في مخيلتي أشرطة بعض ذكرياتي البسيطة ابتداءا من الطفولة  حيث فتحت عيني لأرى  جدتي تصطحبني إلى سوق الاسماك والقصابين الذي يقرب منزل جدي في الحبوبي مدينة الناصرية حيث الروائح والسكاكين المختلفة الحجم  وضوضاء العمل والباعة والمشترين  إلى طريق العودة إلى المنزل حيث  محلات المعجنات الشهية التي  كانت هيام وجنون الطفوله  لاسيما كعك التمر و الظفائر.  كانت بذرتي الاولى هي حياة المدينة  وبعد مرور خمسة أعوام  انتقل منزلنا إلى منطقة الاسكان الصناعي حيث كنا من اوائل النازلين فيها منطقة جميلة تحتوي مجمع سكني بسيط على شكل قطاعات على يمينها وشمالها ساحتان كبيرتان تحتوي كل منهما على مدرسة حيث سجلت  بعد أن بلغ عمري الستة أعوام  في إحدى المدرستين لأذهب صباحا الى المدرسة لأرى طبيعة بسيطة ساحرة لم أعهدها من قبل حيث المستنقعات والبحيرات الصغيرة التي يتجمع حولها طيور اللقلق  المهاجر ذوات الأرجل الطويلة كان منظرها كأفلام كارتون بحيرة البجع  كانت البحيرات كالمرايا بلون السماء تعكس صور  تلك الطيور  وفي المدرسة كنت  أرى ذلك الهدوء المنبعث من سكون الغربان التي كانت موجودة فوق جدران الساحة المحيطة بالمدرسة كانت مناظر جديدة علي كل ذلك يريح النفس ويشجعها ويبعثها على  حب الدراسة في تلك المدرسة فهدوء وجمال وروح الطبيعة كان يتناغم مع هدوء وجمال وروح تلك الحقائق العلمية التي كنا نتعلمها في المدرسة  كانت طبيعة خلابه حيث تمتعت برؤيت طيور لم أعهدها في حياة المدينة كنت أرى الهدهد والبوم لكن بقلة كنت أتأقلم مع كل الظروف والبيئات حتى ظروف الحرب في عام ١٩٩١ عشتها بتفاصيلها حيث أذكر في إحدى الليالي مر الصاروخ من فوق منزلنا فأصبح المنزل كالقارب في المياه يهتز من كل جوانبه وأصبحت السماء كالنهار من ضوء الصاروخ حيث وقع على المنازل  المقابلة لمنزلنا  وأذكر جثث ضحايا معارضة النظام حيث دفنت في الساحات القريبة لمنزلنا وظروف الحصار الجائر وحرب عام ٢٠٠٣ كل ذلك جعل مني فتاة قوية تتحمل المصاعب وطموحة  اعشق العلم وأهله فبعد أن انتهت الحرب الأخيرة تخرجت من الدراسة الإعدادية بمجموع الأول على الدفعة وتم قبولي في  كلية الآداب جامعة ذي قار  قسم القانون ولكن تحقيقا لرغبة الوالد حولت إلى قسم اللغة العربية ثم بعد مرور أربع سنوات تخرجت من القسم بالتسلسل  السادس على مجموع الدفعة ١٦٩ طالب  ثم بعد مرور أقل من سنة عينت في جامعة ذي قار التي كانت تقع بمحاذاة  نهر الفرات فكنت أستمتع بمنظر المياه فكتبت فيه يشعرني ماتعكسه المياه من ضوء أشعة الشمس بذلك الأمل والحنين الذي أستشفه حين النظر إلى محراب عينيك الا أنني افتقد لذلك ولكن لايعتريني اليأس والمولى يحتضن بطبيعته مايتفقده العبد من بريق امل تسري به المياه لتقذف به في ساحل ذلك القلب المنكسر فتجبر به مامزقته أنياب بلاء الدهر ليستعيد النور من جديد .   وكتبت  أيضا إن منظر القارب الحقيقي والمعكوس  والصياد الذي يقوده وهو يجري في المياه يذكرنا بالجهد والسعي الشريف  لإجدادنا ألماضين في قضاء حوائج الحياة ويذكرنا بما نراه اليوم من صخب وضوضاء لؤم البشر الذي أصبح يسعى لقضاء مصالحه باحثا عن الجاه والسلطة والمال دون أي جهد بالمزاحمة والأذية  على الرغم من كون الطبيعة سخرت لترينا كل يوم صور السلام فإن منظر سرب الحمام فوق سطوح المنازل الشعبية وأشجار السدر وهو يحلق بشكل دائري ينشر ويزف المحبة والتآخي والوئام كأنه بهذا الشكل الدائري يلبس الكون حلة وخاتم عرس السلام يذكرنا إننا في الأصل إخوة أبناء آدم الذي كان هبوطه من الجنة إلى الأرض ليس بسبب العصيان وانما وعد الهي سبق إني جاعلك في الأرض خليفة الرحمن فلا تعصوا الرب بالتعادي  فهذه الأرض بأشجار السدر ومن عليها من الخلق هي زينة ذلك العرس عرس الأنام  .إن الحياة المهنية لم تنسيني حلاوة ايام الدراسة فقد بت احن إليها وإلى أساتذتي على الرغم من كون بعضهم كان يذكرني بين الحين والآخر 

 

فيامن ذكرونا والقلب قبلهم ذاكر

 

لولا الحياء لكان تواصلي سابق

 

وبعد الجامعة  انتقلت إلى كلية الإعلام حيث نصبت مديرة قسم شؤون الطلبة ثم أكملت دراستي الماجستير في كلية الآداب جامعة ذي قار  ثم نصبت  مديرة شعبة الاحصاء في كلية الإعلام وكتبت عدة بحوث منها رسالة الماجستير علل التعبير القراني في سورة الأنعام وأثر الربط المعجمي في اتساق النص القرآني تفسير البحر المحيط انموذجا ثم أثر القرينة في التوجيه الدلالي تفسير الشيخ محمد الصادقي الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن  والسنة انموذجا.. وفي الوقت الحالي اعمل تدريسية في كلية الإعلام وأسأل من الله أن يسدد خطاي .

المشـاهدات 273   تاريخ الإضافـة 03/06/2025   رقم المحتوى 63671
أضف تقييـم