عالم فريد حيث الطبيعة البكر على سذاجتها بمياهها المترامية والاطراف وطيورها المتنوعة واسماكها الوفيرة ونباتاتها المتشابكة التي تعكس اروع المشاهد..الى عالم الأهوار الذي يمتد عبر محافظات العراق الجنوبية الثلاث ذيقار وميسان والبصرة وتدل اثار الحضارات القديمة على أن تكون الأهوار يعود الى عصور ماقبل السلالات العصرية السومرية حيث بدأت مياه الخليج العربي بالأنحسار نحو الجنوب مخلقة وراءها مناطق شاسعة من الاهوار بمحاذاة دجلة والفرات..أنسب الاوقات للقيام بجولات ممتعة في الاهوار هي شهر أذار ونيسان حيث يطيب الجو وتنتشر على صفحات مياهها شتى انواع النباتات المائية التي يزهو بعضها بالوان جذابة ويغطي القصب معظم مساحات الاهوار وقد يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار ثم البردي الذي يصل الى ثلاثة أمتار..وموسم الشتاء تقصد الاهوار اسراب لاحصر لها من الطيور المائية المختلفة الانواع ويفد معها هواة الصيد من كل مكان ليصطادوا بعضها منها بالبنادق او بالشباك.. والاهوار فوق ذلك بحيرة طبيعة لمعيشة الأسماك يصطادها الاهالي بالفالة وهي عصا طويلة تنتهي بكف حديدية ذات خمسة اصابع مدببة.. اوبالشباك..يعيش سكان الاهوار في بيوت مبنية من القصب على نحو هندسي بديع اقاموها على الاف الجزر لكل منها مدينة اوقرية..اهمها واشهرها الجبايش المدينة الواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات.وقد تحولت شوارع هذه المدينة الى قنوات وممار واصبح المشحوف اقارب صغير مصنوع من القصب ومطلي بالفار.. ويسلتهم الوحيدة للتنقل بين جزيرة وأخرى عبر المسالك المائية .وبعد ان ضاقت بهم الجزر الطبيعية ابتكروا لهم جزرا صناعية جزرا عائمة اقاموها طبقات من البردي والتراب وأسموها (جباشة).ومن المشاهد الحية في المنطقة مشهد زفاف العروس في مسيرة نهرية جميلة إذ تمر العروس بمشحوفها تحف بها مشاحيف المرافقين وسط زغاريد النسوة وهازيج الرجال..وفي السنوات الاخيرة انتشرت المدارس والمستوصفات الصحية في مناطق الاهوار المائية لتلبية متطلبات سكانها.ومن المخطط انشاء مجمع سياحي في هذه المنظمة السياحية الفريدة..وبالامكان الوصول إلى منطقة الاهوار عن طريقين: من مدينة الناصرية بالسيارة الى قضاء الجبايش (حوالي 100 كم) او بامكانك اذا كنت في مدينة البصرة.ان تصل إلى مناطق الاهوار من مدينة القرنة بواسطة الزوارق او بالطريق البري الذي يبلغ طوله حوالي 45 كم...هي منطلق السندباد البحري في رحلاته الممتعة لأرجاء العالم وزيارتك اليوم لهذه المدينة تذكرك بأهميتها التجارية عبر العصور..فهي ماتزال تشهد حركة نشيطة للنقل عبر شط العرب الذي يخترقها.. وهي أيضا ثغر العراق الموصل بالخليج العربي.وموطن النخيل بتموره الشهية والتي تحار فيما تختاره من انواعها المتعددة..البصرة مدينة اسلامية ذات ماض تليد عريق ماتزال الى يومنا هذا تتمتع بمنزلة مرموقة بموقعها الحيوي اسسها عتبة بن غزوان عام (16ه‍ /637 م) بأمر الخليفة عمر بن الخطاب.. وكان للبصرة شأن كبير اذ كانت مركزا اداريا من الولايات الأسلامية.. ومدينة بمثل هذه الأهمية كان لابد أن يتزايد السكن فيها إذ بلغ في عام (50 ه‍ /673م ) وفيها القنوات والنخيل في البصرة..ثلثمائة ألف نسمة..وقد بلغت أوج ازدهارها في العصر العباسي حيث كانت هي وضاحيتها الابلة مركز تجارة العرب البحرية التي بلغت الصين..كانت البصرة مركزا فكريا مهما حيث تحدثت كتب التاريخ عن مكتباتها العامة ومساجدها وقد انجنبت فطاحل العلماء والأدباء كالحسن البصري الذي ولد في العصر الأموي.. والحريري احد أئمة الادب وابن سيرين وأبن الجوزي وبالمثل عالم الفيزياء الحسن بن الهيثم (القرن 4ه‍ /10م) الذي خلف لنا نظريات واراء جليلة في علم البصريات والهندسة والفلك و الميكانيك اعتمدت عليها اوربا كثيرا..ولاهمية البصرة التاريخية فقد تم انشاء متحف ضم جميع العصور التاريخية..