الأحد 2025/7/27 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 49.95 مئويـة
نيوز بار
السيادة والمال ؟
السيادة والمال ؟
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.د. جهاد كاظم
النـص :

 

 

 

اختلفت وجهات نظر الناس حول المال والسيادة او السلطة، وكلاهما تثير شهوة النفوس وملذاتها،والكثير من تهاوى امام مغريات المال والسلطة، فمنهم من اشترى السلطة بالمال او أضاع السلطة او السيادة ركضا وراء المال، والقليل من وقف ضد مغريات المال والسلطة، لاسيما حينما يكون الامر متعلق بسيادة الدول وأمنها الوطني وخيراتها الوفيرة التي تشكل مصدر حياة الشعوب ورفاهيتها وتطلعها للعيش بسلام وامان، ومثل هؤلاء سواء كان حكام دول.. او واجهات اجتماعية معروفة ...،تركوا ارثا تاريخيا لا يقدر بثمن، وهو ارث الانتماء للوطن والحفاظ عليه، دون ان يساوموا على اوطانهم من أجل منصب زائل او مال وفير يثير الشك والريبة لهم. والامثلة كثيرة على ذلك، لكن الذي يؤسفنا هؤلاء الرموز ليس من بلداننا نحن العرب، بل من دول احترم حكامها شعوبهم وكافحوا من أجل بناء اوطانها، وعدنا نننظر إليهم كقدوة وطنيين، اذ تقودنا الأمنيات والرغبات إلى التطلع نحو فجر ينكشف عن نخوة رجل يتفجر غيرة وشهامة كهؤلاء ومن رحم هذه الامة، لكي يقودنا الى بر الأمان ويحمي ارضنا وخيراتنا ويصون الأمانة التي ٱئتمن عليها. ما حدث قبل أيام بين رئيس جنوب افريقا سيريل راما فوزا والرئيس الامريكي دولاند تراب، بعد ان عرض تراب صفقة استثمارية مغرية الى رئيس جنوب افريقيا، فكان الرد من قبل سيريل راما فوزا: انا ليست للبيع، والاوطان لا تشترى يا ترامب.!؟ بهذه العبارات، التي جسدت تطلعات شعب يريد العيش بعزة وكرامة وإباء، عبر تصريح رئيسها سيريل راما فوزا، هذا الشعب الذي احسن اختيار رئيسه فعبر عن ضميره بكل شجاعة وأمانة وصدق، مؤكدا تمسكه بثوابته الوطنية التي هي غير قابلة للمساومة ولا لتقديم أدنى ما يمكن من التنازلات، وان السيادة الوطنية أغلى من كل شيء ..فهي الهوية الحقيقية لوجود الانسان وشعوره بكرامته وعزته في وطنه.اما نحن الآن ومنذ 2003, لا زلنا نعيش خيبات أمل الماضي والحاضر،...وصرنا قرابين تفدى وضحايا تذبح على دكة الوطن وأمنه وسيادته واستقلاله، فدفعنا فاتورات دماء لا تحصى ولا تعد بسب أخطاء حروب( السيادة والامن ) ! ثم عادت السياسة الجديدة بتقطيع اوصال الوطن مرة أخرى بعد أن ذقنا مرارتها عبر سياسات الانظمة السابقة ، فعادت السيادة مثقلة الجراح مقطعة الأوصال، كل ذلك مقايضة باموال رخيصة قذرة تدخل في جيوب  ممن لا أخلاق لهم ولا ضمير من فاسدي الساسة الجدد، دون ان يكترثوا بأن للوطن هو لابناء هذه الارض بما فيها من ثروات وخيرات،  وان التفريط بسيادته وثروات وخيراته يعد خطا احمرا لأنها تشكل مستقبل الاجيال القادمة وتطلعاتها نحو حياة كريمة آمنة مطمئنة.هذه لعبة السيادة والمال في اوطاننا... من يتولى إدارتها بلا خشية من الله أو وازع من ضمير، فإن للتأريخ لعنته, وللشعب كلمة الفصل و (إن ربك لبالمرصاد) . الفجر: 14

المشـاهدات 30   تاريخ الإضافـة 26/07/2025   رقم المحتوى 65151
أضف تقييـم