الخميس 2025/7/31 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
نيوز بار
بين لابوبو والدم… غزة تُذبح بصمت!
بين لابوبو والدم… غزة تُذبح بصمت!
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب عماد آل جلال
النـص :

 

 

 

في غزة، لا يتوقف الموت، ولا تستريح الدمعة في مآقي الأمهات. هناك، يولد الأطفال في الظلمة، ويموت الجياع على أعتاب الخبز الممنوع. قصفٌ لا يرحم، وجوعٌ يُستخدم سلاحا، وسماءٌ سوداء تختنق فيها الإنسانية.ليس القصف وحده ما يقتل في غزة، بل هذا الصمت المتواطئ. صمت العالم، وصمت العرب، وصمت من يملكون القرار والضمير. أين ذهبت تلك الأصوات التي كانت تصرخ للعدالة؟ لماذا لم نعد نسمع سوى بيانات خجولة لا توقف دماً ولا تفتح معبراً؟ منذ ما يقارب العامين، ترتكب حكومة نتنياهو جرائم لا لبس فيها: تجويع المدنيين، قصف المستشفيات، قتل الأطباء، اعتقالهم، ومنع الدواء عن المرضى. والأنكى من ذلك، هو غياب الموقف العربي الفاعل. الجامعة العربية تقف متفرجة، تكتفي بإصدار بيانات “قلق” لا تُنقذ طفلاً ولا تمنع قصفا.وفيما يسيل الدم في غزة، ينشغل الغرب بطوابير “لابوبو”، تلك اللعبة القماشية المكروهة، يتدافع الآلاف لشرائها، وكأنها أغلى من حياة طفل فلسطيني يبحث عن مأوى أو جرعة دواء.هل أصبحنا شعوبا اعتادت مشهد الدمار؟ هل صار موت الأطفال خبراً يوميا لا يهز القلوب؟ أم أن لغة التطبيع أغلقت الأفواه، وربطت الأيادي؟ غزة اليوم لا تطلب الشفقة، بل العدالة. لا تنادي بالعواطف، بل بالكرامة. ما يحدث هناك ليس أزمة إنسانية فقط، بل جريمة أخلاقية كبرى في حق كل من صمت وهو قادر على الفعل.غزة ليست مجرد مدينة محاصرة، بل جرح مفتوح وامتحان أخلاقي، والحل ليس بالصمت، بل بوقف الاحتلال، ورفع الحصار،سيبقى التاريخ يكتب عن شعب يقاوم الجوع والرصاص، وعن صمتٍ مريب، وخضوعٍ مهين، وعن أمة ضيعت البوصلة حين كان الدم يسيل قرب شجرة زيتون محروقة.سيكتب التاريخ، عن صمتٍ أشد قسوة من القصف، وعن أمة كانت ترى الدم ولا تنتفض. لكن غزة ستبقى، لأنها لا تحيا على الدعم، بل على الكرامة.

المشـاهدات 44   تاريخ الإضافـة 31/07/2025   رقم المحتوى 65278
أضف تقييـم