من المؤلم أن نشاهد خلال الأعوام العجاف التي أعقبت السقـوط والتغيير بضعة أشجار ضامئة وبساتين خاوية ومُجرّفة وبقايا اغصان متناثرة من ( الحزام ) الذي كان مطرزاً بأنواع الاشجار والنخيل مع قيام ثورة الرابع عشر من تموز ، ويلتف حول خاصرة بغداد بخضرته الزاهية ، عقب امتداد أحياء العاصمة الجديدة التي ولدت آنذاك واتساع رقعتها لاحقاً ليلتف حول العاصمة ويلطف أجواءها ويحميها من التلوث البيئي وسخونة الصيف .. ومن ثم أعقبه مشروع  - قناة الجيش - وعدد من المتنزهات والحدائق الأنيقة في حينها ..

 وبدلاً من مواصلة الحكومات المتعـاقبة بتطوير المشاريع الخضراء المتعاقبة بتطوير هذه المشاريع الخضراء وإدامتها ، خَفُتَ الإهتمام بها حتى تفتت ( الحزام ) الذي كان أخضراً .. وتحولت ( قناة الجيش ) الى جدول بائس وحوض للمياه الراكدة والملوثة ، ولم يجد المواطنون خلال اعوام الحصار المريرة ما يؤمن لهم وقودا للطبخ والتدفئة غير اشجار الحزام المتيبسة .. وتواصل انحسار ما تبقى من  شجيراته ومساحته يوماً بعد آخر حتى بقي عليلاً ومصاباً بالأهمال - كما هو حال ( القناة ) وكل ما هو أخضراً و أنيق !!

وبرغم الوعود المتكررة عبر وسائل الاعلام ، والتصريحات الصادرة عن الحكومات المتعاقبة منذ تغيير النظام عام 2003 ولغاية  الحكومة الحالية التي حققت العديد من الإنجازات الحضرية والسكنية ومشاريع فك الاختناقات المرورية ، بقي ( الحزام الاخضر ) مُترقباً العودة الى ماضيه ، ومعظم الساحات  التي تقع في أحضان بغداد وكانت معدة لتحويلها الى متنزهات وحدائق يانعة ، منحت الى بعض المستثمرين المقربين من الكتل المتحاصصة ليكتموا أنفاس هذه الأحياء بمشاريع تجارية عمودية  راحت تستنزف طاقة البنى التحتية وحصص المواطنين من الكهرباء والماء والهواء النقي !!

السؤال الذي لا بُد من طرحه أمام انظار رئيس مجلس الوزراء الذي حقق العديد من الإنجازات الملموسة على أرض الواقع ( هل بإمكانه أن يعيد الخضرة من جديد الى هذا الحزام ويديم غاباته ويلفه حول خاصرة بغداد كما كان مخططاً منذ بداية التنفيذ إبان ثورة الرابع عشر من تموز ) ..

إنها مجرد تساؤلات حائرة ليس إلا .. مع تحياتي ..