
![]() |
العراق بين الماضي المشرق والواقع المؤلم. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النـص :
من نخل الفيحاء في البصرة، إلى ضفاف دجلة في بغداد، مرورًا بـ نواعير الأنبار، وصولًا إلى شلالات علي بيك في كردستان... يمتد العراق لوحة طبيعية وتاريخية فريدة. أرض جمعت بين النهر والجبال والصحراء، وبين حضارات صنعت أول القوانين وكتبت أول الحروف.
إرث حضاري خالد
لم يكن العراق يومًا بلدًا عابرًا في التاريخ، بل أصل الحضارات. من أور وبابل والزقورة، إلى المعارك التي خاضها الأجداد دفاعًا عن قوتهم ومكانتهم بين الأمم. كان العراق منفتحًا على العالم، يحتضن المهاجرين من كل مكان، ليصوغ فسيفساء إنسانية متجانسة وغنية بالتنوع الهوية الضائعةاليوم، يحزنني أن شبابنا يفتقر إلى معرفة الهويته.كثير منهم لا يعرف من هم الآشوريون، ولا من هم المندائيون، ولا حتى تاريخ اليزيديين وغيرهم من أبناء الوطن الأصيل. وكأن هناك تجهيلًا ممنهجًا يلاحق المجتمع، رغم أن المعرفة باتت متاحة بلمسة شاشة فقاعة الشهرةبدل أن تكون التكنولوجيا وسيلة للتطور، تحولت إلى سعي محموم خلف "فقاعة الشهرة" والمال السريع، على حساب القيم والمعرفة. نعم، هناك قلة اجتهدت ونجحت في تطوير نفسها، لكنها تبقى بلا أثر يُذكر وسط هذا التشوه المجتمعي.
نزيف الفساد
وأنا أؤمن دائمًا أن "المجتمع الفاسد هو نتاج حكومة فاسدة. الخلل يبدأ من رأس الهرم وينحدر إلى قاعدته. حكومات متعاقبة بدّدت الثروات، رفعت نسب الأمية والفقر، وعجزت عن إطلاق مشاريع تنموية حقيقية. أما المبادرات المجتمعية الصادقة وغير الربحية، فلم تجد دعمًا من الدولة ولا من الممولين. العراق قد تجاوز الأربعين مليون نسمة خلال فترة قصيرة، وهذا النمو السكاني السريع فاقم التحديات. يضاف إليه تهجير مكونات أصيلة قسرًا، ما أفقد البلاد جزءًا من فسيفسائها التاريخي والإنساني.
التنوع هو النجاة
ورغم كل الأزمات، يبقى العراق بلدًا غنيًا بتنوعه الفريد الآشوريون/السريان/الكلدان: الامتداد المسيحي العريق. الصابئة المندائيون: ديانة سماوية نادرة. اليزيديون: مكون أصيل متجذر في التاريخ. المسلمون: يشكلون الغالبية بمذاهبهم المختلفة ـ العرب: الغالبية السكانية. ـ الأكراد: ثاني أكبر قومية. ـ التركمان: ثالث أكبر قومية. ـ الأقليات الأخرى: الأرمن، الشبك، ـ ـالإيرانيون وغيرهم إن التمسك بهذا التنوع هو سر قوتنا، والاعتزاز بماضينا العظيم هو السبيل لصناعة مستقبل أفضل. فالعراق لا يمكن أن يعيش حاضرًا سليمًا أو مستقبلًا مشرقًا إذا فقد هويته أو تجاهل إرثه. كما أقول دائمًا: "من لا ماضي له، لا حاضر له ولا مستقبل." |
المشـاهدات 30 تاريخ الإضافـة 31/08/2025 رقم المحتوى 66204 |

![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |