الأربعاء 2025/9/10 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 39.95 مئويـة
نيوز بار
عندما تريد الحرية ولكن الآخر مستمتع بالقيد
عندما تريد الحرية ولكن الآخر مستمتع بالقيد
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب أ.م. حسين زين العابدين الشيخ عبوش
النـص :

 

 

 

كاتب عراقي

 

هناك فرق مابين من يريد الشهرة ومن يريد البناء ومن يريد المنفعة المادية، فالذي يريد البناء يعمل بصمت ويفكر كثيرا دماغه عبارة عن حاسبة ترصد المشاكل وتعمل عل  حلها وحسب تخصصه، اما الذي يريد الشهرة فالشرح يطول كثيرا فهو احيانا يختلق المشاكل و يتظاهر بانه وجد حلا لها ويبدأ من حوله بالثناء عليه ومدحه كونه عمل انجازا بحل مشكلة هو متسبب رئيسي فيها، وهو نفس الشخص الذي يسرق جهد الموظفين العاملين معه واحيانا نراه يتمسك بالامور التافهة والانجازات الوهمية ليعظمها ويضخمها و ينشر انجازاته العظيمة بكل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ان الموظف الذي يكمل مهامه المكلف بها من قبل الدولة لا يعتبر هذا إنجازا فهذا جزء من واجباته، فلماذا النشر والتفاخر بعمل واجبك يعني مثلا والامثال تضرب ولا تقاس  مدرس مهنته التدريس لا داعي لنشر نفسه وهو يدرس ويصحح الاوراق الانجاز يكون بعدد الطلبة الذين نجحوا نتيجة تدريسه، تدريسي ينشر عن تقديمه محاضرة في علم ما هذا واجبه نشر المعرفة بين الناس موظف يمشي معاملات الناس هذا واجب وليس انجاز انت كموظف ليس عليك ان تنشر اكمالك لواجباتك بل عليك التنفيذ بكل حرفية ومهارة دون تذمر، اما اذا ابتكرت وسيلة او براءة اختراع هذا هو الانجاز ونحن نحترم هذا الانجاز، ومن جهة اخرى شخص افتتح مدرسة خصوصية ليرتادها الطلاب باجور باهضة هذا ليس انجاز الانجاز هو ذلك الاب الذي يوفر تلك المبالغ المرتفعة لدخول ابنه الى تلك المدرسة انت، فانت كمستثمر تأخذ اجورك وتعبك فقط، ومن يحدد مستوى مدرستك ليس نجاح طلابك لان الطلاب جميعهم اذكياء خصوصا في المرحلة الاعدادية انجازك اذا قبلت طالبا مجانا وبعد سنين اصبح ذلك الطالب شيئا مهما في المجتمع فانت قد ساهمت في خلق عالم يفيد الامة، ان الصراع الازلي ليس صراع حضارة مع حضارة اخرى بل هو صراع عقول مع عقول داخل نفس الحضارة فالعقول الرجعية والنفعية والمتعطشة الى الشهرة تساهم في تدمير المجتمع عن طريق تبوئها هذه العقول المحدودة التفكير والوعي مناصب  اكب  من قدرتها العقلية، تلك المناصب لو اسندت الى من يستحقها لأسهموا في معالجتة  مشاكل ذلك المجتمع، اما التفاخر الزائد والتبجح المفرط وعدم الاحساس بالمشكلة او غض البصر والتعامي عنها  كبرا و خوفا هو سبب رئيسي في تفاقمها وعدم القدرة على حلها او زياد تكلفة حلها مبالغ خيالية، اما شر النوع الثالث و الذي هو الشخص متنفع ماديا جاء للمنصب ليستفاد هو وبقية عائلته فهناك انواع منها الصامت الهادئ الذي يبحث عن اي وسيلة قانونية لكي يستفاد لا ينفك من السفرات والمؤتمرات والايفادات والعمولات جشع ولكنه يعمل بصمت كونه يخاف اما اسوء نوع منهم هو ذلك المطبل الذي يبحث عن المنفعه تراه يذكر انجازاته و كيف انه يأتي الى الدوام ويجلس خلف المكتب متحملا كل الظروف الصعبة واجواء المكتب الضيقة متمننا على الموظفين بانه مديرهم و اخطرها ذلك الذي جاء من فقر مدقع او من عائلة غنية ولكن لم تعرف طعم الشبع و لا يخاف على اسم عائلته من الدنس او التلوث لا يحمل اي ذرة من ضمير تراه يأكل الاخضر واليابس لا يهمه حرام ام حلال المهم ان يملأ جيوبه بكل ما تصل يده إليه.

المشـاهدات 42   تاريخ الإضافـة 10/09/2025   رقم المحتوى 66521
أضف تقييـم