الخميس 2025/9/11 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 36.95 مئويـة
نيوز بار
للمرة الأولى البوليتكنك يستحدث في جامعات العراق
للمرة الأولى البوليتكنك يستحدث في جامعات العراق
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب باسل عباس خضير
النـص :

 

 

 

البوليتكنك Polytechnic ، مؤسسة تعليم عالٍ متخصصةفي تقديم برامج التعليم والتدريب التقني في مجالاتمتنوعة ، مثل الهندسة والتكنولوجيا والعلوم والفنونالتطبيقية وغيرها ، و تتميز برامجها بالتأكيد على الجانبينالعملي والتطبيقي أكثر من البرامج الأكاديمية التقليديةالتي تقدمها الجامعات ،  وقد صممت هذه البرامج لتزويدالطلبة بالمعارف والمهارات والخبرات العملية اللازمة لدخولسوق العمل مباشرةً أو مواصلة دراساتهم العليا ، فهي تركزعلى التعليم التطبيقي والعملي في مجالات تخصصها بهدف تأهيل الطلاب بالمهارات اللازمة لدخول سوق العملمباشرة أو للابتكار ، والبوليتكنك نمط من أنماط التعليمالعالي ويرتبط به التعليم المهني والتقني ، وقد تم العمل بهوإدخاله إلى حيز التطبيق في بلدان عديدة لتوفير الكوادراللازمة لمختلف القطاعات والأعمال ، وتطبيقه في العراقبقي  أمنية حبيسة المتطلبات والحاجة والإمكانيات ، وكانالمفروض ولوجه من قبل التعليم العالي نظرا لما نمتلكه منتجربة غنية في التعليم المهني وانجازات كبيرة في التعليمالتقني ، ولا نخفي أن نقول بان قرار استحداث الجامعاتالتقنية الذي أصدره مجلس الوزراء بقراره 250 لسنة 2014 قد تضمن أولا استحداث أربعة جامعات بوليتكنك ولكنهتحول في جلسة أخرى للمجلس من نفس العام إلى أربعجامعات تقنية ( الوسطى ، الفرات الأوسط ، الجنوبية ،الشمالية ) ، ومن الناحية العملية فإن التحول للبوليتكنكبقي مجرد امنية و حلم لم يحققه العراق منذ تأسيسالتعليم التقني عام 1969 .وقد تحقق هذا الحلم اليوم ليدخل البوليتكنك    إلى حيزالتطبيق ، و تم ذلك عندما أعلن معالي وزير التعليم العاليبتاريخ 18 آب  2025 عن قرار الوزارة الاستراتيجي  للمباشرةبالبوليتكنك في الجامعات التقنية ( الوسطى ، الفراتالأوسط ، الجنوبية ، الشمالية ) لفتح آفاق جديدة للتعليمالتطبيقي ولصنع بيئة محفزة للابتكار وريادة الأعمال ،واقترن القرار بموعد  واجب المباشرة والشروع  بدءا منالعام الدراسي 2025 / 2026 ، وعن هذا الموضوع قال الأستاذالدكتور وضاح عامر حاتم التميمي رئيس الجامعة التقنيةالوسطى  ، إن القرار  تضمن تخصصات منتقاة ضمنتشكيلات الجامعات وفي الجامعة التقنية الوسطى شمل :تحويل معهد التكنولوجيا – بغداد إلى كلية  البوليتكنكللتخصصات الهندسية – بغداد  وتضم الأقسام تقنياتهندسة ( التصنيع المبرمج ، الالكترونيات والذكاء الصناعي، الصناعات الكيماوية والنفطية ) .تحويل معهد الفنون التطبيقية – بغداد إلى كلية البوليتكنك للفنون التطبيقية – بغداد وتضم الأقسامتقنيات ( التصميم الداخلي ، الصياغة والمجوهرات ، الخزف) .تحويل معهد الإدارة التقني – بغداد إلى كلية البوليتكنك – بغداد وتضم الأقسام تقنيات ( الإدارة القانونية ، المحاسبة ) .وأضاف قائلا : إن تحديد هذه التخصصات واستحداثها في جامعتنا والجامعات التقنية الأخرى تم بضوء دراساتمعمقة تولتها لجان تخصصية شكلتها وزارة التعليم العاليوالبحث العلمي وبإشراف مباشر من لدن معالي وزيرالتعليم العالي والبحث العلمي  الأستاذ الدكتور نعيمالعبودي ، وان دراسات تلك اللجان وما ارتبط بها من لجانفرعية وفرق عمل تشكلت في الجامعات تضمنت مسحالاحتياجات الوطنية من البوليتكنك بالتنسيق مع الجهاتالمعنية في قطاعات الدولة والمجتمع  ودراسة واقعالإمكانيات واللوجستية والموارد البشرية اللازمة للاضطلاعبمهام الكليات والأقسام والتخصصات ، وقد خضعتتوصياتها إلى المناقشة والمراجعة  قبل اتخاذ القرار ، وعنألأهمية والأبعاد الاستراتيجية لهذا القرار  قال : إن ذلك تمتحديده في بيان الإعلان عند  إطلاق هذا النمط من التعليمويشمل ذلك ،  ترسيخ التنوع في أنماط التعليم العالي وربط الجامعات التقنية بمراكز الصناعة والإنتاج وتعزيزالقدرات التقنية التي يحتاجها البلد لتنفيذ خطة التنميةالصناعية ، و تحقيق التكامل بين التعليم الأكاديميوالتعليم التطبيقي ، و توفير بيئة دراسية جاذبة تستوعبالتطورات التكنولوجية ورفد سوق العمل بالكفاءات التقنيةالمتخصصة القادرة على تلبية المتطلبات المتنوعة ، فضلا عن فتح آفاق جديدة للابتكار وريادة  الأعمال أمام الطلبة ،وهذه الإبعاد ستكون لها انعكاسات ايجابية على الجامعةوعلى هيئة العاملين فيها  وعلى الطالب .ومن خلال متابعة التنفيذ فقد اتخذت الجامعات التقنيةالأربع الاستعدادات اللازمة بالاستحداث من حيث الموقعوالقاعات والمناهج والموارد البشرية اللازمة من التدريسيينوالمدربين والمساندين بمختلف الاختصاصات ، وقد تم إدراجهذه الكليات ضمن دليل القبول المركزي للعام الدراسي 2025 / 2026 ، وسيكون بإمكان خريجي الدراسة الإعدادية وضعالبوليتكنك ضمن اختياراتهم ليكون نواة لهذا النمط منالتعليم ، وبذلك تفتح آفاق جديدة لفئة الشباب لاختيارمستقبلهم العلمي والمهاري ، فالتعليمات تنص على قبولالطلبة وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لممارسةتخصصهم في أسواق العمل وحسب التخصصات ، ويحقللطالب إنهاء دراسته بعد سنتين من انتسابه إلى كليةالبوليتكنك والحصول على شهادة الدبلوم بعد اجتيازهالمتطلبات ، كما يحق للطالب الدراسة أربع سنوات واجتيازالمتطلبات والحصول على شهادة البكالوريوس ، وهذاالاختيار سيزيل كثيرا من الصعوبات والأعباء التي كانتتواجه الطلبة وعوائلهم  في الاختيارات فالحق أصبح له فيالاختيار ، ويعني ذلك توسيع إمكانياته التطبيقية والعلميةو الحصول على البكالوريوس  ، ففي التعليم التقني يتمالحصول على الدبلوم التقني  وإعطاء الحق لنسبة محددة( 20% من الأوائل ) في ولوج البكالوريوس ، والبعض منهمكانوا يتخرجون من المعاهد ثم يبدؤون من الصف الأول اويطالبوهم بمقاصة في دروس  في البكالوريوس ،والبوليتكنك يمنح الحق لنسبة اكبر ( 50% حاليا )  فيالاستمرار ، والبعض يسال هل إن الموضوع سيقف عن حدالكليات التي تم افتتاحها أم سيتوسع الموضوع فيما بعد ،والمؤكد بان للوزارة والجامعات  خطط للتوسع والشمولتزامنا مع توافر الاحتياجات والإمكانيات وبما يحافظالمقاسات المطلوبة بهذا الخصوص ، فعدد خريجي الدراسةالإعدادية بحالة ازدياد بتوسع عدد السكان عاما بعد عام كماإن حاجات المجتمع بتغير مستمر بما يتوافق مع تطبيقاتالعلوم والتقنيات بمختلف المجالات ، والاهم من هذا إن البلدبحاجة إلى تصحيح هيكل المتخرجين من أنماط التعليم ،فالواقع الحالي يؤشر ارتفاع نسبة الأكاديميين علىالتقنيين بشكل لا يناسب حاجة التنمية في البلاد ، وإدخالالبوليتكنك وما سيشهده من إقبال سيغير من هيكل القوىالعاملة بما يناسب الاحتياج .إن استحداث دراسات البوليتكنك بعد طول انتظار امتدلسنوات او عقود  ، ليس حدثا طارئا في العراق وإنما لهالكثير من الأبعاد الايجابية  فهو يعطي البرهان على  مايتحقق من تطور ونمو في قطاع التعليم العالي ، الذي يثبتنمو جدارته من خلال تنوع فعالياته وما يحتله اليوم فيالتصنيفات الدولية للجامعات وما يشهده من تطبيق أهدافهفي الاستجابة لحاجة المجتمع  ، ويحق لنا الفخر بقرارإنشاء هذه الكليات  الذي اقل ما يمكن وصفه بأنه شجاع ،فمنها يتحقق التعدد والتنوع في أنماط التعليم العاليويفتح أبواب المنافسة المشروعة ويتيح الإمكانية للتعليم فيتلبية  احتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية لتحقيقالاكتفاء المحلي من الملاكات المؤهلة وطنيا وعلميا ومهنيالخدمة البلاد ، وان القضية لا تتعلق باستحداث هذا النمطمن التعليم فحسب ، وإنما بما يشير إليه من القدرة التيبات يمتلكها التعليم العالي في الحداثة والتكيف مع التطورالعالي قياسا بما مر به في سابق السنوات ، وذلك يحدثليس من خلال تنامي القدرات المادية ( المحدودة ) وإنمابتنامي الإمكانيات الإبداعية التي باتت تمتلكها مؤسساتناالجامعية ، وهي مخرجات الإحساس الوطني العاليوالتعبير عن الرغبة في التطور والنمو ، فتحية تقديروإعجاب بمكونات هذا القطاع قيادة ومنتسبين بكلالعناوين والتخصصات والمستويات لما يقدموه من عطاء ، والى المزيد الذي يثلج صدور العراقيين بتوفيق من الله .

المشـاهدات 47   تاريخ الإضافـة 11/09/2025   رقم المحتوى 66538
أضف تقييـم