الاهداء = إلى عمتي زهرة...زخات مطر نتعمد جميعا تحتها

قصة : علي حداد

وراح يملي على كاتب العرائض                   

_ انا قاص وروائي عراقي كتبت الكثير من  افراح واحزان اهل العراق واجاع كل من ولد بين نهرين ومات عطشا.....ماتت امي  نتيجة اهمال اطباء ممرضات المستشفى  ...واستشهد  اخي محمد في الحرب مع ايران .....وقتل اخي عبد الرزاق في العام 2007ى ايام القتل على الهوية ايام كانوا يكتبون بلافتة سوداء استشهد في قاطع الفضل ....او استشهد في حي العامل....ومنذ قتل اصدقائي في سوق الصدرية وابو دودو ودربونة العانة وكذلك حين هاجر الكثير منهم الى بلد الكفار فاعطوهم السكن والماوى والمال  والامان واقربائهم في جرف الصخر مازالوا يتوسدون الصخر وجرفه ....وكتبت ايضا عن عباس حين وقع في الاسر وقضى في اقفاصه ثلاث عشرة ونيف من السنوات العجاف ...وحين عاد الى الوطن  لم يحترم احزانه ولوعته احد وعندما كتب مذكراته والتي دون فيها كل ما عانته الاسرى من شقاء وتدمير لاحلامهم وطموحهم والموت الذي كان منتشرا هناك منعوا صدورها فبقت لوعته تخنقه ..تضيق على انفاسه ..ويبقى يتلوى كمن ذبح بسكين اعمى وترك تحت الشمس راح كاتب العرائض يقرأ ما طبعه واذ به يتفاجىء بعباس وهو يبك بعمق ومرارة لينهض كاتب العرائض ويحضن كاتب القصص بمودة وحب شديدين بينما كان عباس يشهق وهو يتساءل بحرقة والم شديدين :-

_ معقولة... عشت كل هذا الحزن والشقاء  ...معقولة ...يا ناس ...ياعالم ؟؟؟

  وكان هذا وحده كافيا لتدمير ما تبقى من عباس!