النـص : أنها المصطلحات الغريبة التي فرضت علينا (الهايبرد أو الهجين) فأننا في معركة الانتخابات نرى الوجه المستقل ذو القناع الطيب الكريم في أوج نشاطاته في التمثيل بدور فاعل الخير في مسلسل الديمقراطية .فإن الأحزاب تبحث عن مرشح يكون الورقة الرابحة في هذه المناسبة..ولكن هنا يسال المواطن واهل المنطقة من أنت أيها المرشح؟ ففي كل موسم انتخابي تبرز ظاهرة المرشح الذي يمكن وصفه بـالهايبرد أوالهجين.وهذا المصطلح دارج في سوق السيارات. وذلك الشخص ذو القناع والوجه الاليف الذي يخوض السباق بزي لا يتناسب مع خلفيته الحقيقية أو انتمائه المعلن.وبالطبع هذا المرشح ليس مستقلاً بالمعنى الحقيقي ولكنه أيضا لا يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة أو تاريخا حزبيا قويا في منطقته الانتخابية.حيث تجد الأحزاب السياسية الكبيرة وخاصة تلك التي تفتقر إلى العمق الجماهيري في مناطق معينة فهي تجد ضالتها في هذا النوع من المرشحين. فالناخبون أصبحوا أكثر عزوفا عن الأسماء الحزبية التقليدية ما دفع الكتل السياسية للبحث عن وجوه جديدة أو برلماني قديم يدسة في حزب معروف ضمن هذه المناطق أو شخصيات ذات صلة عائلية أو مهنية اوعشائرية تستقطب ماتستطيع أن تسيطر علية بحجة الولاء العشائري ويمكن أن تستقطب أصواتاً بعيداً عن القيد الحزبي الثقيل.فأن تكتيك هذا المرشح المستعار يعتبر ثغرة في النظام الانتخابي و عبقرية سياسية..لذلك فإن المرشح الهايبرد هو نتاج عملية تصميم هندسي انتخابي معقد .بحيث يتم اختياره بعناية ليكون واجهة مقبولة ومميزة لحزب قد يكون مكروهاً أو غير مرغوب فيه جماهيريا في تلك المنطقة تحديداً. وفي كثير من الأحيان يتم دخول هذا المرشح بصفة مستقل في القوائم الانتخابية. بينما يكون ولاؤه وتمويله ودعمه اللوجستي كاملاً من جهة حزبية. فتبين أن الهدف الأساسي هو اختراق الجدران و تجاوز حاجز عدم الثقة أو الرفض الصريح للحزب في تلك الدائرة.واستغلال العاطفة و الاعتماد على عوامل غير سياسية كـالروابط العشائرية والعائلية وشراء ولائات من ضعاف النفوس أو من شتات روابط محلية ضيقة لكي يستقطب الأصوات بدلاً من الاعتماد على البرنامج السياسي الحزبي.فان توسيع الحصاد ضمان الحصول على مقعد إضافي في البرلمان وكان من المستحيل تحقيقه لو خاض الحزب الانتخابات باسمه الصريح في تلك المنطقة.فأن وعود الخدمات بدلاً من برامج التشريع و خلط الأدوار إحدى السمات البارزة للمرشح الهايبرد.وتركيزه على الخدمات المباشرة خلال حملته الانتخابية بدلاً من طرح برنامج تشريعي أو رقابي واضح. فهو يعد الناس ببناء مدرسة أو تبليط شارع، أو توفير محولة كهرباء، أو تقديم مساعدات عينية. فأننا نرى هذا التحول في الخطاب يعكس وعياً من الحزب ومرشحه بـأولويات الناخبين الغاضبين الذين فقدوا الثقة في قدرة النواب والأحزاب على تحقيق التغيير الكبير وأصبحوا يبحثون عن الحلول السريعة لمشاكلهم اليومية.فالنتيجة هي أن المرشح حتى لو وصل إلى قبة البرلمان يظل أسيرًا لدوره الخدمي الضيق ومهملاً لواجبه الأساسي في التشريع والرقابة. ليصبح "نائب الخدمات" وليس "نائب الشعب". إنها الفاتورة الباهظة الشعب فإن تزييف الإرادة وتراجع الديمقراطية التي انتظرها الشعب وفقدان الامل بالمستقبل ...إن ظاهرة المرشح الهايبرد تضعف من أسس الممارسة الديمقراطية لأسباب عديدة ومن أهمها هوتزييف الإرادة الشعبية حيث يتم انتخاب الشخص على أساس أنه مستقل أو يمثل شريحة معينة ليكتشف الناخب بعد فوات الأوان أنه مجرد أداة لتنفيذ أجندة حزب لا يؤيده..وعندي إضعاف العمل المؤسسي يتراجع دور البرامج الانتخابية الواضحة والمنافسة القائمة على الأفكار لصالح المنافسة على النفوذ المالي والخدمات العاجلة أو الولاء العشائري. لكن للاسف فأن المحاسبة غائبة ويصعب على الناخب محاسبة هذا المرشح فبمجرد وصوله يختفي خلف جدران الحزب الداعم له ويفقد استقلاليته التي صوت الناس لأجلها.وفي نهاية المطاف يبقى التحدي الأكبر أمام الناخب هو التمييز والنقد والتحليل لمعرفة حقيقة هذا "المرشح الهايبرد" هل هو ممثل حقيقي لمنطقته وناخبيه أم مجرد جسر انتخابي لعبور الأحزاب ذات الشعبية المنخفضة إلى قبة البرلمان في مناطق ليس لهم فيها نفوذ؟ إن إصلاح المسار الانتخابي يبدأ من إجابة هذا السؤال الصارخ... ليكن الله في عونك ياعراق.
|