السبت 2024/5/18 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 33.95 مئويـة
نافذة من المهجر قتل الفاشنيستات .... الظاهرة المستفزّة ..والتوابع الغريبة
نافذة من المهجر قتل الفاشنيستات .... الظاهرة المستفزّة ..والتوابع الغريبة
كتاب الدستور
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب منال الحسن
النـص :

قد لا أتحدّث كثيراً عمّا حدث من جرائم قتل بدوافع مختلفة لعدد من الشخصيّات ذات الظهور الإعلامي الخاص والذي اقترن بتصريحات هي بمثابة تهديدات مبطنة أو مكشوفة لبعض الشخصيّات المتنفذة وخصوصاً تلك التي تعمل في السلك الأمني بأرفع رتبه , وآخر ما حصل هو قتل " أم فهد " وسرقة هاتفها الشخصيّ الذي يحمل أسراراً لوّحت بإعلانها في فيديو انتشر قبل مقتلها , لذلك لم يعد صعباً أمر التعرّف على الجهة التي ارتكبت جريمة القتل .وإن أظهرت الفيديوهات والصور المنشورة الشخص الذي راقب أم فهد وترصّد لها وهو على دراجته الناريّة ثم انفضّ عليها كأيّ قاتلٍ محترف , ثم استولى على هاتفها ليسيطر على مفتاح الأسرار التي تهدد بها أم فهد أشخاصاً يبدو أنهم ارتكبوا ما يخشون افتضاحه . 

وأنا أتابع وطني العزيز من نافذتي في المهجر , أدرك بأسى شديد أن المجتمع فيه قد تغيّر كثيراً , وأن ظاهرة الفاشنيستات وبعض الوجوه الإعلاميّة من النساء ,  للأسف أصبح  ميداناً غريباً للصراعات السياسيّة أو التي تسمّى سياسيّة , فهناك بعض القادة والمسؤولين , قد اتخذوا منهن " عشيقات " ووفروا لهن المال والنفوذ أيضاً , وصار لكل واحد من هؤلاء جوّاً خاصّاً يمثّل أسراره وحياته السريّة التي إن كشفت ستكون فضيحة , ومن يكشفها أو يحاول كشفها فإن مصيره القتل , ولا ندري من يصفّي من في لعبة الصراع والحسابات التي لا يعرف عنها المواطن العراقي سوى ما ينشر من فيديوهات تأتي نتائج لاحتدامات كبيرة .....

ومع أن الجريمة ودوافعها , والقتل وأسبابه , والصراعات بين القوى المتنفّذة  , ظواهر تحدث في كل مجتمعات العالم ومنها المجتمع العراقي , ولذلك لا يثير أمر قتل شخصيّة ما الكثير من الاستغراب والدهشة , ولا يثير الرعب والقلق مشهد يتجاوز فيه أحد ما على شخصيّة معروفة لأداء غرض معيّن , لكن الذي أثار دهشتي حدّ الهلع ما حصل بعد جريمة مقتل أم فهد ونقل جثّتها إلى الطب العدلي , فما حصل – لولا الصور المستهجنة التي نشرت – لا يمكن تصديقه . فهل من المعقول أن يمثّل أحد الأطباء المفروض أن يكون  مؤتمناً بجثّة في ثلاجة الموتى ؟

أين وصل الحال بنا ؟

 كيف يجرؤ طبيب على تصوير جثّة امرأة مقتولة , وكيف تسوّل له نفسه الدنيئة باجتراح المحرّمات وهو يقوم بما لا يرضي الله ولا يقبل به أيّ مجتمع و لا يسمح به أيّ قانون ؟

مثل هذا الأمر يستفزّ مشاعر الجميع .ويجب أن يبنى عليه موقف يمثّل ضغطاً من الرأي العام على مرتكب هذه الجريمة البشعة وأن يعاقب هذا الطبيب بأشدّ العقوبات ,وأن تؤخذ إجراءات شديدة تبعد هذه النماذج عن حرمات هذا المكان وغيره من الأماكن التي تستدعي وجود مهابة واحترام لا دناءة ونذالة ومتاجرة قذرة بالموت ,  يجب أن تكون هذه الأماكن ومثيلاتها بمنأى عن أزمات هؤلاء المحتقنين المرضى الذين أعماهم الباطل , فما عادوا يبصرون غيره وغير ما زيّن لهم الشيطان الرجيم من أعمال رذيلة , أعوذ بالله منهم ومن أفعالهم ومن كل الذين يقفون خلفهم وهم يسقطون كلّ القيم , لأنهم بلا قيم ...

يجب على المسؤولين والمعنيين في كل مفاصل الدولة وحتى المؤسسات الدينيّة ورجال الدين , أن لا يهملوا ما حصل , وأن يردع – كلٌّ  من مكانه ومسؤوليته – هذه الأفعال وأن تدان ويقدّم الفاعل ومن معه ومن يتساهل معه إلى القضاء لينال جزاءه ....

إن مجتمعنا , على الرغم من كل الحالات الدخيلة والظواهر النشاز . سيظل بعيداً عن كلّ  هذه الممارسات التي ولّدها المال الحرام والنفوذ غير المستحق وعدم مخافة الله , وستنتهي كل هذه الصور البشعة , لأن الخيّرين هم الأكثر , ولا يمكن أن يقبلوا بما يغضب الله تعالى ويخدش الإنسانيّة

المشـاهدات 65   تاريخ الإضافـة 03/05/2024   رقم المحتوى 44953
أضف تقييـم