الأربعاء 2025/7/23 توقيـت بغداد
+9647731124141    info@addustor.com
سماء صافية
بغداد 38.95 مئويـة
نيوز بار
الصدمة الناعمة في قصائد "ما يفسّره البياض" للشاعر سلام البناي "بجيوب فارغة" أنموذجًا
الصدمة الناعمة في قصائد "ما يفسّره البياض" للشاعر سلام البناي "بجيوب فارغة" أنموذجًا
فنارات
أضيف بواسـطة addustor
الكاتب
النـص :

* عبد الحسين بريسم

 

يشتغل الشاعر سلام البناي، في ديوانه (ما يفسّره البياض)، على مناطق شعرية يدخل من خلالها إلى براءة الطفولة. وأنا أؤكد أن هذا هو الشعر الذي نحاول أن نوصله إلى المتلقي، الذي هو الهدف الأول المقصود بالقصيدة، ثم بعده المختص والناقد، لأن المتلقي على مستويات متعددة من المعرفة والقصد. وإلا، فماذا نصنع بالشعر إذا لم يكن هناك متلق واعٍ وناقد عارف؟ إذا، القارئ هو المقصود بالقصيدة.

في قصيدة "بجيوب فارغة" مثالًا على ذلك، يقول:

 في العيد يتدحرج الفرح

ونقولُ: كبُرنا

وما زلنا ندور ...

نبحث عن مرتفع

تتهافتُ عليه طفولتُنا

ونتساءلُ:

كم تبدو صغيرةً

قاماتُ البيوتِ

بينما أحلامُنا

تطير كما البالونات

التي تنتهي إلى معانقة الأسلاك.

(ص 67)

استكمالًا لكتابي( الصدمة الناعمة)، الذي تناولتُ فيه السرد والشعر، ونُشرت أغلب مواده في جريدة الدستور الغرّاء، تأتي هذه المقالة لتُفسّر "ما يفسّره البياض".

وربما يُلمِّح العنوان إلى ما هو مسكوت عنه في بياض سلام البناي، الذي ضمّنه في ديوانه الصادر عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب – بغداد، الطبعة الأولى، 2021.

ولا بد أن أشير إلى أني حصلتُ مع الديوان أعلاه على كتاب (تمظهرات الكرونوتوب في مجموعة ما يفسّرهُ البياض) للدكتورة سليمة سلطان نور، الصادر عن دار الورشة للطباعة والنشر – بغداد، 2024، وهو كتاب يدرس ديوان سلام البناي ما يفسّره البياض، وتقول فيه الدكتورة سليمة سلطان :

 "تُعدّ نصوص مجموعة ما يفسّره البياض مشروع قراءة مفتوح أمام المتلقي وأمام الناقد بوصفه قارئًا.

والمبدع غالبا لاتاتي نصوصه بذاكرة بيضاء او جسد محايد ،ويستطيع القاريء ان يولد الدلالات والمعاني الشعرية التي يستنطقها من النص .(بتصرف، ويمكن مراجعة الكتاب لأهميته).

وكذلك كتاب (الذاكرة ووظيفة الشعر – قراءة في خطاب سلام البناي الشعري) للناقد الكبير جاسم عاصي، الصادر عن منشورات الاتحاد العام للكتّاب في العراق – 2025، ويقول فيه عن تجربة البناي الشعرية:

 "تلعب قصائد الشاعر سلام محمد البناي، على التلقائية في التعبير والتواصل، والتدرج في بناء معمار القصيدة بكثافة لغوية، دون الاتكاء على ترف اللغة وضياع قيمتها التعبيرية بما هو خارج الجنس الشعري".

هاتان الدراستان هما ضمن مشروعي( الصدمة الناعمة)، وأحاول أن أستفيد منهما في هذا المقال، بما يخدم ما نسعى إليه في الصدمة الناعمة.

في المثال الشعري الأول، الذي كان مدخلًا إلى عالم البناي الشعري، نجد ما نريده من النص الشعري. وأنا مع الشعر البريء، وما عالم الطفولة إلّا النبع الأول للبراءة، والشاعر – في الأعم الأغلب – طفل يشاكس الشعر، وهذا ما وجدته في ما يفسّره البياض.

في نص "لا تعنيني كل هذه الأشياء" (ص 34)، يقول البناي:

 أنا فعلاً قليل الكلام

لا أكتب عن ساقيةٍ

تهبُ البهجةَ

من تلقاء بصيرتها

ولا أهمسُ نيابةً

عن حقل الورد.

ليس من طبعي

أن أخدش كرامة الدمعة

لو تدلّت بالحياء.

لا أضحك بلا اشتهاءٍ

أو أدَّعي أني أذوب في الماء،

هذا شغلُ السُكّر.

هذه هي الاشتغالات التي أريدها من الشاعر: لا لغة معقّدة، ولا كهوف، ولا طلاسم، ولا تراكيب لغوية لا يفهمها حتى الشاعر نفسه. أريد شعرًا صافياً كنبع براءة الطفولة، كما يكتب سلام البناي في ما يفسّره البياض.

---

المراجع:

-ديوان ما يفسّرهُ البياض – الشاعر سلام البناي – منشورات اتحاد الأدباء – بغداد – 2021

-كتاب تمظهرات الكرونوتوب – د. سليمة سلطان نور ، منشورات الورشة الثقافية للطباعة والنشر – بغداد – 2024

-الذاكرة ووظيفة الشعر – جاسم عاصي – منشورات اتحاد الأدباء – بغداد – 2025

المشـاهدات 26   تاريخ الإضافـة 23/07/2025   رقم المحتوى 65031
أضف تقييـم