أسئلة حائرة وخجولة تأبى أن تكشف عن هويتها إلا عبر منبر ((المباهلة)) ومنصات التواصل ومنافذ الإعلام لتزيل عنها غبار القرون, وأمام كل منا فسحة تكفيه للإقامة بعد مرارة الهرولة في الدروب المقفرة التي زجنا بها - الشيطان الأكبر -وتركنا عراة في دهاليز سرابه الموحشة .. لنغادر درابين الخصام التي ما زلنا نحوم في دهاليزها, ونطمر في مخابئ (القات) تلك الأعوام الثقيلة التي ما زالت متناثرة في شراييننا, ونحلق فوق بساتين الوئام والمحبة المتوارثة عن الأجداد ونمتطي متونها .. تعالوا نوقد قناديل الضوء ونتجاوز نغمة (الأنا) والتعصب الجاهلي والقبلي المزيف, ونخلع خمار المحنة ونجتث الأورام المتشبثة بأجسادنا, ونزيل تراكمات الشك من ثمالات كؤوسنا ونتجلبب رداء (المباهلة) ونحلق فوق رياض الإيمان وبساتين المحبة قبل مواسم القطاف, ونغرس فوق متون الصباح مواويلنا .. لنكن أكثر جرأة وبسالة, ونصلي صلاة التوبة, ونحدق في أعماقنا متسائلين, هل نحن بمستوى الإيثار الذي جبلنا عليه, ونكران الذات التي كان يتغنى بها الأجداد ؟؟ فمتى عسانا نلم شمل فلولنا المتناثرة, ونحلق في سماء عراقنا الأشمل, المطرز بالحناء والبركات والنوايا الحسنة ؟؟ فتعالوا نعانق فنارات موانئنا الأرحب .. فلا أمان لنا إلا بالرسو عندها .. وهذا ما كنا ولا نزال نحلم به ونتمناه..